من أقوال الشيخ محمد حسين يعقوب
حكمــــــة
أمسك جعفر الصادق بغلام ليعاقبه، فقال الغلام: يا سيدى أتعاقب من ليس له شفيع عندك غيرك؟ فقال: انطلق اذا، فلما انطلق الغلام التفت اليه وقال: يا سيدى اعلم انك لست الذى أطلقتنى، انما أطلقنى الذى أجراها على لسانى، فقال: اذهب فأنت حر لوجه الله. وقفت – أيها الاخوة – مع هذا الموقف مليا أقول: سبحان الله ! هذا كلام عبد لعبد، فأعتق العبد عبده، فكيف اذا جرى هذا الكلام مع السيد الكريم الله؟!.. اللهم أعتق رقابنا من النار.. اّمين.
حكمــــــة
قال ابو الدرداء رضى الله عنه وروى عن على رضى الله عنه أيضا: " روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فانها تمل كما تمل الابدان ". هذه الاستراحة يجرى فيها أيضا شىء من التلطف بالنفس وسياستها، لكى تنقاد بعد ذلك أسهل وأيسر.. فالاستلقاء مثلا مع اعمال الفكر والنظر: نوع من انواع الترويح المأجور عليه ان أحسن المسافر نيته.. قال معاذ بن جبل رضى الله عنه: انى لاحتسب نومتى، كما احتسب قومتى. ولكن الشأن فى المزاح فيمن يحسنه ويضعه مواضعه.. فيضبطه بضوابطه الشرعية.. فما رافقه أو نتج عنه استهزاء أو سخرية أو استخفاف أو تهكم أو كذب.. فهو المنهى عنه شرعا.. وما كان عن تعجب أو اعجاب أو ملاحظة وتحبب، أو ادخال للسرور على قلب اخر.. فهو المباح شرعا.
حكمــــــة
أخى السائر الى الله، الطريق الى الله كالطريق الحسية تماما.. تجد فيها انفاقا مظلمة ومنحنيات خطيرة ومطبات مرهقة وكبارى علوية.. كما تجد احيانا على جنبتى الطريق حدائق فاتنة وسبلا متفرعة.. ومن لم ينتبه لمثل هذا ولم يقده للخروج منها خبير بصير ضل ولابد فى الطريق او انقطع. اخى الكربم، ان معرفة افات الطريق من المهمات التى تنبغى للسائر.
حكمــــــة
حـدد هـدفـك: ترى كيف يسافر المسافر وهو بلا مقصد؟ فبالنية يتحدد السفر وتتوضح الوجهة وعلى أساسها يخطط منهج الرحلة طالت أم قصرت، وعلى صدقها يحمل الزاد.. وهكذا سفر المؤمن لابد له من النية الصادقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ". " متفق عليه: البخارى: (1)، ومسلم (1907) ". فحدد هدفك – أخى الكريم – ماذا تريد بهذا الطريق.. تحديدا واضحا لا لبس فيه، حتى تستطيع الوصول الى ما حددته. اّلتزمت لتكون شيخا مشهورا أو زعيما متبوعا.. اّلتزمت وسلكت هذا الطريق لفشلك فى الحصول على الدنيا، فأردت أن تحصل عليها بزعم الاخرة.. حدد هدفك أيها المسكين، واعلم أن العليم الخبير بالنوايا بصير.
حكمــــــة
لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر اصطحب رجلين، رجلين فقط..دليلا وصاحبا.. الدليل كان خريتا بصيرا بالطرق، وهذا مهمته تنتهى عند ذلك.. أن يدل على الطريق.. اما الصاحب فكانت الشروط فيه كثيرة جدا.. لك ان تتسائل لم لم يصطحب عمر وهو أشجع، وسفرة مثل هذه يحتاج فيها الى الشجاعة أو لم لم يصطحب عليا وهو أشب ومن الاهل، والتضحية به أسهل بدليل أنه نام فى فراشه. لم اختار أبا بكر دون الناس؟ ان الصحبة فى طريق السفر تحتاج الى شخص على المنهج، لذا اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قلبه قريب من قلبه فلم يختلفا مرة.. لابد من صاحب فى هذا الطريق على نفس المنهج قلبه كقلبك
حكمــــــة
اعلم أخى الحبيب أن للسير الى الله أصولا وضوابط وثمة أمر مهم وهو أن للسائرين الى الله هم المصطفون من خلق الله، قال تعالى " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ " (فاطر 32). فكلهم مصطفون مختارون لسلوك هذا الطريق..فان سلكت فأبشر، ولكن انضبط واشكر كى لا تطرد.
حكمــــــة
القيام وما أدراك ما القيام!! إن لقيام الليل أسرارا. إنه إعداد للرجال؛ يثبت القلوب على الحق، ويزيدها قوة إلى قوتها. إنه سر فلاح العبد؛ يبعد عن الخطايا والذنوب، يزيد الإيمان، يلحق العبد بالصالحين، ويبلغه مرتبة القانتين المحسنين يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه، فإن الله يراه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة لغرفا، يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها ". فقام إليه أعرابي فقال: " لمن هي يا رسول الله؟ ". قال: " هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والنَّاس نيام " حسن_صحيح الجامع (2123) وقال صلى الله عليه وسلم: " عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم " صحيح_صحيح الجامع (4097)
حكمــــــة
حبيبي في الله يا من تملأ قلبك بالهموم وتدنسه بالمعاصي عامداً ثم تسأل الله سلامة القلب!.. إن هذا لمكر.. مستمر في شحن قلبك بالهموم ومتعمد.. تحمل هم المال وهم اللباس وهم الصيف وهم الشتاء وهم العيال وهم البنات وهم الراتب وهم الشغل وهم.. وهم.. وتقول: " يا رب طهر قلبي " وأنت المداوم على تدنيسه!! إن هذا لمكر.. اللهم طهر قلوبنا يا رب. يا من تحرص على الدنيا وتغفل عن الآخرة،يا من كثرت ذنوبه و تأخرت توبته ثم تشكو قسوة القلب!!.. إن هذا لمكر.. فإياك أن تمكر.. كن صادقاً مع الله تعالى.. لا تكن ثعلباً فالطريق وعرة.. الطريق إلى الله وعرة، ولن تصل إلا بتوفيقه، أفيه تمكر وهو دليلك الوحيد؟! ولذا؛ إذا أردت الوصول إلى الله فتب من المكر، واجعل همومك هما واحداً هو الله.. الهموم نجسة فطهر قبلك منها..
حكمــــــة
كلمة خطيرة لابن الجوزي يقول فيها: " تصر على المعاصي وتصانع ببعض الطاعات. والله إن هذا لمكر " اهـ. فتراه قد واعد البنت الفلانية ليقابلها غدا، ويجلس في المسجد أمام الخطيب وهو يفكر في الموعد.. إصرار على المعصية.. أتمكر بربك؟!.. يأكل الحرام ويواعد على رشوة، ومع ذلك يصلي ويتصدق ويحجز مكانه لأداء العمرة.. تمكر بمن؟! وستجد من يجلس في المسجد يستغفر وهو يحمل علبة السجائر مصرًّا على المعصية، ويقول: اللهم تب علي!.. بمن تمكر؟!!..
حكمــــــة
إن هذه النفوس إذا عرفت خالقها ومولاها ومعبودها ووقفت بين يديه، والتفتت إليه وشغلت به صفا معدنها، وتألق نورها، وهديت إلى صراط مستقيم. أدِم تذكير نفسك بالله، وتوجه إليه كأنك تنظر إليه، فإن لم تستطع أن تبلغ هذا المستوى-فاعبده على أنه يراك، وهذه هي رتبة الإحسان، وتتحقق هذه الرتبة العالية كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم بأن: " تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " متفق عليه.
حكمــــــة
- ما الذي آلمك في أيامك الماضية؟ منصب لم تستطيع تحصيله؟ ودنيا لم تستطيع اجتيازها؟ أم أن دعوة الله هي التي تسيطر على كل خلجة في نفسك؟ فإذا علا منارها وارتفع لواؤها خفق القلب فرحًا، وتهادت النفس سرورًا، وإذا أصابتها العواصف والأنواء دمعت العين، وحزنت النفس، وجأر اللسان يشكو إلى رب العباد ظلم العباد؟ - هل كنت في الماضي زارعا تغرس بكلماتك الفضائل، وتنشر العطر بأفعالك؟ أم كنت تغرس الشر والأذى؟ أم كنت لا في العير ولا في النفير؟
حكمــــــة
قف مع نفسك بين الفينة والأخرى ناظرًا في أمسك الغابر، وتفكَّر فيما أودعته بياض نهارك من قول أو عمل، وما تضمنه سواد ليلك من صمت أو فكر، وانظر إلى ما قدمته يداك، وما تحرك به لسانك، وما وقع عليه طرفك، وما استمعت إليه أذناك، وما مشت إليه قدماك، فإنك مسؤول عن ذلك كله: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء: آية_36. وانظر في الحقوق التي كلفك الله القيام بها، فكانت عندك أمانة، هل أديتها كما طلب منك أم أنك ضيعتها، وغلبك طبعك الظلوم الجهول؟
حكمــــــة
إخوتاه، البحر من اّيات الله، فهل تأملتموه؟!!.. إن ولدا على البحر ذاق المياه فوجدها مالحة جدا، فسأل أمه: من الذى وضع ملحا فى البحر؟!.. فجلست أفكر: من الذى وضع ملحا فى البحر؟!.. " هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج " (الفرقان: 53).. أجاج: ملح.. من الذى فعل هذا؟.. سبحانه هو الملك.. انظر الى نهر النيل وذق ماءه، سبحان الله.. الفرق شاسع.. ماء وماء لكن الطبيعة مختلفة !! من اليوم ينظر الى البحر؟!.. لا أحد.. سوى أصحاب مصائف السوء.. ينظرون نظر عصيان وخيانة.. حولوا الطاعات الى معاص.. لا يقف على النيل اليوم أحد يسبح الله.. الكل يعصى أمام نعمة تبهر العقول وترقق القلوب.. ولا يعنى هذا أن نقف معهم، بل ينبغى أن نبحث عن أماكن أخرى خالية من المعاصى نتأمل فيها نعم الله.
