بعض أعمال النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وصغار السن 2
1. رحمته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بالصغار:
عن أنس قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-.رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (4/1808) رقم (2316).
وعن ابن مسعود قال: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يصلَّي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما، أشار إليهم أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره، وقال: (من أحبني فليحبَّ هذين). أخرجه أبو يعلى في مسنده وابن خزيمة في صحيحه، وحسنه الألباني في الصحيحة (312) وصحيح ابن خزيمة (887).
وعن أنس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مرفوعاً: (إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبيِّ، فأجوز في صلاتي، مما أعلم من شدةِ وجد أمه ببكائه). أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي (2/236).
وعنه -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامةِ أنا وهو، وضمَّ أصابعه). رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الإحسان إلى البنات (4/2027) رقم (2631).
وعن بُريدة قال: كان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يخطب، فجاء الحسن والحسين- رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-، وعليهما قميصان أحمران يعثران فيهما، فنزل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقطع كلامه، فحملهما، ثم عاد إلى المنبر، ثم قال: (صدق الله: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} التغابن(15)، رأيت هذين يعثران في قميصيهما، فلم أصبر حتى قطعت كلامي فحملتهما). رواه النسائي وغيره وصححه الألباني في صحيح النسائي برقم (1430).
وعن عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- مرفوعاً: (من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار). أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة (3/332) رقم (1418). وعنها - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتهما ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدةٍ منهما تمرة، ورفعت إلي فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينها، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقال: (إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار). رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الإحسان إلى البنات (4/2027) رقم (2630).
وعن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، قال: كان إبراهيم مسترضعاً له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره قيناً فيأخذه فيقبِّله ثم يرجع. قال عمرو بن سعيد راوي الحديث عن أنس: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: (إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة). رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (4/1808) رقم (2316).
وعن أسامة بن زيد قال: طرقتُ النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتملٌ عليه؟ فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: (هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبُّهما فأحبهما وأحب من يحبُّهما).رواه الترمذي وابن حبان، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي رقم (2966).
وعن شداد -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: خرج علينا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في إحدى صلاتي العشيِّ -الظهرِ أو العصر- وهو حاملٌ حسناً أو حسيناً فتقدم النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فوضعه عند قدمه اليمنى ثم كبر للصلاةِ فصلَّى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال: فرفعت رأسي -من بين الناس- فإذا الصبي على ظهر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الصلاة قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك –هذه- سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يُوحى إليك، قال: (كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني، فكرهتُ أن أعجله حتى يقضي حاجته). رواه النسائي وابن عساكر والحاكم (4/257/1-2) وصححه، ووافقه الذهبي، واستدل به الألباني في إطالة الركوع، راجع " صفة الصلاة " للألباني صـ(148).
2. تقبيل النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- للصغار:
كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يُقبِّلُ الأطفال، ويمازحهم، ويعطيهم، بل ويبكي ويتأثر عندما يموت أحدهم، وهو الذي يقول: ( إنما أنا لكم مثل الوالد لولده، أعلمكم... ) أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة، برقم (8). وعن أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قبّل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الحسن بن علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- وعنده الأقرع بن حابس فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقال: (من لا يَرحم لا يُرحم). أخرجه البخاري كتاب الأدب باب رحمته الولد وتقبيله ومعانقته (10/440) رقم (5998). يقول ابن حجر- رحمه الله- في الفتح: لقد أجاب النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -الأقرع بن حابس، أن تقبيل الولد وغيره من الأهل، والمحارم وغيرهم من الأجانب، إنما يكون للشفقة والرحمة. فتح الباري (10/430).
وعنه -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: خرج النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في طائفة النهار، لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة فقال: (أَثَمَّ لُكَع، أَثَمَّ لُكَع؟!) فحبسته شيئاً فظننت أنها تلبسه سخاباً -قلادة من خرز- أو تغسله فجاء يشتد حتى عانقه وقبله، وقال: (اللهم أحبه وأحب من يحبه). أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق رقم (2122). وعن عائشة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا، قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟. فقال: (نعم) قالوا: لكنا والله لا نقبل. فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: (أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة). أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، (10/440) رقم (5998).
3. حمله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الأطفال:
روى ابن عساكر عن عبد الله بن جعفر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان سول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إذا قدم من سفر تلقاه الصبيان من أهل المدينة، وإنه جاء من سفر فسبق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة الحسن أو الحسين -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-، فأردفه خلفه فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة. رواه أحمد ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر (4/1885) رقم (2428)، وأبو داود، انظر صحيح الجامع (رقم(3765). وعن أبي قتادة أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: كان يصلي وهو حامل أمامة فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها. أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة (1/703) رقم (516). وفي رواية قال: رأيت النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يؤم الناس، وهو حاملٌ أمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فإذا ركع وضعها، فإذا فرغ من سجوده أعادها). رواه مسلم، كتاب المساجد وموضع الصلاة، باب جواز حمل الصبيان في الصلاة (1/385) رقم (543). ولما قدم مكة -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- استقبله أغيلمة بني عبد المطلب فحمل واحداً بين يديه وآخر خلفه. وقال ابن عباس: أتى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مكة وقد حمل قثم بين يديه والفضل خلفه، أو قثم خلفه والفضل بين يديه). رواه البخاري، كتاب اللباس، باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه (10/411) رقم (5966). وعن سلمة قال: لقد قدت نبي الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- والحسن والحسين على بغلته الشهباء حتى أدخلته حجرة النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، هذا قدامه وهذا خلفه. رواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين (4/1883) رقم (2423)، ورواه الترمذي في السنن، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، رقم (2227).
