(سلوان المحرومين من الذرية)
#عزاءات_القرآن
أعظم مواساة وجبر لمن لم يرزق بالذرية
هي قصة زكريا
ووجه الجبر والسلوان فيها من وجوه:
١- أن الله تعالى قصها في كتابه في ابتلاء نبي كريم من صفوة الخلق وأعظم البلاء بلاء، الأنبياء. وأحب الخلق إليه رسله وأنبياؤه.
٢-أن الله تعالى ذكر قصة زكريا في ثلاثة مواضع من كتابه وكلها عن هذا البلاء والشكوى (الحرمان من الذرية). فدل على لطف الله بأهلها وعظيم رحمته بهم حتى ساغ لهم الإكثار من سؤال هذه النعمة وطلبها وبث الشكوى المتكررة فيها.
٣- أن الله تعالى ذكر دعاء زكريا في القرآن وهو أطول دعاء ( فيما أعلم ) في مسألة واحدة بعينها في كتاب الله في مطلع سورة مريم. وإطالة ذكر الدعاء علامة على كمال الرحمة بالداعي وجدارة البلاء،بطوله.
٤- أن الله تعالى ذكرها في كتابه مع بلاءات الأنبياء الكبرى كنداء يونس في الظلمات وشكوى أيوب من الضر. مما يدل على عظيم عناية الله بأهلها ورحمته بهم.
٥- أن الله تعالى ذكر أدعية زكريا في سياق الثناء عليه ووصفه بالعبودية الخاصة.( عبده زكريا).
٦- أن الله نص على رحمته به في قوله تعالى
( رحمت ربك عبده زكريا). فدل على عظيم رحمة الله بمؤمن ومؤمنة قدر الله أن يبتليهم بتأخر،الإنجاب أو عدمه.
٧- أنه مع ذكره لبلائه ورحمته به رزقه الولد فكيف بمن استمر فقده لهذه النعمة في حياته.
٨- أن قال في دعائه عليه السلام ( رب لا تذرني فردا) فدل على أنه العبد وإن رزق بأقارب كثيرين فقد سوغ الله تعالى له الشكوى بالتفرد لعلم الله بأحزانه وشجونه. وأقره الله على هذا الوصف فكأن الله خلقه وحيدا في هذا العالم. فيا له من وصف تظل فيه العبد أفياء الرحمة
وفي القصة وجوه أخرى من الجبر ( لعلي أعود إلي استكمالها) لو تأملها المؤمن لفرح ببلائه ووجد العوض في تقريب الله له.
اللهم لا تذر مؤمنا ولا مؤمنة فردا وأنت خير الوارثين.
مختارات