هذا الإنسان لا يخذلك أبدا!!
هذا الإنسان لا يخذلك أبدا! كلما طالعت شخصه، ودارست أنواره، وبحثت في أخص خصائصه=أثابك فرحة ومحبة وانحيازا إليه!
هذا شخص ليس في حياته قط موقف ينحاز فيه إلى نفسه، بل هو دائم الإيثار، شغله الرحمة، وغايته استنقاذ الناس كلهم ولو كانوا في جحيم العداء معه ﷺ !
ألا ترى إلى موقفه مثلا حين أقبل سيدنا العباس رضي الله عنه بأبي سفيان وقد نزل النبي ﷺ ومعه الجيش بين يدي فتح مكة!
وسيدنا عمر رضي الله عنه يريد قتله، وسيدنا العباس رضي الله عنه يحامي عن أبي سفيان يريد نجاته!
فيدعو النبي ﷺ الرجلَ الذي خاض معه معارك عظمى، وحشد له الحشود صدًّا عن دين الله وكفرا به، ومحادَّةً لله ولرسوله ﷺ !
يدعوه إلى ماذا؟! إلى رحمة الإسلام ونوره!
بلا مشارطة ولا إذلال ولا تعنيف ولا معاتبة ولا لوم!
حتى إن أبا سفيان تردد متلعثمًا في الشهادة له ﷺ بالرسالة! ومع هذا يسمح سيدي ﷺ ويتسع ويرحم!
ولو كان من أصحاب الدنيا لكان في ظفره بعدوه وقتله له وتشريده وإذلاله شفاء لصدره!
لا لا!
ما قال له أين اعلُ هبل ؟! ألم تفعل كذا وكذا! لا والله لا.
يقبل منه الإسلام ويجعل له نصيبًا من الفخر فيقول: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن!
أشهد بالله الذي لا إله إلا هو أن هذا لا يفعله إلا نبي عظيم!
صلى الله على سيدنا وشرفنا وفخرنا وعزنا الذي رفع رءوسنا وزكانا الله به، وسلم تسليما كثيرا!
اللهم لك الحمد على هذا السيد الجليل والنبي العظيم ﷺ !
مختارات