حكمــــــة
اعتاد كثير من ناشئة المسلمين اليوم أن يُكفى كل شيء!! فهو في المنزل يقدم له الطعام والشراب، ويتولى أهله تنظيم غرفته وغسل ملابسه.. إلخ، فساهم ذلك في توليد جيل كسول لا يعرف العمل والمسؤولية. وفي المدرسة وميادين التعليم اعتاد التلاميذ الكسل الفكري، وصار دورهم مجرد تلقي المعلومات جاهزة دون أي جهد، وحتى حين يطلب منهم بحث أو مقالة فلا بد أن تحدد لهم المراجع، وبأرقام الصفحات!! وقل مثل ذلك في كثير من المحاضن التربوية. إننا حين نريد تخريج الجيل الجاد فلابد من تعويده من البداية على المشاركة وتحمل المسؤولية: في المنزل بأن يتولى شؤونه الخاصة، وفي المدرسة بأن يبذل جهداً في التعلم.
حكمــــــة
إن الجوانب التي تتطلب التربية والإصلاح في النفس البشرية من الاتساع والتعدد والتنوع ما يجعل تحصيلها في وقت وجهد أمرا عسيرا ومتعذرا. لذا فإن التدرج كان معلماً مهماً من معالم التربية النبوية: - فخوطب الناس ابتداءً بالاعتقاد والتوحيد، ثم أمروا بالفرائض، ثم سائر الأوامر. - وفي الجهاد أمروا بكف اليد، ثم بقتال من قاتلهم، ثم بقتال من يلونهم من الكفار، ثم بقتال الناس كافة. - ومثل ذلك التدرج في تحريم الخمر، وإباحة نكاح المتعة ثم تحريمه، وهكذا. لكن يبقى جانب مهم مع الإيمان بمبدأ التدرج.. ألا وهو أن ما نص الشرع على تحريمه لا يجوز أن نبيحه للناس وما نص على وجوبه لا يجوز أن نسقطه عن الناس.
حكمــــــة
إن التربية كما أنها موجهة لكل أفراد الأمة أجمع مهما كان شأنهم، والدين خطاب للجميع صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً..إلا أن الدعوة تحتاج لمن يحملها ولمن يقوم بأعبائها، إنها تحتاج لفئة خاصة تُختار بعناية وتُربى بعناية. لذا كان هذا الأمر بارزاً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتربيته لأصحابه؛ فثمة مواقف عدة في السيرة يتكرر فيها ذكر كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر؛ مما يوحي أن هؤلاء كانوا يتلقون إعداداً وتربية أخص من غيرهم.
حكمــــــة
التضحية أيها الإخوة،،، لا شك أننا نعيش زمان الأنانية، والذي يُريد أن يكسب وحده.. الذي يريد أن يربح وحده.. الذي يريد أن يزوره الناس ولا يزورهم.. الذي يريد أن يتصل به الناس ولا يتصل بهم.. الذي يريد أن يحترمه الناس ولا يحترمهم.. الذي يريد أن يأخذ ولا يُعطي.. فاته هذا المعنى الكبير من معاني الإسلام؛
حكمــــــة
من الناس من يضحي من أجل سيارته!.. من يضحي من أجل مكانته!.. من يضحي من أجل شكله وهيئته!.. من يضحي من أجل صحبته!.. من يضحي من أجل غير الله، وكل هذا سيصير ترابا. آه من حب غير الله، ويا لهول ما ينتظر العاشق الذي على هاتفه الـ ".. "، الذي يرن في الليل لـ ".. "، الذي يرسل الرسائل إلى ".. "، الذي لا ينام حتى يفكر في ".. "، الذي يستيقظ فتخطر بباله ".. "، الذي إذا ابتُلي ذكر ".. ". هذا العاشق المُبتلى، يذيقه الله عذاب الدنيا والآخرة، جزاءَ ما ضحى لغير الله، والقصص كثيرة، والمآسي غفيرة لا آخر لها. (أسأل الله أن يعافيني وإياكم من ذاك العشق). التضحية لغير الله هباء. قال الله جل جلاله: {وَمِنَ النَّاسٍ مَن يَتَّخِذ من دُونِ اللهِ أندَادَاً يُحبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله } البقرة-آية:165.
حكمــــــة
فيا عبد الله؛ احترس.. عين الله لا تتركك، وأنت عنها لا تغيب، فانتبه! الله يراك وإن خلوت، وإن سُتِرت، وإن وضعت كلمة السر، وإن أخفيت، وإن داريت، وإن استخفيت.. الله يراك..عين الله تتبعك. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثورا ". قال ثوبان: " يا رسول الله صفهم لنا، جلّهم لنا، أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم ". قال: " أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ". السلسلة الصحيحة_505.
حكمــــــة
قال تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} النساء-آية 108. الله يرى خواطرك، وهو الباطن فليس دونه شيء، الله يرى ملفاتك السرية، الله يرى ما أخفيت، الله يرى أحقادك وأحسادك، الله يرى أضغانك، الله يرى ما أخفيته، الله يرى سرك كما يرى علانيتك، الله يراك في الظُلمة كما يراك في النور، الله يراك في الخلوة كما يراك في العلانية، الله يرى ما أخفيت وما أسررت
حكمــــــة
وتأمل معى قصة عكاشة بن محصن فى حديث السبعين ألفا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عرضت علىّّ الامم، فرأيت النبى ومعه الرهط، والنبى ومعه الرجل والرجلان، والنبى وليس معه أحد، اذ رفع لى سواد عظيم فظننت أنهم أمتى، فقيل لى: هذا موسى وقومه، فنظرت فاذا سواد عظيم، فقيل لى: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب " ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس فى اولئك فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا فى الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا، وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ".. فقام عكاشة فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلنى منهم قال: " أنت منهم " قال: ثم قام رجل اّّخر فقال: ادع الله أن يجعلنى منهم، فقال: " سبقك بها عكاشة ". [متفق عليه] قد يبدو للناظر أن عكاشة خطف " الجنة " بغير حساب أو أدركها بكلمة بضربة حظ، ولكنك – أخى – تنظر الى التشطيبات النهائية ولا ترى ما وراء ذلك، انك تنظر الى اللقطة الاخيرة ولم تر أصل الموضوع وتقدير الارزاق. ان عكاشة سار الى الله طويلا وعمل كثيرا حتى بلغ هذه المنزلة. فلما بلغها أوحى الله الى رسوله صلى الله عليه وسلم بقبول عكاشة فى ركب السبعين المفردين، وأجرى على لسانه صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى هذا الكلام، ثم أنطق عكاشة بالطلب فى لحظتها وهذا دليل ترقيه لها فأعطيها.. هذه حقيقة الامر.. فليس عكاشة قد خطفها فى لحظة.. لا.. الله علم حكيم.. عليم يعلم ان عكاشة تعب فى السير اليه، فكان الأولى بها أحق بها وأهلها، ولما فتح الباب وقلده اّخرون منعوا، ولا يظلم ربك أحدا " ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون "
حكمــــــة
الاعتراف يهدم الاقتراف فكونك تقر بذنوبك ومعاصيك، وتعرف أنها سبب فساد في نفسك، وأنك تحتاج إلى تطهر من هذه الشوائب والرواسب.. هذا هو أساس علاجك لتتوب إلى الله عز وجل، فيأذن لك في السير إليه، فيهديك إلى الصراط المستقيم، الذي حدت عنه بسبب الوقوع في هذه المزالق. قال تعالى: {وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
حكمــــــة
يقول ابن القيم: " تفكرت هل للتوفيق والخذلان سبب ام هم بمجرد المشيئه فاذا سببهما اهليه المحل او عدمهما فان كان المحل قابلا للنعمه بحيث يعرفها فيعرف قدرها وخطرها ويشكر المنعم بها ويثنى عليه بها ". " لكى ترزق طاعات لازم تسعى الى الله. " يجب ان تعرف قدر النعمه وخطرها " تقدر النعمه " وتثنى على الله بها. مثلا: واحد بجانبك فى الغرفه او البيت بيشاهد شىء حرام وانت بتسمع الدرس وتقراه " هذه نعمه (اعرف قدر هذه النعمه). او انت ساجد والتانى بيرابى. (انظر الى النعمه الى انت فيها).
حكمــــــة
" ليس دوما يبتلى ليعذب، بل قد يبتلى ليصطفى ويهذب ". _ قد يكون الابتلاء عقوبه وليس عذاب. ابتلاك بزوجه متعبه او فقر او مرض او دين او... ابتلاكى بعدم الزواج او مرض او هم او كرب او... انظر الى الابتلاء من جميع النواحى. " اللهم انا نسالك ان ترزقنا نور البصيره ونعوذ بك من غشى البصيره ونعوذ بك من حول البصيره ". " سيدنا ابراهيم عندما القى فى النار لكى يحرق قال " حسبنا الله ونعم الوكيل " انظر كيف فسرها وهو يلقى فى النار.
حكمــــــة
" طهاره القلب " ازاى اطهر قلبى " معنى جديد ": انك تطلع قلبك قدامك وتفتحه وتنقيه وفكر انك هتعمل ايه وهتعمله ليه. طلع قلبك واسال هو انا بحب ربنا؟؟؟ اه طبعا بحبه طيب اد ايه؟؟ وازاى؟؟ " رتب اولوياتك فى الحب " شوف المحبوبات الى ربنا بيكرها وطلعها من قلبك وشيلها. دى ربنا بيكرها طلعها من قلبك على طول.