4. المسابقة بينهم وإكرامهم:
إن الطفل يحتاج إلى التحصيل والفوز، وهو بحاجة إلى التشجيع الكبار، وتعزيز جوانب القوة وتنميتها، ويكرم على هذا بالمكافأة، يقول ابن الحاج العبدري في مدخل الشرع الشريف:مهما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود، فينبغي أن يكرم عليه، ويجازى عليه بما يفرح به ويمدح بين أظهر الناس. مدخل الشرع الشريف ابن الحاج العبدري (4/296). وهنا نذكر فعله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- في هذا الجانب وكيف اعتنى فيه: كان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يصفُّ عبد الله، وقثم، وكُثيراً، أبناء العباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ثم يقول: (من سبق إلي فله كذا وكذا). مجمع الزوائد (9/285) وقال: رواه أحمد وإسناده حسن. إنَّ من الفوائد التربوية الناتجة عن هذا الحديث: أن يعرف الطفل نفسه، ويظهر مقوماته وقدراته، ويظهر مكنوناتها، وهذه تجعله يثق في نفسه، ويكوِّن كيان شخصيته، وينمِّي فيه حب الآخرين، وخاصة الكبار الذين لهم فضل في ممازحته ومداعبته. وكذلك تجعله يأنس ويروِّح عن نفسه بهذا اللهو المباح البريء، وأن الممازحة بالقول مع الصغير إنما يقصد بها التأنيس، والتقبيل من جملة ذلك. راجع فتح الباري-لابن حجر (10/425). لذا كان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يراعي-عند معاملة الأطفال- حاجتهم إلى اللهو واللعب والمرح في كل شيء، بالركض، والحمل، وتصغير الاسم وبالمضاحكة... الخ. فكان -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يلاعب أحفاده وأبناء الصحابة لأجل الترويح عنه، وتسليتهم، وليغرس فيهم حب المرح والمنافسة المنضبطة بالشرع، والانبساط، لكي يتقبلوا ما قد يأتي من أوامر جادة فيما بعد من هذا التشريع الإسلامي. راجع " مبدأ الرفق في التعامل مع المتعلمين من منظور الشريعة الإسلامية " لصالح المطلق صـ (133-134).
5. إعطائه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الهدايا للأطفال:
لما كان للهدية أثر طيب في النفس البشرية عامة، وفي نفس الأطفال أكثر تأثيراً، وأكبر وقعاً، فقد كان النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يعطي الأطفال فيتأثر بذلك الأطفال تأثيراً بالغاً، فقد روى أبو هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان الناس إذا رأوا الثمر جاؤوا به رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فإذا أخذه رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قال: (اللهم بارك لنا في مدينتا وفي ثمارنا وفي صاعنا، بركة مع بركة، ثم يعطيه أصغر من يحضر من الولدان). مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة ودعاء النَّبيّ فيها بالبركة (2/1000) رقم (1373). وروى أبو داود عن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- قالت: قدمت هدايا من النجاشي، فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشي فأخذه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بعودٍ أو ببعض أصابعه معرضاً عنه، ثم دعا أمامة بنت أبي العاص من زينب فقال: (تحلّّي بهذا يا بنية). رواه أبو داود وابن ماجة، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، رقم (3564) وصحيح ابن ماجه رقم (2955).
وختاماً نقول: إن التعامل مع الأطفال برفق ولين، مع احترامهم وتقديرهم، يجعلهم أسوياء، ويعوِّدهم على الاعتماد على النفس والثقة، ويُربي فيهم حُبُ الآخرين، والتآلف مع غيرهم والتآخي، ومعاملة غيرهم بالمودة والرأفة كما كانوا يعامَلون، وكما تعوّدوا عليها، حيث وضَّح ذلك ابن خلدون فقال: " إن إرهاق الجسد في التعليم، مُضر بالمتعلم، سيَّما في أصاغر الولد؛ لأنه من سوء الملكة، ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به القهر وضيقٌ على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل، وحمَّله على الكذب والخُبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه ". مقدمة ابن خلدون صـ(540).
وهو بذلك يقصد ويدعو إلى رحمة الأطفال، وعدم الغلظة عليهم، ومعاملتهم باللين والإحسان، ولو بالكلمة الطيبة، مع مداعبتهم وممازحتهم، وعدم التسلط عليهم بالضرب أو التعنيف أو التوبيخ، لكي يشبوا أسوياء صافية قلوبهم، سليمة من الحقد على من حولهم، ولا يكونوا كذبة غشاشين، فتخسرهم أمتهم، ويضروا مجتمعهم بسبب سوء التربية.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة في ذلك، وما ذكرناه في هذا المبحث من حسن ورفق ولين تعامل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مع الأطفال ما هو إلا غيضُ من فيضٍ، وقطرة ُمن بحر، و إلا فهناك مواقف أكثر مما ذكرنا، ولعلنا قد أتينا بجانب من هذه الجوانب، والله نسأل أن ييسر لنا أعمالنا، ويرزقنا البطانة الصالحة، ويصلح ذرياتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله تعالى أعلم.
مختارات