لَوثَة الطغيان المادي
في زمنٍ طغت فيه المادية حتى صارت مقياس كل شئ.. يأتي هذا الحديث كصفعة توقظ الغافلين، قال رسول الله ﷺ:
« إن اللهَ يَبغضُ كلَّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ، سَخَّابٍ في الأسواقِ، جيفةٍ بالليلِ، حِمارٍ بالنهارِ، عالمٍ بأمرِ الدنيا، جاهلٍ بأمرِ الآخِرةِ. »
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.وصحح إسناده أحمد شاكر وشعيب الأرناؤوط
• اقرأ هذا الحديث ببطء...
هل ترى نفسك فيه ؟! هل ترى زماننا فيه؟
▪️ جعظري: متكبر
▪️ جواظ: جشع لا يشبع
▪️ سخاب: صوته يعلو في الأسواق بلا حياء..
▪️ جيفة بالليل: ينام كموتى القبور، لا صلاة، لا دعاء، لا محاسبة للنفس، لا توبة مما اقترف في نهاره..
▪️ حمار بالنهار: يعمل، يكد، يجري، يكدح، بلا نية، بلا وعي، بلا قيم..
▪️ عالم بأمر الدنيا: يعرف كل شيء عن التجارة، المال، السوق، الترفيه، الاستهلاك، العبث، اللهو، الادخار..
▪️ جاهل بأمر الآخرة: لا يعرف لماذا خُلق، ومن يعبد، ومن يتبع، وما سبيل النجاة، لا يعرف ولا يكترث أن يعرف ما يرضي الرب وما يُسخطه..
هذا الحديث ليس مجرد وصف، إنه تشريح دقيق لواقع نحياه..
ننجز كثيرًا… لكن ننسى لماذا ننجز ؟!
نركض كثيرًا… لكن لا نعرف إلى أين ؟!
نجمع المال… لكن نُهمل القلب، ونترك الروح جائعة ؟!
النبي ﷺ لم يذم العمل، بل ذم الغفلة..
لم يُحرّم النجاح، بل حذّر من النجاح الأجوف الزائف، البعيد عن حكمة خلق الإنسان..
النجاح الذي لا يُقربك من الله، بل يُبعدك عنه وأنت لا تدري..
فاسأل نفسك:
هل جمعت من الدنيا ما يُثقلك ونسيت أن تجمع للآخرة ما يُنجيك؟!!
ردّ هذا الحديث على الطغيان المادي واضح:
أنت لست آلة، لست مجرد راتب، لست مجرد إنجاز.. أنت « عبد لله »
فاجعل حياتك متوازنة:
عملك طاعة وقُربة بالنية الصالحة، وعباداتك هي محور حياتك، وقلبك نقيٌّ طاهر، فإنه أشرف ما تملك،
وهو محل نظر الله..
مختارات