حكمــــــة
عاوزينك عبد اواب صفه اواب يعنى: كثير الرجوع الى الله. الاوبه اى الرجعه. دايما تتوب... دايما تصلح... دايما تحاول... كتير من الناس بتيجى لربنا رغم انفه، مش بشوق يعنى لازم يحصله شىء عشان يجي و بيجى لربنا مش بلهفه عشان كده مبيطولش. عاوزك تضع الشوق واللهفه دى عن طريق: _ان تعلم يقينا ان السعاده وكل السعاده بالقرب من الله القرب من الله هى السعاده التى ليس لها اعراض جانبيه لاتضر. سعاده محصنه. سعاده مطلقه. السعاده فى عباده ربنا وتلاوه القران والذكر والسجود.
حكمــــــة
من أقوال الشيخ محمد حسين يعقوب || بعض الناس يأتيك قائلاً: (أنا تعبان). تسأله: ما بك؟ يرد: (مضايق). تسأله: من ماذا؟...... يرد: (مش عارف، أرفان حاسس إني أنا مخنوق صدري مقفول). تسأله: هل تحتاج مالاً؟ يرد: (لا و الله.. يا عم الشيخ إنتا مش عارفني الموضوع مش موضوع فلوس). تسأله: هل يوجد مشاكل مع زوجتك؟ يرد: (بالعكس دي تتمنالي الرضا أرضى). تسأله: هل هناك مكروه مع أولادك؟ يرد: (و الله زي الفل). تسأله: هل هناك ظروف في عملك؟ يرد: (و الله كله تمام). تسأله: ماذا إذن؟! يرد: (مش عارف مش عارف مش عارف تعبان أنا تعبان). تسأله: من ماذا إذن؟ يرد: (معرفش !!). إن هذا التعب هو تعب الروح، ما يشتكي منه هذا الشخص ليس جسده إنما هي الروح، و لهذا تجد أصحاب الهوى يخبروه قائلين: (طيب غير جو، روح صيف، إمشي مع واحدة، إسمع أغاني) بالفعل يقوم بعمل هذه الأشياء فيزداد النكد و يزداد الهم و يزداد الألم و يزداد الضيق، إن روحه من الداخل تصرخ، إنها جوعانة ظمآنة، ولكنه لا يدري فيظل يبحث في الماديات في الطعام في الشراب في الملابس في السماع في الضحك لكنه يضحك من فمه و فقط ليس من قلبه !! الروح تحتاج علاجاً من المكان الذي أتت منه (... مِنْ أَمْرِ رَبِّي...) قال الله تعالى (ويسألونك عن الروح... قل الروح من أمر ربي..)
حكمــــــة
قال ابن القيم رحمه الله: " وأيما جهة أعرض الله عنها أظلمت أرجاؤها ودارت بها النحوس ". ائو الى الله وابدأ.. ابدأ خطوة.. اعمل.. اتعب.. تحرك.. اسع وسوف يتم عليك بخير. ودائما معلوم أن نقطة البداية هى الاشق، وانطلاقة البداية هى الأصعب، وهذا هو عين الابتلاء من الله – سبحانه وتعالى – " فاذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم " (محمد: 21) فسعادته فى صدق العزيمة وصدق الفعل فصدق العزيمة جمعها وجزمها وعدم التردد فيها بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوّم.
حكمــــــة
أخـــى اذا جاءتك امرأة متبرجة لتقضى منك حاجة نراك تتعامل معها برقة ولطافة، أرأيت رقتك؟ أرأيت جمالك؟ ألا يكون هذا مع زوجتك؟.. وهى أولى.. لماذا لا تتعامل بمثل هذا مع شريكة حياتك وأم عيالك؟!!.. نعم: العبد هو الذى يتعامل بالرقة والجمال والحنان والتودد مع الزوجة وأما الشدة والوجه الغليظ فمع الاجنبية.. هذا هو المطلوب وبهذا تكون عبدا لله.
حكمــــــة
أخى فى الله حبيبى فى الله، اننى أريدك عبدا لله فى البيت، وعبدا لله فى المسجد، وعبدا لله فى الشارع، وعبدا لله فى العمل، عبدا لله وحده هنا حيث يعرفك الناس، وعبدا لله هناك حيث تخلو فلا يعرفك أحد الا الله، فالله الذى يراك هناك هو الذى يعرفك هنا، فاستح أن يراك على غير ما يعرفك. كن واحدا ولا تكن عشرة، لا تكن اثنين، كن عبدا لله وحده، ولست أقصد أن تكون دوما ذليلا، بل العبد على مقتضى العبودية: فى البيت رجل له القوامة والتربية، وفى العمل تراه مخلصا وان لم يره أحد، وفى الشارع مراقبا لمولاه. كن عبدا لله وحده مع الرجال والنساء، والاغنياء والفقراء، والصغار والكبار.. كن عبدا وضع يديك ورجلك فى قيود الشريعة الفضية لتتحرر من العبودية لغير الله.. الزم الامر والنهى، وكن كما يريد الله.. عش على مراد الله منك لتكون عبدا
حكمــــــة
فالتوحيد نظام الكون، ولا يصلح فى الطريق الى الله الا التوحيد، توحيد القصد وتوحيد المعبود ولذلك اذا أردت – أيها الحبيب – أن تسير الى ربك سيرا حسنا فالزم التوحيد، قال - سبحانه وتعالى - " قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " (الانعام: 162 – 163). ولابد أن تعلم أن الله – سبحانه وتعالى – هدد أنبيائه ورسله بحبوط الاعمال – وان كثرت – ان فاتها التوحيد، فقال بعد أن ذكر جملة كثيرة منهم فى سورة الانعام: " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " (الانعام: 88) بل قال مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " ولقد أوحى اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننّ من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين " (الزمر: 65 – 66). ومن خطورة أمر التوحيد أن الشرك فى هذه الامة أخفى من دبيب النمل، لذا علمك النبى صلى الله عليه وسلم أن تقول كل يوم مرارا " اللهم انى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه ".[صحيح الأدب المفرد]
حكمــــــة
سئل أبو على.. الحسن بن على بن الجوزجانى: كيف الطريق الى الله؟، فقال: الطرق الى الله كثيرة، وأوضح الطرق وأبعدها عن الشبه: اتباع السنة قولا وفعلا وعزما وعقدا ونية، لأن الله يقول: " وان تطيعوه تهتدوا " (النور: 54) فقيل له: كيف الطريق الى السنة، فقال: مجانبة البدعة، واتباع ما اجمع عليه الصدر الاول من علماء الاسلام، والتباعد عن مجالس الكلام واهله
حكمــــــة
اخـوتـاه: الطريق الى الله واحدة لا تتغير ابدا فلسنا نجدد فى منهجنا او نغيره او نبدله او نعدله: هو منهج واضح، والثبات عليه هو سر الوصول الى الله، فان غيرت او بدلت او جددت او التفت ضعت. قال ابن القيم: " لو أن عبدا اقبل على الله الف سنة، ثم التفت عن الله لحظة واحدة، لكان ما خسر فى هذا اعظم مما حصله فى الالف سنة " اهـ. فسر – أخى – ولا تلتفت.. انطلق على طريق واحد.. انطلق وكن واحدا لواحد على طريق واحد تصل باذن الله
حكمــــــة
ان كثيرا منا حين يسير فى الطريق الى الله فيصيبه الفتور أو يفتن فيتراجع، يظل طيلة الوقت يسأل عن السبيل الى الرجوع ويعلّم أسباب الرجوع ويأخذ بالأسباب وينسى الله، فلا تؤتى الاسباب ثمرتها تقول له: افعل كذا، يقول: فعلت ولم أجد فائدة، افعل كذا.. فعلت ولا فائدة.. افعل، فعلت وفعلت.. وفعلت.. نعم: فعل ولم يستعن بالله فلم توجد ثمرة، ولا يوجد ولن توجد الا بالله.
حكمــــــة
ان السر الدفين – اخوتاه – لعدم القبول هو وجود حظ للنفس فى العمل، فالذى يأتى الى صلاة الجمعة – ليس لله – والذى يقوم الليل أو يصوم النهار، يحفظ القراّن أو يتعلم العلم، أو يؤم الناس أو يخطب الجمعة، أو يعطى درسا، أو.. أو.. وفى العمل شائبة من حظ النفس، فعمله باطل باطل.. أحبطه حين عمله لحظ نفسه ". نــعــم: سل نفسك: عملك لمن؟ واصدق ولا تتهرب فالامر جد خطير.. ألا تخاف من هذه الكلمة التى تقض المضاجع: " عملت ليقال وقد قيل، فلا أجر لك عندى ثم يسحب على وجهه الى جهنم "
حكمــــــة
اعلم – أخىّ – أنك اذا صليت ثم خرجت فلم تنهك صلاتك عن الفحشاء والمنكر – اعلم أنك ما صليت لله، فلو صليت له لأعطاك الثمرة، واذا حفظت القراّن فلم تزجرك نواهيه ولم تلزمك أوامره فاعلم أنك لم تحفظه لله، فالله شكور.. يشكر على القليل.. اذا عملت له عملا لابد أن يثيبك ويشكرك عليه، ويعطيك منه، فاذا لم تعط فاتّهم عملك.. اتهم عملك فان المعبود كريم. فالاخلاص الاخلاص – اخوتاه – الاخلاص والا الضياع.. الاخلاص والا الشرود عن طريق الله الاخلاص حتى لا تضلوا السبيل.. الاخلاص نور الطريق. كان الفضيل بن عياض يقول: اذا كان يسأل الصادقين عن صدقهم، مثل اسماعيل وعيسى – عليهما الصلاة السلام – فكيف بالكذابين من أمثالنا؟! وكان رحمه الله اذا قرأ: " ونبلو أخباركم " يقول: اللهم انك ان بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت استارنا، عافيتك هى أوسع لنا، وأنت أرحم الراحمين.
