من أقوال الشيخ محمد حسين يعقوب
حكمــــــة
أحد الناس – أسأل الله أن يفرج كربه ويقضى دينه – قال لى: أنا أدفع للبنك ستين ألف جنيه ربا كل شهر، قلت له: لو أن ستين ألف جنيه تصدق بها على الفقراء كل شهر فكم تغنى فى الآخرة؟!.. يريد أن يسدد بعد أن تورط وعاش الهم والغم ليل ونهار.. اللهم تب على كل عاص مراب.. نعم: الربا حرب على الله.. قال هذا الرجل: ولذلك إذا قابلنى أحد فى الدنيا أقول له: " سكة البنوك سكة الخراب ".. أسأل الله أن يصرف الربا عن المسلمين.. اللهم إنا نعوذ بك من الربا والزنا والغنا والوبا.
حكمــــــة
قال لى أحدهم: أحب الممثلة الفلانية، قلت له: أتحب أن تحشر معها فى الآخرة؟!.. تحب أن تكون معها أم مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم؟!.. تحب أن تكون مع من؟.. سأل أعرابى رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟، قال: " المرء مع من أحب " [متفق عليه]. فهل تحب أن تكون مع الفاسدين وأهل اللغو والمجون؟! لذا لما سمع أنس بن مالك هذا الحديث، قال: فما فرحنا بشىء بعد الإسلام فرحنا بهذا الحديث " المرء مع من أحب "، لأننى أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم فى الجنة
حكمــــــة
كان من إحدى رسائلى على الهاتف لأحبابى فى الله: " اللهم إنك تعلم أنى وإن كنت أعصاك، إلا أننى أحب من يطيعك، فاجعل ذلك قربة لى عندك.. آمين "، هذه هى الرسائل النافعة.. وليست تلك التى يكتبونها اليوم من هراء غير مفيد.. اكتب شيئا مفيدا.. فالهاتف نعمة لا تستعملها فى المعاصى، لم تستعمله فى اللهو والغفلة؟! استعمله فى طاعة الله ونشر الحب فى الله.. اكتب: اليوم درس فى المكان الفلانى.. أرسله إلى كل الناس.. كل المسجل على الهاتف أرسل إليه.. فإن جاء فخير كبير، وإن لم يأت كانت أيضا فى ميزان حسناتك.. اكتب آية قرأتها نفعتك.. اكتبها وأرسلها.. حديثا سمعته اكتبه وأرسله ادع إلى الله بالحب لعل الله ينفع بك وإن لم تفعل. إن فعلت هذا وعشت على هذا، فأنت تحب الخير وتحب أهله، وسوف تحشر معهم بإذن الله – تعالى.
حكمــــــة
لقد كان الناس منذ زمان مضى يبحثون عن الكلام الذى فيه أدب وذوق.. كلام أرستقراطى.. فكانوا يتشبهون بالفرنسيين فى ترقيق الكلام ونطق الراء غينا.. وإن كنا لا نوافقهم، فلغتنا وقورة ومحترمة وفيها كل الجمال والأدب.. ولكن الشاهد أن الناس كانوا يبحثون عن الكلام المحبب الجميل، أما اليوم فصار الناس يبحثون عن كلام السوقة.. ألفاظ سوقية.. يبحثون عن ألفاظ السفلة والضائعين فى الشوارع.. وتجدنا وللأسف نتكالب عليها ونتباهى بها.. أمة فى الحضيض !!
حكمــــــة
إن كثيرا من العصاة يعيشون سعادة وهمية زائلة مؤقتة.. بل على التحقيق أنها ليست بسعادة.. إذا رأيت رجلا يستلذ بالتراب عن شهي الطعام والحلوى.. هل تحكم عليه بسلامة الحس أم بسقمه..؟! إن الذي يأكل التراب يستلذ به أو الحجارة فتكون شهوته، لا شك أنه سقيم.. مريض يحتاج الى علاج.. وكذلك من يتلذذ بالمعاصي.. إنه يشعر بذلك، لا لأن المعاصي لذيذة، وليس لأن السيئات ممتعة وإنما لكون قلبه قد صار فاسدا.. فاللهم أصلح قلوبنا..
حكمــــــة
اعلم ـ أخي في الله ـ أن الظلم كل الظلم في انصرافك عن التوبة.. في سيرك حيث تخالف ربك.. وإصرارك على المضي قدما في طريق هواك.. وهو الهلاك.. فتظلم نفسك حين توقعها في شراك المعاصي.. في حين بشر ربنا التائبين بالنصرة والفلاح فعلق حصول الفلاح المرجو لهم على حصول التوبة منهم اليه فقال ربنا عز وجل:{ وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31].
حكمــــــة
نادانا ربنا فقال:{ ففروا الى الله} [الذاريات: 50].. إننا بالتوبة نفر الى الله نفر من الهوى.. نفر من المعاصي.. نفر من الذنوب.. نفر من الشيطان.. نفر من النفس الأمارة بالسوء.. نفر من الدنيا.. نفر من الشهوات.. نفر من المال.. نفر من الجاه.. ونفرّ من كل هذا الى الملك.. الملك الذي بيده مفاتيح خزائن كل هذا فإن رأى الخير أن يعطيك كل ما تشتهي.. أعطاك.. وإن رأى الخير لك منعك كما يمنع الطبيب المريض شرب الماء وهو عليه هين.. " " إن الله يحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما يحمي أحدكم سقيمه الماء وهو يحبه ".
