ما كان لله بقى..
في صحيح مسلم
(إذا ماتَ الإنْسانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إلّا مِن ثَلاثَةٍ: إلّا مِن صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أوْ ولَدٍ صالِحٍ يَدْعُو له)
والعلم يعم المكتوب وغيره.
كل كلمة صالحة تقولها يسمعها ولد أو أهل أو قريب أو بعيد في ليل أو نهار
في مجلس في مسجد في طريق في جوال
من العلم الذي ينتفع به ويجري عليك.
رب كلمة تنقشها في صدر فيعيها ثم ينقلها من صدر إلى صدر إلى سطر تكون أعظم أجرا وأبقى دهرا من مجلدات.
بعضهم يتوهم أن العلم المقصود في الحديث لا بد أن يكون كتابا أو محاضرة أو درسا
كل كلمة طيبة علم نافع.
الكتب التي تراها مشحونة بالعلم النافع ليست لكاتبها فحسب بل لكل مؤمن له فيها حرف منسوب إليه أو مسكوت عنه.
كلمتك الطيبة ترحل من فمك يتلقها قلب ليعيد نشرها من جديد والناس لا يعلمون من أين جاءت فلا تزال تجري عليك ما انتقلت في الصدور لا يخفى على الله لسان تكلم بها. ولو لم تطبع في كتاب أو تنسخ في،قرطاس.
وأنت تنقل حديثا أو كلمة طيبة من علم نافع فيتصل أجرها لمن سمعتها منه ويبدأ أجرك منذ بلغتها لغيرك ما استمر انتقالها من غير أن ينقص من أجر من تعلمتها منه وهكذا دواليك.
رب كلمة صالحة لسفيان الثوري رحمه الله هي علم نافع يجري عليه وأجر لألف ألف نقلوها عنه بعده إلى يومنا هذا.
الحديث السابق رواه أبو هريرة
وهو من العلم الذي ينتفع به ولم ينقطع عنه أجره.
فأجره يجري عليه من ١٤ قرنا
ومن نقله من القرن الثاني فيجري عليه الأجر منذ ١٣ قرنا
وإذا بلغته اليوم بدأ مشوارك إلى قيام الساعة
نعم أنت لا تدري من سيبلغه وإلى متى؟
مثلما كان أبو هريرة رضي الله عنه حين حدث به لا يدري.
وكلما كان القلب أصدق ذهبت الكلمات النافعة أبعد مكانا وزمانا وعمقا
وما كان لله بقي.
فلا تفتر عن بذل الكلمة الطيبة الناصحة النافعة.
مختارات