حكمــــــة
إن من أخطر أصول الوصول الى الله – تعالى – شكر نعمة الله عز وجل على أن هيأك ويسر لك وحبب اليك أن تسلك سبيلا اليه.. وان اختيار هذا الطريق رغبة ورهبة وطلبا لرضا الله وخوفا من عذابه.. نعمة. وان معرفة الطريق الى عز وجل والشغف بالسير فيها والحرص على التقدم.. نعمة.. والاعمال الصالحة من تلاوة وذكر وصيام وقيام وتبتل وتهجد واحسان وبر وغيرها، هى حوامل الوصول فى هذا الطريق. وهى نعمة.. وهذه النعم ان لم تدم وتزد وتبارك كان النكوص والارتداد والسلب والحرمان.. ولا سبيل قط الى حراسة النعم وحمايتها وزيادتها الا بالشكر.
حكمــــــة
أيها الاخوة، ابتلى أحد الاخوة بمرض السكر فقال لى: استفدت من هذا المرض فائدة: ما عرفت نعمة الله فى أن أنام ثلاث ساعات متواصلة الا بعد المرض، فكل ساعة أقوم لأدخل الحمام !!.. فهل نمت أنت ثلاث ساعات متواصلة؟! هل شكرت هذه النعمة؟.. اذا ابتليت – نسأل الله لنا ولك العافية – ستعرف هذه النعمة وتقدرها.
حكمــــــة
الرجل المكسور يقول: أود أن اتقلب على جنبىّ !! فهل تتقلب على جنبيك وأنت نائم؟! هل شكرت هذه النعمة؟ هل فكرت مرة أن تذهب الى المستشفيات لترى المقعدين الذين لا يملكون حراكا؟ لترى فى قسم الحرائق ما فعلته النيران فى الوجوه الجميلة؟ ولترى فى قسم العيون من فقدوا نور أعينهم؟!. كان بكر بن عبدالله المزنى رحمه الله يقول: يا ابن اّدم اذا أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك
حكمــــــة
اخوتى فى الله -: من أصول السير الى الله: كلما أنعم الله عليك بنعمة فاشكرها.. اذا حفظت اّية فاشكرها، اذا ذكرته لحظة فاشكرها، اذا أعفيت لحيتك اشكرها، اذا صليت جماعة اشكرها، اذا تعلمت مسألة اشكرها، اذا قمت ليلة اشكرها، اشكر الله على نعمته، لأنك ان لم تشكره تعذب.. تلك سنة ربانية، فلذلك انشغل بشكر النعمة. ولكن كيف يكون شكر النعمة؟ الشكر يقوم على خمسة أركان: 1- الاقرار بالنعمة 2- الثناء على الله بالنعمة 3- الخضوع لله بالنعمة 4- حب المنعم 5- استعمال النعمة فى شكر المنعم
حكمــــــة
بعض الناس يركب القطار ويظن أن السائق هو الذى يقوده، وينسى أن هناك عاملا بسيطا بيده عصا صغيرة يحول بها مجرى القطار كله رغم أنف السائق.. فعصا تحويلة قلبك فى يد من؟! أيها الاخوة: الصراط مدحضة مزلة، تزل عنه الاقدام، فمع طول السفر قد تتحول الاقدام عن الطريق دون شعور، ولذا ينبغى أن تملك عصا التحويلة فلا تسلمها لأحد يتحكمك بها غير الله الذى يهديك الصراط المستقيم، صراط الوصول إليه – سبحانه -. فكم منا من سلم العصا لزوجته فحولته من طالب علم الى طالب دنيا، وكم منا من سلمها لأولاده فحولوا همه من طالب جنة الى طالب مال.. عصا تحويلة قلبك فى يد من؟ أسلمتها لمن؟ لصاحب.. لزميل.. لشيخ.. لمدير؟!! أخى فى الله، سل نفسك من المتحكم فيك، ومن الذى يسير قلبك، هل الله وحده؟ أم أشياء أخر؟ قف مع نفسك وقفة لتسلم قلبك لله يقودك كيف شاء.
حكمــــــة
تجد الرجل اليوم جالسا يفكر: اّخر الشهر من أين سنأتى بالنقود.. يا أخى أين أنت وأين اّخر الشهر؟!.. تجده يتكلم ويقول: الأولاد عندما يكبرون أين سيعيشون؟.. يا أخى عندما يكبرون فلهم رب يتكفل بهم أحن عليهم منك.. وهكذا يحمل الهمّ فينشغل به. تجد الأب فى زماننا – للاسف الشديد – مشغولا بشراء قطعة أرض ليبنى بيتا للاولاد.. مشغولا بسعادتهم الدنيوية وراحتهم البدنية، فينسى فى خضم المشاكل والظروف أن يعرفهم طريق الله.
حكمــــــة
إخوتاه، هل فيكم أحد يود أن يتوب اليوم؟ إذا قال: نعم تبت، قلت: من ماذا؟ قال: من كل شىء، قلت: لست صادقا.. إن الذى يقول: تبت من كل شىء يريد أن يخادع الله.. أخىّ، قل لى، حدد لى من أى ذنب تبت؟ من النظر للنساء، من الكذب، من السجائر، أم من النوم عن صلاة الفجر، أم من النفاق.. تبت من ماذا؟ من أكل الحرام، أم من حلق اللحية.. من أى شىء تبت؟!
حكمــــــة
إن الذين يجلسون اليوم امام التلفاز ويودون أن ينقذوا فلسطين تراهم أكثر الناس ركودا، فترى الواحد منهم ينشغل بسماع الاخبار أكثر من الامساك بالمصحف.. يظل يتكلم فى الاخبار وتنقلها أكثر من ذكر والدعاء.. إذا فالتفرج والانشغال بهذه الترهات لا ينقذ المسلمين.. لابد أن تفهم الوضع.. نريد أن نوقف التفرج والانشغال بالناس، لأنه موقف الضعيف الذليل المتخاذل، ولننشغل بأنفسنا أولا قبل كل شىء، فبصلاح النفس تنصلح الامة ويكون النصر.
حكمــــــة
أيها الاخ الكريم، سؤال واضح ومحدد وصريح ويحتاج الى إجابة قاطعة: كيف حالك مع الله؟.. اسألك فى التو واللحظة: الاّن، هل الله راض عنك؟ أجب ولا تكن مغرورا.. لو مت اليوم فى لحظتك هذه، هل ستكون من النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى الجنة؟!.. هذه هى القضية التى أقصدها.. أن تجعل نفسك قضيتك، ورضا ربك عنك هو موضوعك.
حكمــــــة
أيها الاخوة فى الله، أحبتى فى الله، تأملوا معى هذه القصة: خرج رجل من الصوفية الى الخلاء يعبد الله، فوجد فى الصحراء على الارض غرابا أعمى مكسور الجناح، فوقف يتأمل: سبحان الله ! غراب أعمى مكسور الجناح وفى صحراء ! من أين يأكل ويشرب وكيف يعيش؟! فبينما هو ينظر إذ جاء غراب اّخر فوقف ففتح الغراب الاعمى فمه، فأطعمه الغراب الاخر فى فمه وسقاه حتى شبع تعجب الرجل وقال: سبحان الله !.. والله لقد أرانى الله اّية.. أبعد هذا أسعى من أجل الرزق.. وأوى الى كهف فأقام فيه، فسمع به عالم فسأل عن مكانه، فقالوا: أوى الى كهف يتعبد، فمضى اليه وقال له: ما الذى حملك على ما صنعت؟ فحكى له قصة الغراب، فقال له: سبحان الله ! ولم رضيت أن تكون الاعمى؟!!. لماذا ترضى أن تكون الاعمى؟!، لم لا تكون أنت المبصر وتطعم العمى؟!، لم ترضى الدنية؟! لم تؤثر النوم والكسل؟!.. هذا هو الواقه الاّن فى الامة، فشبابها اليوم يفضلون العمى، يريدون ان يناموا وغيرهم يعملوا لهم ينتظرون من يحمل عنهم همومهم، ويحلوا لهم مشاكلهم.
حكمــــــة
أريد أن أسألك سؤالا، وأجبنى بصراحة: بالله عليك، هل تريد أن تدخل الجنة أم تود أن يكون معك اليوم مليونا من الجنيهات؟!: لا تجب الان لأنك ستكذب، ربما تقول: الاثنين، نجمع بين الخيرين.. أعطنى المليون وأدخلنى الجنة أيضا، أقول: لا.. لا يكون، فالقضية إما دنيا وإما اّخرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الاخرة قد تولت مقبلة، وإن الدنيا قد تولت مدبرة، ولكل منهما بنون، فكونوا أبناء الاخرة ولا تكونوا أبناء الدنيا ". من انشغل بدنياه أضر باّخرته ومن انشغل باّخرته أضر بدنياه ولابد.
حكمــــــة
أخى فى الله، حبيبى فى الله، الصادق جبيب الله، فهل تريد الله أم تريد الدنيا؟.. هل تريد الجنة أم تريد شهواتك؟.. تريد الرّفعة فى الدنيا أم تريد المنزلة العليا فى الجنة؟.. هذه قضية تحتاج منك أن تكون صادقا فيها.. فاصدق الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصدق الله يصدقك " [صححه الألبانى].
