حفظ القرآن ليس أمرًا مستحيلًا
من يفشل في حفظ القرآن الكريم مع كثرة الدواعي في نفسه إلى حفظه والتي ليس لها عد ولا حصر بالمناسبة، فليوطن نفسه على استقبال الكثير من الفشل في شتى ميادين الحياة.
ذلك أن حفظ القرآن الكريم ليس أمرا مستحيلا، ولا حتى صعبا، والبواعث في نفس المسلم على حفظه كثيرة وقوية، يكفي أن حافظ القرآن الكريم من أهل الله وخاصته، ولو لم تكن منفعة من وراء حفظه إلا هذه لكان حريا بالعاقل صرف عمره فيه. بل لو لم يعد عليك من وراء حفظه إلا أنك تصلي بالليل في غرفتك والظلام يطوقك بما شئت من أي موضع شئت لكان حريا بك جعل حفظه أولى أولوياتك في الحياة.
فإذا ما اتفقنا على أن البواعث كثيرة، والحفظ ممكن، لا يحتاج إلى أكثر من خطة، ثم السير عليها، فإن الجميع يحفظ، فقط القدرات تتفاوت، هناك من يحفظ كما كبيرا في وقت قليل، ومن يحفظ كما صغيرا في وقت كبير، لكن في النهاية الجميع يحفظ، والجميع قادر على حفظه كاملا ولو كان ابن مئة عام.
أقول: فإذا كانت البواعث قائمة، والخطة متاحة، والسير عليها ممكن، ثم في النهاية يكون الفشل؛ فإن هذا يعني أنك لن تفشل في شرف حفظ القرآن الكريم فقط، ولكنك ستفشل في العديد من الأمور المتعلقة بحياتك، لا أمور دينك فقط. إنك والله إن تفلح في حفظ القرآن الكريم ـ بإخلاص ـ تفلح في دنيتك وآخرتك، وإن تفشل فيه فوطن نفسك على استقبال الفشل في ميادين كثيرة خارج واحة القرآن الكريم، لا فيه وحده.
عادل الجندي.
مختارات