﴿فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقى﴾
(فتشقى) رعاية الفاصلة هنا ليست كل ما في الأمر.
هنا عالم من المعاني الدافئة الشجية.
فتشقى (يا آدم) لخروجك وخروج حواء.
فخروج حواء لا يشقيها هي فحسب بل يشقيك أنت.
(يخرجنكما) (فتشقى)
آلام الزوجة وحزنها وتعبها ووجعها يشقي الإنسان النبيل.
علم الله أن آدم عليه السلام لن يكون ألمه لأنه خرج من الجنة إلى دار التعب فحسب.
بل سيكون ألمه حين يرى ما وقع لزوجته من الرحيل من الرغد والنعيم والأبهة والجمال
يراها بعد قصور الجنة وملاذها في الحر والبرد والهجير والغبار والتعب والجوع والظمأ.
حذره ربه من هذا المشهد المؤلم المروع.
ليبتعد عن الشجرة وينفر منها.
لم يكن تخويفه بشقائه وحده بل بمشهد أكثر وجعا للإنسان النبيل وهو رؤية أهله في التشرد والضياع والآلام.
فقد يحتمل الإنسان البلايا طالما شعر أن أهله في أمان.
تأمل إلى ملايين المغتربين في الشمس والتعب وظروف البعد والاغتراب لكنهم يحتملون ذلك. بينما يذهب صبرهم لو رأوا أهليهم في تلك الأوضاع..
مختارات