حكمــــــة
كنت مرة فى سفر لبلد غربى فرأيت فى المسجد شابا قد امتلأ وجهه بنور الايمان، فتعجبت من أن أجد فى هذا الجو وجها يذكّر بالله، فقلت له: من أنت وما الذى جاء بك إلى هنا؟، قال لى: منذ شهر وأنا ماكث فى المسجد لا أخرج.. لماذا؟!.. قال: لأننى عندما سافرت إلى هذا البلد انبهرت، وطبعا كنت اعيش فى بلدى فى الكبت، فلما جئت إلى هنا وجدت الانفتاح، ولا أحد يقول لى: أين تذهب أو من أين أتيت؟، فالحياة مفتوحة، فشرب للخمر وزنا وسرقة وكل شىء. يقول: حتى مرضت مرضا شديدا جدا.. كنت أظل أسعل حتى أسقط من على السرير وأنا فى الشقة وحدى.. وفى لحظة سعلت فوقعت فحاولت أن أقوم فلم أستطع.. فقلت: يا رب يا رب يا رب وبكيت.. ثم أفقت وقلت: يا رب !! لكن بأى وجه أنادى ربى؟!!.. فأنا لا أصلى ولا أصوم ولا أعرف ربنا.. أقول يا رب بماذا؟!.. قال: وساعة أن وقعت فى ذهنى هذه الكلمة، ارتعشت وخرجت أجرى بسرعة أبحث عن مسجد، فوجدت هذا المسجد فدخلت فيه ولم أخرج حتى الاّن !! فالذى أعجبنى – يا شباب – من هذا الموقف هو كلمة هذا الشاب: أقول: يا رب، لكن يا رب بم؟! ".. ماذا لدىّ عند الله كى أدعوه؟!.. وهذا هو معنى: " تعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة ".. هذا هو معنى الكلمة التى أقولها لكم دائما: " إياك أن تبيعه فيبيعك ".
حكمــــــة
إخوتاه -: القراّن مصنع الرجال.. القراّن يفرّخ الابطال.. فى حظيرة العبودية.. وأهل القراّن هم أهل الله وخاصته.. فهل أنت من أهل الله؟.. هل أنت من أهل القراّن؟!.. هل وهبت كل حياتك للقراّن؟، وهل وضعته على قمة أولوياتك؟.. هل فكرت مرة أن تذاكره كما تذاكر الكتاب المدرسى بجد واجتهاد؟!. أخى فى الله، إذا كنت بعيدا عن القراّن فاعلم أنك محروم كل الحرمان، ولو ذقت لما ابتعدت.. تعال إلى الله واعكف على القراّن لتصنع، وإلا فما أبعد الدواء عن تلك الأدواء.
حكمــــــة
لذلك نصيحتى لكم دائما: ربّوا أولادكم على القراّن، دعوهم للقراّن يربيهم.. ربّوهم وتربوا معهم على مائدة القراّن.. فالقراّن القراّن.. القراّن أصل.. ومن سلك طريق القراّن فقد بلغ مراد الله منه. قال – تعالى – " واعتصموا بحبل الله جميعا " (اّل عمران: 103) قال العلماء: حبل الله: القراّن.. فاجعل القراّن معك وكن مع القراّن.. لا تنسه أبدا، فإنه القائد والحادى والسائق إلى الله. اللهم اجعلنا وأهلينا وذرياتنا من أهل القراّن أهلك وخاصتك.
حكمــــــة
لابد أن تعيش الدنيا كما يريد الله لا كما تريدها أنت.. فأنت الاّن فى سجن التكاليف الشرعية.. وإن كنت مكتفا بهذه التكاليف النبيلة، فهناك أناس غيرك مكتفون أيضا بالعادات والتقاليد، لكن ليس لهم أجر ولك أنت أجر.. فلو كنت تمرض فالكفار يمرضون، ولو كنت تتعب فالمنافقون يتعبون.. إذا كنت تؤذى فى سبيل الله، فهناك من يؤذون من أجل مناهج باطلة بل وكفرية.. " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون " (النساء: 104) أنت ترجو بالذى تعمله أجرا هم لا يرجونه.. وهذا هو عزاؤك.. ان الله – تعالى – سيعطيك.. فضع نفسك فى سجن التكاليف الشرعية ليكون الخروج على باب الجنة.
حكمــــــة
إخوتاه، إن المتفقه فى سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم لا يجد لحظة استراح فيها، فأيامه كلها جهاد وتعب ومشقة.. وإن العين لتذرف رأفة ورحمة به.. مشى كثيرا وجرى كثيرا.. جاع شهورا وكان يأكل الدّقّل (أردأ التمر) وربما لا يجده.. سهر السنين الطويلة.. ونام على الحصير.. ولم يلبس الديباج أو الحرير.. عاش هذه الدنيا فى كد ونصب، ليقيم الحق ويبلغ دعوة ربه، بأبى هو وأمى ونفسى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أرسل بالمدثر فقام صابرا محتسبا، فلم يهدأ حتى جاءه نصر الله، ودخل الناس فى دين الله أفواجا. هكذا عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتريد أنت أن تعيشها نظيفة حلوة !.. تريد أن تعيشها ممتعا معافى ! تريد أن تعيشها فى راحة وأمان ! لا يا أخى.. هذه دنيا الأصل فيها المشاكل والأحزان، وإلا لما كان هناك اشتياق للاّخرة.. الدنيا – يا أخى – للعمل والتعب والجد والاجتهاد، فلا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل.
حكمــــــة
إخوتاه –: لابد أن يكون لديك بصيرة وتمييز بين ما ينفعك وما يضرك فى اّخرتك، فإذا أعطاك الله نعمة واستعملتها فى طاعته كانت نعمة، وإذا استعملتها فى المعصية كانت محنة وفتنة.. أعطاك الله مالا: هل هذا المال زادك قربا أم أبعدك؟!.. أعطاك زوجة أعانتك على طاعته، فهذه نعمة، ولو شغلتك عن الله كانت فتنة.
حكمــــــة
امرأة العزيز قالت: " ولقد راودته عن نفسه فاستعصم " (يوسف:32).. كيف استعصم؟.. عقيدة: قال: " معاذ الله ".. أعوذ بالله، ألتجىء إلى الله وأحتمى به وحده.. ولم يقل لها: هل أصابك الجنون؟!.. ولم يقل أيضا: ألا تعرفين من أنا؟!، أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام..، أنا ابن هؤلاء الأنبياء.. لم يقل لها: اذهبى لحالك يا بنية هداك الله.. لم يقل ذلك، وإنما قال: معاذ الله، عقيدة أن الذى ينجّينى هو الله.
حكمــــــة
الطريق إلى الله طويلة جدا، بعيدة جدا، ولذا تحتاج إلى همة وعمل دائم وعدم التفات لكى تقطعها وتصل بسلام، وإلا فلو ظللت تقول: الطريق طويلة وبعيدة وأنت مكانك، فلن تصل.. فاستعن بالله واترك الشكوى.. اعمل واجتهد واتعب حتى الموت، قال – تعالى -: " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " (الحجر: 99)، اى الموت.
حكمــــــة
هل تصلى لله أم لتستجم؟!.. تصوم من أجل أن تريح بطنك، أم أن يرضى الله عنك؟!.. تكرم الناس ليعاملوك معاملة حسنة أم تكرمهم لله لأنك تحبه؟!.. أعفيت لحيتك توقيرا ام لأنها سنة النبى صلى الله عليه وسلم؟!.. تدفع ما عليك ليقول عنك الناس: محترم أم لترضى ربك؟!.. تحج وتعتمر رياء وفسحة وتغيير جو أم لتستغفر ربك هناك؟!.. قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبدا وقف عند همه، فإن كان لله: مضى، وإن كان لغيره: تأخر.. اغتربت عن بلدك، وهاجرت إلى الله لماذا؟.. لتتعلم العلم وتعبد الله وتدعو إليه لماذا؟.. لماذا تتعلم العلم؟!.. لماذا تتصدق؟!.. لو كان فى هذه الاعمال شىء ولو بسيط من حظ النفس، لا يقبلها الله أبدا.
حكمــــــة
إن سبب مصائبنا اليوم أنفسنا.. ترانا " منكوسين موكوسين " لماذا؟.. من أنفسنا.. شلة يهود.. شرذمة يهود يضربوننا على أم رؤوسنا لماذا؟.. لماذا استضعفونا واستهانوا بنا؟.. لهواننا على أنفسنا.. مع أننا أكثر من هؤلاء الناس جميعا، وعندنا كل الامكانيات التى تؤهلنا لسيادة العالم ولكن لا نسود.. لأن " السوس " فى قلوبنا. إن أول نصر الدين أن تصلح نفسك.. فمن هنا المنطلق، ومن هنا البداية.. وإصلاح النفس يكون بتسليمها لله بكل حب ورضا يأمرها وينهاها
حكمــــــة
احمل مسئولية هذا الدين، فالدين أمانة.. الدين نسبك وصهرك.. الدين مسئولية كل مسلم.. الدين مسئوليتك الشخصية، وسوف تسأل عنه.. ووالله ثم والله لتسألن عن دين الله.. ماذا عملت به، وماذا قدمت له؟ قال أبو بكر الصديق لما منعوا الزكاة: أينقص الدين وأنا حى؟!! كلا والله.. فهل ينقص وأنت حى.. هل ينقص الدين فى بيتك وفى منطقتك وفى أرضك وفى كل العالم؟!.. نعم ينقص، لأنك لم تحمله.
