شعبان ورفع الأعمال
بسم الله الرحمن الرحيم
لكل منا صحائف تسجل فيها الأعمال وهي ترفع في كل عام في شهر شعبان.
كما أن هناك رفع أسبوعي ويومي (كما سيأتي).
والسؤال الذي يطرح الآن: كيف تحب أن يرفع عملك؟!
والجواب في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه عندما قال
يا رسولَ اللَّهِ ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟ ! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ.
فقد بين نبينا ﷺ أنه يحب أن يكون صائمًا عندما يرفع عمله.
والناس - غالبًا- يغفلون عن شهر شعبان إلا من رحم الله.
وذلك أن اجتهادهم يكون في شهر رجب المشهور بينهم عرفًا وفي رمضان المشهور شرعًا وهذا جعلهم يغفلون عن الطاعة في شعبان كما مر في الحديث.
وينبغي أن تعلم أن رفع الأعمال لا يقتصر على شهر شعبان وإنما هناك أربع صور لرفع الأعمال:
وهي الرفع اليومي والأسبوعي والسنوي والختامي، وقد بينها
ابن القيم رحمه الله فقال: فإن عمل العام يرفع في شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق، أنه ترفع فيه الأعمال فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم، ويعرض عمل الأسبوع يوم الإثنين والخميس، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار، فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع العام، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله، وطويت صحيفة العمل. "
وفائدة التقسيم السابق لرفع الأعمال أن نجتهد أكثر في هذه الأوقات ونملأها بالطاعات كي يرفع عملنا ونحن في صيام أو ذكر أو استغفار.
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب صومه يومي الإثنين والخميس فقال: ذانِكَ يومانِ تُعرَضُ فيهما الأَعمالُ على ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُعرَضَ عمَلي وأَنا صائمٌ. [صحيح النسائي].
فاجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على صوم شعبان وحسب ؛ بل كان يصوم الإثنين والخميس.
وكذلك كان يرغّب بأذكار الصباح والمساء ويحث على صلاتي العصر والفجر حيث تجتمع الملائكة قبل الصعود بأعمال العباد.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم -وهو أعلم -بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون.[صحيح البخاري]
والآن بعد معرفة أوقات رفع الأعمال فأوصيك القارئ وأوصي نفسي بهذه الكلمات:
• احرص أن تقدم العمل الطيب فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا
• اقرن عملك بالإخلاص فأعمالك بدونه تكون هباء منثورًا و لن تجني منها سوى التعب.
• ليكن لك خبيئة لا تراها الأعين ولا تسمعها الآذان ولا تلتقطها العدسات.
• احذر الشحناء فإنها تمنع قبول الأعمال ففي الحديث:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا رَجُلا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا). [صحيح مسلم]
• داوم على الأعمال الصالحة ولو كانت قليلة ليُكتب لك أجرها ولعل الله يختم لك عليها.
• أكثر من الدعاء أن يتقبل الله منك وأكثر من الاستغفار. قال بكر المزني رحمه الله: «إنَّ أعمال بني آدم ترفع، فإذا رفعت صحيفة فيها استغفار رُفعت بيضاء، وإذا رفعت صحيفة ليس فيها استغفار رفعت سوداء. اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتقبل طاعاتنا. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
مختارات