(فيها يفرق كل أمر حكيم)
قال للحسن رجل:
يا أبا سعيد!، ليلة القدر في كلّ رمضان؟
قال: إي والله، إنها لفي كلّ رمضان، وإنها الليلة التي يُفرق فيها كل أمر حكيم، فيها يقضي الله كلّ أجل وأمل ورزق إلى مثلها.
وقال مجاهد:
قوله ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ قال: في ليلة القدر كل أمر يكون في السنة إلى السنة: الحياة والموت، يقدر فيها المعايش والمصائب كلها
وهو قول أكثر المفسرين.
.........
من رحمة الله بعباده المؤمنين
أنه جعل التقدير السنوي في رمضان
وفي أواخر لياليه
وأعظمها بركة: ليلة القدر؛
وقد بلغ عباده أكمل أحوالهم
من العبودية والتضرع والتذلل
والتعظيم لربهم
فيقدر لهم بفضله مقاديرهم في مظان رضاه عنهم ووقت محبته لهم.
فكن على الموعد في شهرك!
وتهيأ لموعد جريان أقلام القدر
ومراسيم التدبير
دع مقاديرك تكتب؛
والله يراك صواما قواما تاليا لكتابه منفقا تائبا
فما ظنك بربك
وهو يفرق الأمر الحكيم
الذي يناسب موضعه.
مختارات