حكمــــــة
فلان كان يقود السيارة وفى لحظة القدر لم ير أمامه، فكانت الحادثة.. وفيها حصل العطف واللطف.. فالعطف: أن السيارة تكسرت لكنه خرج هو وأولاده سالمين.. هذا عطف.. أما اللطف: فإنه نزل من السيارة ساجدا يقول: الحمد لله.. يقولون له: السيارة انتهت، يقول: يا أخى، الحمد لله، الحمد لله.. فهذا لطف.. وعلى العكس: من يحلق لحيته: فيعصى فيؤذى فيتلفظ بما يسخط الله.. فلا هو نفذ الامر فعاش بعطف الله، ولا هو سكت فعاش سعيدا وفاز بلطف الله. وهكذا.. إذا عشت لله فنفذت أوامره، وسلمت له زمام نفسك فأطعته فى كل مايأمرك به، سلمت، وسيرك بين عطفه ولطفه – اللهم احفظنا بعطفك ولطفك يا رب.. فسلم تسلم لتصل فالامر كله لله.
حكمــــــة
رجل تضايقه زوجته بعض الشىء، ولكنه رجل صالح وراض وصابر ويقول: بذنوبى.. هذا الرجل الراضى يفاجأ بأن الله يرضيه، فيأتيه برجل يجلس بجواره ويقول له: يا أخى، لا أدرى ماذا أفعل مع زوجتى !!.. كلما أكلمها كلمة توبخنى وتهيننى.. فيقول صاحبنا: اللهم لك الحمد، إذا فأنا فى نعمة. ورجل اّخر كلما تضايقه زوجته يقول: يا رب، ماذا عملت فى دنياى حتى تبتلينى بهذه البلوى؟!، فيقعد الله له رجلا بجواره يقول له: يا أخى، سبحان الله ! لماذا تعذب نفسك؟! طلقها واسترح من مشاكلها !! ولو رضى لأرضاه الله. قال سفيان: قال الحسن: من رضى بما قسم الله له وسعه، وبارك الله له فيه، ومن لم يرض لم يسعه، ولم يبارك له فيه.
حكمــــــة
سليمان صلى الله عليه وسلم يقول: هب لى ملكا، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم اجعل رزق اّل محمد قوتا ". هذا - والله – فعل رجل عرف الوجود والموجد فماتت أغراضه وسكنت اعتراضاته فصار هواه فيما يجرى ". فإذا رضيت يا عبدالله، فاعلم أن الله راض عنك.. فدليل عدم رضاه عنك عدم رضاك عنه.. فارض عن الله تصل إليه.. وتذكر دائما أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم.
حكمــــــة
إخوتاه – أننا فى زمان التزيين.. فتنة التزيين.. نعم: التزيين فتنة خطيرة جدا فى هذه الايام.. إننا فى زمان يزين فيه الباطل، ويجمل، ويظهر فى صورة الحق فتقبله النفوس فتفتن. ومن أخطر أسباب التزيين: الهوى – اللهم إنا نعوذ بك من الهوى -، وأخطر ما فى الهوى أن سلطانه قوى، ومكره خفى.. الهوى هو المزاج.. مزاجك الشخصى.. كم من أناس من حولنا تابوا – يا رب ثبتنا على التوبة يا رب -، فبدأ الواحد منهم يصلى وانتهى عن المشى مع البنات، وألغى أسطوانات " المزيكا والديسكو ".. لكن فى داخله هوى.. فى نفسه هوى: أنه لا يزال يود أن يعصى ليستمتع بالمعصية، فإذا قرأ فى الجرائد فوجد الشيخ الفلانى يسأل عن الاغانى فيقول: " الأغانى كالشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح "، فماذا نتوقع منه؟!.. لا شك أنه سيفتن بفتوى مضلة ملبسة، وليس قول هذا الشيخ: " أنا أسمع الغناء " بحجة لنفسه أو لغيره. الشاهد: أن الشباب حينما يقرأ هذه الفتاوى والبلاوى، يقول: إذا فهى حلال، ويبدأ فى تشغيلها لغلبة الهوى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حكمــــــة
أحد إخوانكم كان معى فى المسجد وفى الدرس، بل وكان يحضر معى فى السيارة.. فتن – اللهم رده إلينا ردا جميلا – قال لى: سمعت قليلا من " الغناء " وبعدها غرقت فى بحر الشهوات.. تاه.. ضل، لأن المنزلق خطر.. سلطان الهوى قوى.. وتياره جارف.. وأمواجه ترمى بعيدا عن الشاطىء فى داخل البحر. نعم: سلطان الهوى على القلب والعقل قوى وخفى، تجد صاحب الهوى يقول: سأمتع نفسى بعض الشىء وبعض الوقت – يقصد – بالمعصية !- ثم إننى أعود إلى الله، إذا فلن أتضرر كثيرا.. أقول لك: أنت لا تضمن، فقد يسخط الله عليك وقت معصيتك – هذه التى تستصغرها – فتنحرف وتنجرف لتعيش فى الطين
حكمــــــة
كنت حاضرا دفن احد الاخوة – اللهم ارحمه وارحم موتى المسلمين يارب، اللهم ارحم كل ميت مسلم يا حى يا قيوم – ونحن نرى الرجل الذى دفنه وهو يضع ترابا وطوبا وطينا وجبسا !!!.. ويؤكد القفل عليه !!.. سبحان الله هل سيجرى ويترك القبر؟ !.. اتركه يا اخى لقد اوجعت قلبى.. سيفعلون بك مثل هذا فى يوم من الايام. الكل سيتركك.. لن تنفعك زوجتك ولا حبيبتك وروح قلبك، " حياتك " التى ضيعت عمرك من اجلها وعصيت ربك لترضيها لن تسأل عنك.. هم يغلقون عليك القبر لن تجد احدا يجلس معك ولا احدا يمسك بك. امك، ابوك، اخوانك، اصدقاؤك، احبابك، اموالك.. كلهم سيسلمونك ثم يذهبون للراحة.. سيسدون عليك ويحكمون الغلق ويتركونك لتظل وحدك؟، فتوهم نفسك، وتخيل حالك.
حكمــــــة
ففى اهوال القبر وظلمته تنظر وتسأل: من انت؟، يقول لك: انا عملك الاسود.. انا معاصيك، الا تعرفنى؟!!، انا حبيبك الذى عشت معك طول عمرك.. انا عملك السيىء. لكن المصيبة الكبرى انه سيظل معك الى يوم القيامة !، فلو كان معك وقتا محدودا لهان الامر شيئا..لكن لا.. ليس غيره معك الى يوم القيامة، لذلك فان مفتاح الرغبة فى الاخرة الزهد فى الدنيا، فالذى تحب ان يكون معك فى قبرك من هذه الدنيا فاعمله.
حكمــــــة
اقول لكم شيئا جميلا: الذى يريد ان يكون قبره " مكيفا "، " يكيف " لنا هذا المسجد.. الذى يريد لمبة نور فى قبره يتصدق على الفقراء بلمبة كهرباء.. الذى يريد ان ياكل ويشرب فى قبره يطعم اليوم خمسين مسكينا.. شغل جوارحك فى طاعة الله.. المصنع الذى وهبه الله لك، شغله فى انتاج الحسنات، ولا تشغل نفسك بجمع الدنيا.. فالدنيا لن تنفعك، ولن ينفعك ما فيها الا العمل الصالح، فازهدها ترغب فى الاخرة. اخى فى الله، والله الذى لا اله غيره ولا رب سواه، لن تستقيم لك رغبة فى الاخرة الا بالزهد فى الدنيا.. اللهم انا نعوذ بك من الدنيا
حكمــــــة
أسأل:متى كانت اّخر مرة نظرت فيها الى السماء؟!.. أقول – وللاسف الشديد -: لقد أصبحنا فى زمان يحول أهله الطاعات الى معاص.. فأصبح لا ينظر الى السماء الا " الحبيبة "، فيقولون: " أنا بت أعد النجوم ".. ويظلون ينظرون الى القمر.. معاص.. فأين المتأملون المتدبرون بحق، أين أصحاب العقول اللبيبة المتفكرة؟!!
حكمــــــة
إخوتاه، ففروا إلى الله.. اقتربوا من طريق الله.. تعالوا خطوة واحدة إلى الله.. ضعوا أرجلكم على أول الطريق.. أعينونا على أنفسكم بالوقوف على رأس الطريق والله يأخذ بأيديكم. أروا الله من أنفسكم خيرا، فلقد كتب الله – جل جلاله – سنة من سننه فى خلقه: أن من تقرب إليه تقرب – سبحانه – إليه ومن ابتعد عنه ابتعد – سبحانه – عنه.. " نسوا الله فنسيهم " (التوبة: 67) " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم " (الصف: 5).. فمن تاب تاب الله عليه وأحبه، ومن بذل جهده واستفرغ وسعه فى طاعة الله، أعانه الله وسدده.. هذه قاعدة.. سنة مسلّمة.. فلا تنم عن الطاعات ثم تقول: لو كان الله يحبنى لهدانى.. لا.. بل تعال وهو يهديك.
حكمــــــة
لو خيرت، متى تحب أن تموت؟.. سؤال ينبغى أن يفرض نفسه عليك.. متى تحب أن تموت؟.. قال أحدهم: الاّن، فقلت له: أمتأهب؟!.. أخاف عليك، لأن الله يقول: " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " (الزمر: 47).. وقال اّخر: أخاف أن أقابله فأجد أمورا لم أكن أتوقعها.. أشياء لم أضعها فى حسبانى.. لم أكن أنتظرها.. هناك قضايا ومشاكل تنتظرنى سيحاسبنى الله عليها لا أعرفها.. ولذلك فأنا خائف
حكمــــــة
كنت أقول لأولادى الصغار مرة: لو أخلص الواحد منا أثمر ذلك متابعة النبى صلى الله عليه وسلم، أم لو تابع النبى صلى الله عليه وسلم أثمر الاخلاص؟.. هذه هى قضية " البيضة أم الفرخة؟ ".. الاثنان معا.. يجلب أحدهما الاّخر.. هذا هو اللقاح.. فلو كنت مخلصا فلابد أن تكون حالك متابعة النبى صلى الله عليه وسلم، ولو كنت متبعا فلابد أن تكون حالك الاخلاص.
