الإيثار والمواساة
المسلم أخو المسلم، يعينه على نوائب الحق ويرشده إلى الخير ويؤثره على نفسه في السراء والضراء، ويبذل له ما يحتاج إليه، ويواسيه في الأزمات والمشكلات، ويحب له ما يحب لنفسه، وتراه في البذل والعطاء سمح النفس صافي القلب، لا يمنُّ ولا يعيِّر، ويقدِّر ويحترم، يبغي وجه الله تعالى وإرضاءه، ويفعل الخير محبة له لا لشيء آخر، وتلك صفات أهل الإيمان والإخلاص، قال الله تعالى في ذلك: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا *إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا* وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾ [الإنسان: 76/8- 12].
وقال الله تعالى مادحاً الأنصار بصفة الإيثار للمهاجرين: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 59/9].
وفي التاريخ الإسلامي أمثلة رائعة من إيثار الأنصار لإخوانهم المهاجرين، فكان الواحد يتنازل عن أحد بساتينه أو إحدى زوجتيه للأنصاري، يختار ما
* * *
•أهم المصادر والمراجع:
- خلق المسلم: د. وهبة الزحيلي.
- التفسير المنير: د. وهبة الزحيلي.
- الجامع لأحكام القرآن: الإمام القرطبي.
- الآداب الإسلامية: محمد خير فاطمة.
- الآداب الشرعية: الإمام محمد بن مفلح
مختارات