تفسير سورة الناس
علم الله عباده هذه السورة ليستعيذوا بها وقد جمع الله فيها أسباب المنعة والالتجاء والاعتصام ما يملأ قلب المؤمن بالأمن السكينة ومنها.
١- أن الله ابتدأها بالأمر (قل) فهي نص احتماء والتجاء بمن شرعها منصوص بحروفه واستعاذة ليس فيها حرف باجتهاد أو تجربة من أحد.
٢- رب الناس
فهو رب المستعيذ: أي مربيه ومدبره والقيوم بشؤؤنه والمتكفل بأمره والحافظ له وهو معنى الربوبية فينادي المستعيذ قائلا يارب أنا واحد من الناس الذي أنت ربهم ومدبرهم وخالقهم ومتولي جميع مصالحهم وشؤونهم فأعذني واكفني؛ فإن من كانت هذه صفته أعاذ مربوبه وحماه وحفظه وصانه ولم يخلص إليه شر.
وهو رب الناس المستعاذ منهم:
فهو مالكهم ومصرفهم ومحييهم ومميتهم وقاهرهم وله القدرة التامة عليهم فلا يخلصون إلى شيء إلابإذنه
فالمستعيذ يقول يارب أنت مالك كل هؤلاء الناس (بعض المفسرين يرى أن اللفظ يعم الثقلين) وفيهم الشر والأشرار فبملكك وقهرك لهم اعذني واحمني واكفني من شرهم..
(ملك الناس)
ملك المستعيذين وهم ملكه والملك يحمي ملكه ( وكل شيء ملكه) فالمستعيذ يهتف بالملك أن يجيره ويجعله في حماه ويتوسل بكونه من المملوكين إلى سيده أن يمنعه كما يمنع السيد مماليكه
وهو ملك المستعاذ منهم ينفذ فيهم أمره وقدره ومشيئته ولا يطيقون شيئا إلا بإذنه ولا ينفعون ولا يضرون إلا بأمره.
فيقول أستجير بك من عبيدك المملوكين المقهورين لك أن تأذن أن يصلني شر منهم.
(إله الناس)
إله المستعيذين ومألوههم ومحبوبهم الذي يألهون إليه ويفتقرون ويفرون إليه مما يخافون ويألمون فالمستعيذ يقول يارب أنت الإله الذي ليس لي غيره فأحتمي به أتوسل إليك بحبي لك وعبوديتي وافتقاري وذلي وتوحيدي وانقطاعي عن كل من سواك أن تجيرني وتحميني.
وهو سبحانه إله المستعاذ به منهم
فكأن المستعيذ يقول يا إله الناس اسألك الحماية والوقاية من عبادك الذين هم فقراء إليك أذلة عبيد لك. ومن كانوا بهذه المثابة فحري ألا يطيقوا ضري ولا أذيتي إذا عصمتني فاعصمني منهم.
مختارات