حكمــــــة
كنت على المنبر فأخرجت جنيها وقلت: هل رأيتم هذا الجنيه؟! إن الذى أعطانى هذا الجنيه رجل " بقال ".. والجنيه مكتوب عليه بخط واضح: " حبيبتى الغالية، كل عام وأنت بخير، أحب أن أعبر لك عما فى داخلى.. والله يا حبيبتى لولا خوفى من الله، وأنى أعبده، لعبدتك أنت حبيبتى.. حبيبك فلان ".. البعض يضحك من هذا، ووالله إنه لأمر يوجع القلب. إن هذا الولد من الممكن أن يكون مؤمنا، بدليل أن أول كلمة قالها: لولا خوفى من الله.. هذا الكلام قد يقوله البعض، ولكن الحقيقة أن هذا الولد لو كان خائفا من الله ما قال هذا الكلام بداية.. نعم: هو جاهل غير خائف، أخرج ما بداخله وأظهره. وما أكثر من بداخلهم مثل هذا الشاب وأكثر، ولكنهم لا يقولون بألسنتهم، لأنهم كذابون، يخادعون الله. قال البقال كلمة جميلة جدا: " انظر !.. الولد يقول لها: أعبدك وهى باعته وصرفت الجنيه !! " باعته وتركته رغم أنه يعبدها !!
حكمــــــة
أخى فى الله، إذا التزمت فصف.. صفّ.. لابد أن نصفى أعمالنا مع الشيطان.. نصفى حساباتنا مع النفس والهوى.. لابد أن نبدأ فى تصفية أحوالنا مع الشهوات، لتبقى حياتنا صافية تماما لله وحده. بعض الشباب ينظر إلى النساء المتبرجات، فهل هذا يصفى أم يكدر؟.. يقول: أشعر بقسوة فى قلبى لا أعرف لماذا؟!.. عجيب أمرك ! أتمكر؟!.. أنت تعرف ما سبب هذه القسوة.. فحينما تكدر يكدر عليك.
حكمــــــة
إخوتاه، لو أنكم كنتم فى الجنة، وحرمت أنت من النظر إلى وجه الله الكريم كل يوم، ولم تتمتع برؤيته كما يتمتع أهل الفردوس، فكيف تتصور حالك؟!.. نعم: ستكون سعيدا فى الجنة ولكن ليس كسعادة أهل الفردوس.. هذه هى القضية.. أن تفكر فى حالك، وهل أنت صاف مع الله أم لا؟.. هل لو مت اليوم ستكون مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم؟.. أجب !!.. إذا فاعمل للفردوس الاعلى.. ابدأ وصف ولا تلتفت، فإن الذى يضع الفردوس فى ذهنه يظل يعمل لها طوال عمرها لينالها.
حكمــــــة
أصحاب اليمين والسابقون أو الأبرار والمقربون.. درجتان: ممتازة وعادية.. فأى الدرجتين تفضل؟!، ولذلك فإن الناس الأبرار يقول الله فيهم: " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا " (الإنسان: 5).. مزاجها أى ممزوجة.. أى إنهم سيشربون ماء كافورا.. " مزاجها كافورا "، أى: رائحتها كافور.. أما عباد الله المقربون فسيشربون كافورا خالصا، كافورا صافيا.. لأنهم صفّوا.. ومن صفّى صفى له، ومن كدر كدر عليه.
حكمــــــة
كنت أقول لأولادى – اللهم أصلح أولادى أولاد المسلمين، اللهم ربّ لنا أولادنا، اللهم احفظ أولادنا ونجهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن – كنت أقول لهم عندما وجدت فيهم بعض الفتور وعدم الصفاء: أنت لستم جهالا.. تعرفون فضل قيام الليل، وتعرفون فضل صلاة النوافل، وفضل الذكر، وفضل الصدقة.. وتعرفون وتعرفون.. فلماذا إذا لا تعملون؟!.. لماذا أنتم كسالى؟!.. قلت لهم وأقول لكم أيضا لأنكم أيضا أولادى: تعرفون ما السبب؟!.. السبب أنكم لم تتصوروا الجنة كما ينبغى. وقلت لبناتى: أنت لو مت الاّن هل ستكونين مع السيدة فاطمة أو عائشة حبيبة النبى صلى الله عليه وسلم فى الجنة؟!.. إذا ما فائدة الجنة إذا لم تكونى مع هؤلاء؟!!
حكمــــــة
حينما يأتينى أخ ويقول: أنا أوجه أبى إلى عدم التفرج على التلفاز، أقول له: لا.. ليس الامر بهذه الصورة.. أنا أريدك أن تدخل على أبيك وتقول له: ما شاء الله.. وتقبل يده وتقول له: نعم الأب أنت !، فأنت من أفاضل الناس، الحمد لله أن لى أبا مثلك، لكن يا ليتك تبتعد عن التلفاز.. فإنه لا يليق بأهل العلم والأدب والفضل الجلوس أمامه.. نعم.. امدحه بما فيه.. وهكذا يكون الدين، وهكذا تكون الدعوة.. باللين والرحمة والادب.. فافهم الدين. قل له: والله يا أبى لا أرى أحدا يحافظ على صلاة الفجر مثلك، فجزاك الله خيرا.. أنت رجل طيب، وأنا لم أر أحدا يكرم إخوانه مثلك.. أراك من أهل الحق، فتعطى الاجير حقه، فلا تظلم أحدا.
حكمــــــة
كنت أتكلم مرة مع الإخوة عن الجديد فى الالتزام فقلت: إن العلماء يقولون: إن الأكسجين المخلّق حديثا فى المعمل أكثر اشتعالا من الاكسجين الموجود فى الجو.. فما السبب؟، قالوا: لأنه جديد.. وكذلك الالتزام الجديد يكون فيه انطلاقة وحيوية وإيمانيات عالية ثم بعد ذلك يقدم ويضعف ويخفت. ولذا يحتاج منك دوما إلى تجديد.. بأن يكون كل يوم فى حياتك مختلفا عن سابقه ولاحقه.. فكل يوم له لون جديد فى الطاعة.. فلا تمل ولا تفتر، وتشعر دائما بالإيمان. ولا تقل: إن الدين ستنتهى أعماله.. لا.. فالاعمال فى ديننا كثيرة ومتنوعة، والطاعة ليس لها حدود.. فأنجز كل يوم شيئا جديدا بشرط أن تقوم به على أحسن وجه.
حكمــــــة
كثير من الناس ليل نهار ليس لهم هم الا الشكوى.. التبرج كثير!.. والفتن ! و.. و.. يقول إسماعيل الهروى: " الزهد فى الدنيا نفض اليدين عن الدنيا ضبطا أو طلبا، وإسكات اللسان عنها مدحا أو ذما، والسلامة منها طلبا أو تركا ". الشاهد الذى نستخرجه من هذا الكلام المهم: أن الذى يحب الدنيا يتكلم عنها كثيرا ولو بالذم.. كذلك يعد الرجل مفتونا بالنساء إذا أكثر من ذكرهن ولو بالذم، والذى يتكلم عن المال كثيرا ولو بالذم فهو أيضا مفتون.. ومن هنا فالذى يشتكى كثيرا فمفتون، قال الملك العليم – سبحانه – فى آية من الآيات الفاضحة: " ومنهم من يقول ائذن لى ولا تفتنى ألا فى الفتنة سقطوا " (التوبة: 49). تجد أحدهم يقول: لا أريد أن أذهب إلى الدرس الفلانى لأن هناك نساء وأنا ضعيف !!.. يا مفتون.. تقول له: اخطب الجمعة فيقول لك: أخاف من الرياء !.. مفتون.. عجبا لك !، طوال الوقت تتكلم وتقول: حلال وحرام، ونصبت نفسك شيخا، لماذا عند تحمل المسئولية تخاف من الرياء؟!!.. اللهم ثبتنا على الإيمان وارزقنا الإخلاص.
حكمــــــة
كف عن الشكوى وابدأ العلاج.. تجد بعض الناس يشكو من الوسوسة وليس به شىء، ولكنه يظل يقول: الوسوسة.. الوسوسة.. حتى يوسوس فعلا.. بسبب كثرة شكواه.. يظل يشكو: النساء.. النساء، فيقع فى الفتنة، ولو كف عن الشكوى وبدأ فى العلاج، لكفاه الله هذه الفتنة. إن مصيبة كثير من الإخوة أنهم مشغولون بالزواج.. فترى الواحد منهم يمشى فى الشارع فيقول فى نفسه: أتزوج هذه أم هذه؟.. لا، بل هذه.. لا لا بل مثل هذه... إذا أردت الراحة فارفع هذا الموضوع عن تفكيرك، وعش حياتك الإيمانية كما ينبغى، ووقت أن تقرر الزواج تزوج فى نفس اللحظة.. أما أن تعيش هكذا، مشتت الفكر، تشتكى دوما من هذه القضية، فلن تنجو من الفتن أبدا.. فأرح دماغك الآن عن هم الزواج طالما أن ظروفك الإيمانية والحياتية لا تسمح..
حكمــــــة
أريد منك حينما يرزقك الله الالتزام.. أريدك أن تقول: يا رب، وأخى.. يا رب، وأبى.. يا رب، وأمى.. يا رب، وأختى.. يا رب، وجارى.. ادع الله أن يهديهم وانشغل بإصلاحهم بدلا من أن تظل تشكوهم وتشتكى منهم فتكرههم ويكرهوك.. ادع الله لهم وكف عن الشكوى، لينجيهم كما نجاك. الرسول صلى الله عليه وسلم لما قيل له: نطبق عليهم الأخشبين؟، قال: " لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله " [متفق عليه].. خرج وتعب واستفرغ وسعه..
