نصيحة لمتهاونة بالحجاب
أختي في الله:
استعيني بالله فنعم المعين، ونحن نردد في كل صلاة: " إياك نعبد وإياك نستعين ".
فنعم المعين، ومن استعان به أعانه.
ثم
إنني أنصح هذه الأخت وكل أخت مقصرة في الحجاب بما يلي:
قال تعالى: " قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا "
فهي دعوة من الله لكل مخالف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يقف بنفسه مع نفسه أو مع شخص آخر ليتفكر.
فهل أعملتي عقلك أختي؟
من الذي خلق و رزق؟
إن لله على العباد نعما ً عظيمة، فمن هو ذا الذي يستطيع أن يحصي نعم الله عليه؟
كيف؟، وحياتنا من ابتدائها نعمة من نعم الله.
النَفَس نعمه، وتعاقب الأنفاس نعمه، ودقات القلب نعمة، واستمررها وقت النوم نعمة.
، فكم لله من نعمة ٍ نحن عنها غافلون.
" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم " .
من تأمل في هذا الكون من أوله إلى آخره وجده كله ينطق بنعم الله.
لله في الآفــــــاق آيات ٌ * * * لعل أقلها هو ما إليه هداك َ
ولعل ما في الكون من آيـاته * * * عجبٌ عجاب لو ترى عيناك َ
والكون مشحون ٌٌ بأســرار ٍ* * * إذا حاولت تفسيرا ً لها أعياك َ
فكيف تقابل هذه النعم؟
هل بالعصيان؟
فيا عجبا كيف يعصى الإله * * * أم كيف يجحده الجاحد ُ؟
وفي كل شيء له آيــة ٌ * * * تدل على أنه واحــد ُ
فالواجب شكر نعم المنعم جل وعلا، ولا يكون ذلك إلا بتحقيق العبودية لله.
قال تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".
والعبودية هي: السمع والطاعة لله في كل صغيرة وكبيرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل.
وقال العماد ابن كثير ـ رحمه الله ـ وعبادته هي طاعته بفعل المأمور وترك المحظور.
إنني أوجه ندائي من أعماق قلبي:
قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم "
وقال جل وعلا عن حال المؤمنين:
" وقالوا سمعنا وأطعنا "
وقال عنهم:
" إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون "
فهل تستجيبي أختي لتكوني من المفلحين؟
بل ولتفوزي أيضا ً " ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون " .إنه الفوز العظيم.
ثم ماذا نساوي كل لذات الدنيا؟
لو أن إنسان استمتع بكل ما لذ له في الدنيا ماذا يساوي أمام غمسه واحده في النار؟
آهٍ أختي لو حدث هذا..
هل تعلمي أن غمسة واحدة في النار تنسي نعيم الدنيا، والحديث في سنن ابن ماجة.
ماذا يضرك لو تحجبتي في الدنيا؟
هل سيصفونك بأنك متسترة؟ أو محجبة؟ أم تراهم يسخرون منك؟ هل ستتعبي نوعا ما؟
وبالمقابل لا أستطيع أن أصف لك الراحة النفسية التي تعيشها كل مؤمنة لبت نداء الله واستجابت لله.
وتلك عاجل بشرى المؤمن، وهذا مؤشر بسيط عما ينتظر في الآخرة.
، فغمسة واحدة في الجنة تنسي تعب الدنيا، والحديث في سنن ابن ماجة كما تقدم.
فهل تصغي الآن لكلام الله؟
قال تعالى: " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن "
ثم لتنظري إلى صنيع المؤمنات لما نزلت آية الحجاب:
في سنن أبي داود عن أم سلمة قالت لما نزلت يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من الأكسية.
وفي صحيح البخاري وسنن أبي داود، واللفظ له عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن وقالت لهن معروفا وقالت لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجور أو حجوز شك أبو كامل فشققنهن فاتخذنه خمرا.
هكذا صنعت الصحابيات بعد نزول آية الحجاب، فماذا عساك تصنعين؟
هل تخافين لأنك مقصرة في فروض أخرى؟
وما يدريكي لعل التزامك بالحجاب ـ بل هذا هو الغالب ـ يكون سبب لالتزامك بكثير مما تفرطين فيه قبل الحجاب.
ثم أخيرا ماذا عساه يكون الحال لو ـ لا قدر الله ـ أن حانت لحظة لقاء الله قبل اتخاذك القرار؟
لا إله إلا الله كيف تلقين الله مقصرة في هذا الأمر؟ !
ومن يدري، فالأعمار مقدرة والأجال تمضي سريعا ً.
، فهلا بادرتي الآن.. الآن قبل الدقيقة التالية وأطعتني ربك وخالفتي شيطانك وانتصرتي على نفسك؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل لكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين "
مختارات