" المقـدّم "
" المقـدّم "
المُعطي لعوالي الرُّتَب والمُنزل للأشياء منازلها؛ يقدِّم ما يشاء ويؤخِّر ما يشاء لمن شاء؛ فهو المقدِّمُ لبعض الأشياء؛ كتفضيل الأنبياء على سائر البشر، وتفضيل العباد بعضهم على بعض.
وقدم: تقدَّم، والإقدام بمعنى الشَّجاعة، والقَدَم بمعنى السابقة في الأمر؛ " لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ " [يونس: 2].
أثر الإيمان بالاسم:
- كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام الليل: «فاغفر لي مَا قَدَّمتُ وما أَخَّرْتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ؛ أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ لا إله إلا أنت» (البخارى).
- حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تقدُّم أمته وهو يدربهم على التَّقدم في الصلاة: «تقدَّموا فائتموا بي وليأتم بكمْ مَنْ بَعْدَكُمْ؛ لا يزالُ قَوْمٌ يتأخَّرونَ حتى يؤخِّرَهُم الله»(مسلم) أي يؤخِّرهم اللهُ عن رحمته.
- حَثَّ الله تعالى عباده على التَّقَدُّم بالمسارعة لطاعته؛ " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ " [آل عمران: 133].
- وفي آية أخرى جعل السُّرعةَ حدَّ السِّباق لمرضاته؛ " سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " [الحديد: 21].
- مَن كان سَبَّاقًا للخيرات في الدُّنيا كان سَبَّاقًا لدخول الجنة في الآخرة، والنَّاسُ في ذلك درجات؛ حيث ذَكَرَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم صفات المارِّين على الصِّراط في حديث كان منه: «فيمر أولكمْ كالبرق» «ثُمَّ كمرَّ الريح ثُمَّ كَمَرَّ الطير وَشَدَّ الرجال.. حَتَّى يجيء الرجلُ فلا يستطيع السَّيرَ إلا زحفًا» وفي كلِّ تلك الحالات يقف خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم على الصِّراط يقول: «ربَّ سلِّمْ سَلِّمْ»(مسلم).
- حق على المؤمن أن يُقدِّم ما قدمه الله، ويسابق إلى طاعته والعمل بمرضاته والتقرب إليه بما يحب؛ فهذا سبيل التَّقَدُّم إلى مراتب الشَّرف والكرامة في الدُّنيا والآخرة.
مختارات