حكمــــــة
الله يحبك أم لا؟ سؤال يحتاج منك فعلا إلى إجابة.. هل تصلح؟.. هل تستحق؟! مثال: لو قالوا: إن الممثلة الفلانية تحبك، فنراك تقول لأحد الناس: فلانة تحبنى، فينظر إليك متعجبا ويقول لك: تحبك أنت !! بماذا؟، وعلى أى شىء تحبك؟!!، ومن أنت؟!.. " وله المثل الأعلى فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم " (الروم: 27). فلو كنت جالسا مع الناس وقلت: إن الله يحبنى، سنقول لك أيضا: وعلى أى شىء يحبك، ولم يحبك؟ وبماذا يحبك؟ ومن أنت حتى يحبك؟!.. الله الكبير.. الله العظيم.. الله الجليل.. الله الملك المتعال يحبك أنت؟!!.. ماذا فيك يحب لأجل أن يحبك الله؟!!
حكمــــــة
هل يحبك الله، وهل تحب الله؟.. نعم: أحبه، إذا فما الدليل؟.. إن أى ولد ممن يجلسون على النواصى فيواعد البنت الفلانية، تجده وهو ذاهب لمقابلتها فى أحسن شكل، وقلبه يرفرف، ويكاد يطير فرحا.. فهل وانت قادم إلى الصلاة يرفرف قلبك فرحا لملاقاة ربك؟!!.. إن لم يكن فاعلم أنك لا تحبه.. هذا كلام منطقى.. إذا لم تكن سعيدا بلقاء الله، وانت فى بيت الله، ومع الله فأنت لا تحبه.
حكمــــــة
أخى فى الله، لو أنك أتيت برجل يشتغل عندك ليدهن لك هذه المكتبة مثلا وانت واقف خلفه، فسيظل يعمل بحذر وجد. فاجعل هذا إحساسك.. المراقبة.. واقف أنت امام حبيبك فهو ناظرك.. حبيبك الذى تشتغل له وتعمل له، استشعر مراقبته لك دائما، ساعتها ستعمل بحب وتلذذ، ليس على خوف وفقط، بل بحب، لأن حبيبك يراك، والمحب يحب أن يراه حبيبه دوما وهو يعمل له
حكمــــــة
صليت مرة بالناس فأطلت الصلاة وقلت لهم: إن الناقد بصير (أعنى: أن الله ناظرنا).. ومررنا مرة على " استرجى " وقدامه الطقم " انتريه " وهو جالس يدهنه.. يمسك بالقطنة والريشة.. قلنا: ما لك لا تنتهى؟!، قال: إن صاحب الطقم يدقق جدا فى كل شىء.. أفهمت؟ ! ولذلك فإذا صليت فاعلم أن الله ينصب وجهه إلى وجهك فى صلاتك ما لم تلتفت.. إذا قمت للصلاة فاعلم أن الله ينظر إليك ويطالعك.. ولذلك كان الواحد من السلف إذا توضا اصفر لونه، وارتعش جلده، يقولون له: ما لك؟!، يقول: أتدرون بين يدى من سأقف؟!!!
حكمــــــة
القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، فلو أن إنسانا أعطاك اليوم عشرة جنيهات، وغدا أعطاك عشرة أخرى، وبعد غد أعطاك مثلها أيضا.. وهكذا كل يوم يعطيك، وبعد العشرة أعطاك مئة، وبعدها ألفا، ثم مليونا.. وهكذا كل يوم فى زيادة، فلا شك أنك تحبه حبا شديدا، فكيف بك لو كان المعطى هو الله؟!.. فالله – سبحانه وتعالى – أعطاك ملايين مملينة، فكم تساوى عينك وكم يساوى سمعك.. وكم تساوى الدنيا إن فقدت عينيك؟ !!
حكمــــــة
أخى فى الله – لو كان هناك فاتورة على كل نعمة من هذه النعم؟!!.. فطالع نعم الله، واشكره عليها، وأحبه من كل قلبك، فلا شك أن من يطالع نعم الله عليه تترى فيراها بقلبه وعينه – لا شك أنه سيذوب حبا فى الله.. فهو سبحانه – يعطيك ولا ينتظر منك شيئا، عكس المخلوق تماما، فالتجار جمعيا يتعاملون معك ليربحوا منك، أما الله: فهو سبحانه – وحده الذى يتاجرمعك لتربح عليه.. يعطيك حين يجد فى قلبك حبا له، فأحببه فهو المعطى.. أحببه ليعطيك.. أحببه ليحبك.
حكمــــــة
تجد الناس إذا سألتهم: كيف الأخبار؟ يقولون لك: لبنت مريضة، وزوجتى لا أدرى ماذا بلاها.. ونحن نسكن فى الدور الارضى، والارضى فيه رطوبة، ثم إن الجيران فى وجوهنا فلا نستطيع أن نفتح الشباك، والاطفال يلعبون فى الشارع يزعجوننا.. وهكذا.. شكوى.. شكوى.. فيعيشون يشتكون دوما !! سبحان الله !، هل وجدت إنسانا تجلس معه فيقول: عن الله أعطانى.. وأعطانى؟!.. هل فعلت أنت؟!.. هل جلست مع الناس مرة وقلت: والله العظيم إن الله أكرمنى.. فقد كنت فقيرا لا أجد لقمة فأعطانى، وأغنانى.. الحمد لله نجانى ولم اكن أستحق.. لم أكن أستاهل، ولكنه – سبحانه – وهبنى زوجة صالحة، وأعطانى شقة، ووهبنى أولادا، وصحتى والحمد لله ممتازة.. الحمد لله الحمد لله عملى هادىء فزملائى يحبوننى.. والفضل لله، والمرتب كاف.. وبفضل الله، الامور على ما يرام.. هل جلس معك أحد فقال لك هذا الكلام؟!!
حكمــــــة
والدى – اللهم ارحمه وموتى المسلمين – كان إذا تعب يقول له الناس: مالك؟ فيقول: الحمد لله، لا تقل مالك؟ لأن بعض الناس إذا قلت له: مالك؟ يقول: عندى صداع، والصداع جاءنى بسبب ارتفاع الضغط، وارتفاع الضغط أصله تعب فى المعدة، وسبب ارتفاع النبض ارتفاع النبض ارتفاعا فى درجة الحرارة.. ويظل يعدد وكانه يشتكى ربه للناس.. فوالدى – يرحمه الله – يقصد: أن لا تفتح للناس باب الشكوى، ولكن افتح لهم باب ذكر النعم.
حكمــــــة
كنت مرة اقوم بعمرة – واقول لذلك لاعلمك كيف تعمل – كنت مريضا بعض الشئ ولله الحمد والمنة – فبعد ان طفت وجدت ان رجلى تؤلمنى فلا استطيع ولا اقدر فأجرت كرسيا – ويؤجر هناك بخمسين او بخمسة وخمسين ريالا – لأسعى به.. فإذا بى وأنا عليه مستريح انظر الى الناس فأجد امراة مسكينة لا تقدر على المشى تستند الى سور الصفا والمروة.. فقلت لها وأنا راجع: انتظرى لحظة، تعال يا بنى اعطنى كرسيا، وقلت لها: اركبى قالت: ليس معى مال قلت: انا دفعت قالت: كم انت كريم يارب.. انت ترانى وتعرف حالى واعطيتنى كرسيا.. انا احبك يارب. فكم تساوى هذة الكلمة – اخواتاه -؟!.. وكم يساوى ان تجعل احدا ينطق بحب الله؟!.. والله ملايين الدنيا لا تساويها.. ربنا اكرمنى واعطانى كذا وكذا، وعمل لي كذا وكذا، وطلبت منه كذا فوهبنى كذا، وسترنى فى كذا، وعافانى من كذا وكذا.. هكذا يكون التحدث بالنعم، ولايكون كل كلامنا ان نشتكى.. هذا ما اريد ان أؤصله فيكم، واريدكم ان تعملوا به.. ان تجعلوا الناس يحبون الله.
حكمــــــة
يقول ابن الجوزى: " تضاعف ما أمكنك، فإن اللطف مع الضعف أكثر ". كلما أظهرت ضعفك كلما لطف بك، ولا تقل: أنا أستطيع أن أواجه كذا وأقدر على كذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتمنوا لقاء العدو، لكن اسألوا الله العافية " [متفق عليه].. اللهم إنا نسألك العافية فى الدنيا والآخرة.. فإياك أن تعتقد أنك " فتوة ".. إن البعض يقول: تخاف علينا من الجامعة بسبب الاختلاط.. لا.. لا يهمنى الاختلاط.. فلو كان أمامى ألف عارية فلن تهزمنى شعرة.. أقول: اللهم تب عليك.. كثير من الناس يقول هذا الكلام ويعمل به ولا يظهر ضعفه، فيعتمد على نفسه، فيكون أول من تندق عنقه بم لا يخشاه أو يحذره.. نعم: يكون أول الواقعين فى الفتنة.
حكمــــــة
أخى فى الله، حبيبى فى الله، يا من أنت مشغوف بالوصول إلى الله إذا كنت تحب ربك فسل نفسك: هل يحبك؟!، فليس الشأن أن تحبه، إنما الشأن أن يحبك.. والعلامة أنه إذا أحبك شغلك به وحده فعشت له وبه.. إذا أحبك شغل قلبك بحبه، وجوارحك بخدمته، وعقلك بالفكر فيه، ثم لا تجد فى نفسك بقية لغيره.. فانظر أين قدمك.. إذا أحبك وضع قدمه فى المواطن التى يرضاها.. نعم: إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك؟!