القدس في خطر من جديد
ما يزال خطر المتطرفين يحدق بالقدس.. ومازالت التهديدات التي يطلقونها في جميع المناسبات قائمة ومتواصلة... ومازالت محاولات تدنيس المدينة المقدسة مطروحة وبحدة، خاصة وأن الإجراءات التي تم اتخاذها لردع هؤلاء المتطرفين لم تكن كافية لمنعهم بصفة نهائية عن تجديد تهديداتهم المتكررة..
ففي الأيام الأخيرة وبمناسبة ذكرى الانتكاسة عادت تهديدات المجموعات الإسرائيلية المتطرفة باقتحام القدس من جديد، وعادت المخاطر الحقيقية التي تهدد المدينة المقدسة..
هذه المحاولات المتكررة يمكن أن تجرنا إلى الاستنتاجات التالية:
- أن تواصل التهديد باقتحام القدس فيه نوع من الضغط المعنوي الذي يجب أن يتواصل حسب السياسة الإسرائيلية المتبعة وذلك للنيل من المعنويات الفلسطينية والعربية والإسلامية.. وكل هذه المحاولات إنما تؤكد مرة أخرى المزاعم الإسرائيلية حول مدينة القدس والنوايا الإسرائيلية حول هذه المدينة وتاريخها العربي الإسلامي الصريح..
- أن المحاولات المتطرفة والتي تعود كل مرة على السطح لتحقيق مثل تلك الأهداف سابقة الذكر إنما تتضمن مخاطر حقيقية وجدية تتمثل في إمكانية اقتحام الحرم القدسي الشريف وتحقيق المآرب الصهيونية المتطرفة. لذلك لابد من توخي الحذر والحذر الشديد لمنع حصول مثل هذه الأعمال الاستفزازية الخطيرة والتي تؤشر إلى وجود عقلية متطرفة جداً تريد تحقيق أهداف دفينة لا يمكنها إلا أن تزيد في تعميق الصراعات واستفحالها..
- إن هذه التهديدات التي بدأت منذ سنوات والتي تم تكريس البعض منها من خلال تنفيذ أعمال عدائية سابقة تمثلت في محاولة إحراق المسجد الشريف، وفي المحاولات المتكررة لحفر الأنفاق تحت الحرم القدسي وحول التوسعة المروانية والتي تستهدف الأسس والدعائم الأساسية للبناء بهدف نسفه وذلك بعلة البحث عن أشياء وهمية. كما تمثلت أيضاً في الزيارة الاستفزازية التي قام بها رئيس الوزراء أرييل شارون إلى المسجد القدسي والتي أدت إلى اندلاع الانتفاضة الثانية. هذا فضلا عن الاقتحامات المتكررة لمسؤولين وأعضاء كنيست ومستوطنين تحت حماية شرطة الاحتلال).
- أمام هذا الخطر الذي يهدد واحدة من أكثر المدن المقدسة في العالم وأعرقها في التاريخ لابد للمجتمع الدولي أن يتحرك وأن يخرج عن صمته ويعمل على إيقاف هذا التهديد المتواصل والذي لا يخدم في النهاية إلا تغذية عوامل عدم الاستقرار في المنطقة.. وفي مقدمة المجتمع الدولي منظمة الأمم المتحدة من خلال هياكلها المتخصصة وأساساً منها المنظمة العالمية للعلم والتربية والثقافة - اليونسكو التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها بالكامل لتمنع حصول المكروه لأن إصدار البيانات بعد حصول الممنوع لا يجدي نفعاً.. كما أن الدور المنوط بعهدة المنظمات غير الحكومية العالمية لابد أن يتفعّل أكثر حتى يدرك الرأي العام الدولي أن المسألة لا تتعلق بوضع مدينة فقط بل بعمق سياسي وفكري جوهري يهم أكبر مدينة في القيمة التاريخية والسياسية..
كما أن الجانب العربي الإسلامي يجب أن يتحرك بأكثر نجاعة وفاعلية، فمنظمة المؤتمر الإسلامي يجب أن تتحرك أكثر من خلال لجنة القدس، والجامعة العربية أيضاً يجب أن تتحرك من خلال هياكلها المتخصصة وأساساً المنظمة العربية للتربية والعلم والثقافة - أسيسكو - وبتلك الكيفية يمكن المساهمة في تطويق المخاطر التي تحدق بالقدس الشريف.
مختارات