حكمــــــة
إن أغلظ الحجب هو الجهل بـ الله وألّا تعرفه.. فالمرء عدو ما جهل.. إن الذين لا يعرفون الله يعصونه.. من لا يعرفون الله يكرهونه.. من لا يعرفون الله يعبدون الشيطان من دونه.. ولذلك كان نداء الله بالعلم أولا: { فاعلم أنه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين وللمؤمنات}[محمد: 19]. فالدواء: أن تعرف الله حق المعرفة.. فإذا عرفته معرفة حقيقية، عند ذلك تعيش حقيقة التوبة.
حكمــــــة
انظر الى قول الله جل جلاله في الكفار أنهم { لا تفتح لهم أبواب السماء} [الأعراف: 40] لماذا؟! هنا لطيفة من كلام سلفنا في قول الله عز وجل {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر:10].. فالمؤمن حين يعمل الأعمال الصالحة تخترق السماوات.. وتخترق الحجب.. تصعد الى الله كأنها تفتح في السماوات طريقا.. وتفتح أبوابا.. فإذا مات وصعدت روحه.. وجدت الأبواب مفتحة.. لأن الذي فتح الأبواب.. ومهّد الطرق.. وسبّل السبل.. هي أعماله.. التي تصعد من الصالحات والذكر.. أما إذا لم يكن له أعمال صالحة.. ظلت الأبواب مغلقة.. والطرق مؤصدة.. والسبل مسدودة.. فإذا مات جاءت روحه لتصعد.. غلّقت دونها أبواب السماء.. كما لم يفتح بعمله لنفسه سبيلا.. قال ربنا:{ ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} [الروم: 44].
حكمــــــة
اللهم استرنا ولا تفضحنا.. ادم علينا يا رب سترك وعافيتك.. اشملنا يا رب بسترك الجميل.. واجعل تحت الستر ما ترضى به عنا.. والله لولا ستر الله علينا لما زل لسان بذكر خير أبدا.. والله لولا ستر الله علينا لبصق الناس علينا.. إذا رأيت الناس يبعجبون بك.. فاعلم أنهم يعجبون بستر الله عليك.. لكن لو اطلعوا على حقيقتك.. آه لو اطلعوا على ما تحت ستر الله.. أخشى أن أقول إنهم قد يضربونك بالنعال.. فالحمد لله... نعم.. إن الذي يتهاون بستر الله عليه فإنه جاهل مغرور.. لا يعرف قيمة ما أنعم الله عليه به.. وقد يستبطئ غضبه.. وفضيحته..
حكمــــــة
والغفلة تستحكم في القلب حين يفارق محبوبه جل وعلا.. فيتبع المرء هواه.. ويوالي الشيطان.. وينسى الله.. قال الله تعالى:{ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} [الكهف: 28].. ولا ينكشف حجاب الغفلة عنه إلا بالانزعاج الناشئ عن انبعاث ثلاثة أنوار في القلب: (1) نور ملاحظة نعمة الله تعالى في السر والعلن.. حتى يغمر القلب محبته جل جلاله.. فإن القلوب فطرت على حب من أحسن اليها.. (2) نور مطالعة جناية النفس.. حتى يوقن بحقارتها.. وتسببها في هلاكه.. فيعرف نفسه بالازدراء والنقص.. ويعرف ربه بصفات الجمال والكمال.. فيذل نفسه لله.. ويحمل على نفسه عبادة الله.. لشكره وطلب رضاه. (3) نور الانتباه لمعرفة الزيادة والنقصان من الأيام.. فيدرك أن عمره رأس ماله.. فيشمر عن ساعد الجد حتى يتدارك ما فاته في بقية عمره.. فيظل ملاحظا لذلك كله.. فينزعج القلب.. ويورثه ذلك يقظة تصيح بقلبه الراقد الوسنان.. فيهب لطاعة الله.. سبحانه وتعالى.. فينكشف هذا الحجاب.. ويدخل نور الله قلب العبد.. فيستضيء.
حكمــــــة
رضا العبد بطاعته.. دليل على حسن ظنه بنفسه.. وجهله بحقيقة العبودية.. وعدم علمه بما يستحقه الرب جل جلاله.. ويليق ان يعامل به.. وحاصل ذلك أن جهله لنفسه وصفاتها وآفاتها.. وبعيوب عمله.. وجهله بربه وحقوقه.. وما ينبغي أن يعامل به.. يتولد من ذلك العجب والكبر والآفات.. فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها. ولله درّ من قال: متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به.. ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر.. وعمله عرضة لكل آفة ونقص.. كيف يرضى لله نفسه وعمله..؟!
حكمــــــة
كلما عظم الله في قلبك.. صغرت نفسك عندك.. وتضاءلت القيمة التي تبذلها في تحصيل رضاه.. وكلما شهدت حقيقة الربوبية.. وحقيقة العبودية.. وعرفت الله.. وعرفت النفس.. تبين لك أن ما معك من البضاعة.. لا يصلح للملك الحق.. ولو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته.. وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله. فحينها تتبرأ من الحول والقوة.. وتفهم أن لا حول ولا قوة إلا بالله