حظك ليس عاثرا..
تخيل أن يكون عندك سيارتان للنقل جاءت من تعب وتضحيات ومساعدة من أهلك وأنت تتجهز للزواج تحتاج لمبلغ لتكاليف العرس فتشتري للسيارتين معدات وحبال وأشرعة لربط البضائع وتوقع عقود ممتازة للعمل على السيارتين تكفى في تغطية تكاليف زواجك وأنت في قمة حماسك وترقبك وقد أصبح كل شيء جاهزا
وحين تأتي بصحبة من اتفقت بعقود معهم للتجهيز والانطلاق تجد السيارتين التي هما رأس مالك محترقتين عند باب بيتك.
ومشروعك يتقوض وينهار برمته
ينهار أمام عينيك.
ثم تكتشف أن من فعل ذلك إنسان يعز عليك ولا تستطيع مخاصمته ولا مطالبته لحيائك منه وقرابتك له.
والوقت يضغط وهموم العرس والزواج.
ما الهواجس والأفكار التي ستدور في رأسك؟
ماذا ستقول عن حظك العاثر؟ ونصيبك النكد
كم هي الخواطر التي سيأتي بها الشيطان إليك؟
هل سترى أنك كنت تستحق حظا أفضل
هل ستفكر أن الله لا يحبك
وأنك لست عبدا صالحا ولو كنت صالحا لما حصلت هذه الكارثة لك
والأفكار المتناقضة تصطرع في رأسك.
حسنا
هل تعلم أن شيئا يشبه هذه الظروف وقع لشخص أخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم نصا أن الله يحبه.
وأنه من أفضل أربعة من هذه الأمة بعد نبيها
وأنه مر وقت كان فيه أفضل بشر من الأحياء على وجه الأرض
وأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة
وأن الزوجة التي يجهز لها هي سيدة نساء العالمين وابنة أحب خلق الله إليه.
إذا عرفت ذلك فاستقبل أقدار الله بالرضا ولا تقتلك الهواجس،والظنون الرديئة
واسمع هذا الحديث الثابت في الصحيحين البخاري ومسلم
والقصة كما هو معلوم قبل تحريم الخمر
أنَّ عَلِيًّا قالَ: كانَتْ لي شارِفٌ مِن نَصِيبِي مِنَ المَغْنَمِ يَومَ بَدْرٍ، وكانَ النبيُّ ﷺ أَعْطانِي شارِفًا مِنَ الخُمُسِ، فَلَمّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بفاطِمَةَ بنْتِ رَسولِ اللَّهِ ﷺ، واعَدْتُ رَجُلًا صَوّاغًا مِن بَنِي قَيْنُقاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِيَ، فَنَأْتِيَ بإذْخِرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ الصَّوّاغِينَ، وأَسْتَعِينَ به في ولِيمَةِ عُرْسِي، فَبيْنا أَنا أَجْمَعُ لِشارِفَيَّ مَتاعًا مِنَ الأقْتابِ، والغَرائِرِ، والحِبالِ، وشارِفايَ مُناخَتانِ إلى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ، رَجَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ ما جَمَعْتُ، فَإِذا شارِفايَ قَدِ اجْتُبَّ أَسْنِمَتُهُما، وبُقِرَتْ خَواصِرُهُما وأُخِذَ مِن أَكْبادِهِما، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ ذلكَ المَنْظَرَ منهما، فَقُلتُ: مَن فَعَلَ هذا؟ فَقالوا: فَعَلَ حَمْزَةُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ وهو في هذا البَيْتِ في شَرْبٍ مِنَ الأنْصارِ، فانْطَلَقْتُ حتّى أَدْخُلَ على النبيِّ ﷺ وعِنْدَهُ زَيْدُ بنُ حارِثَةَ، فَعَرَفَ النبيُّ ﷺ في وجْهِي الذي لَقِيتُ، فَقالَ النبيُّ ﷺ: ما لَكَ؟، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما رَأَيْتُ كاليَومِ قَطُّ، عَدا حَمْزَةُ على ناقَتَيَّ، فأجَبَّ أَسْنِمَتَهُما، وبَقَرَ خَواصِرَهُما، وها هو ذا في بَيْتٍ معهُ شَرْبٌ، فَدَعا النبيُّ ﷺ برِدائِهِ، فارْتَدى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي واتَّبَعْتُهُ أَنا وزَيْدُ بنُ حارِثَةَ حتّى جاءَ البَيْتَ الذي فيه حَمْزَةُ، فاسْتَأْذَنَ، فأذِنُوا لهمْ، فَإِذا هُمْ شَرْبٌ، فَطَفِقَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ يَلُومُ حَمْزَةَ فِيما فَعَلَ، فَإِذا حَمْزَةُ قدْ ثَمِلَ، مُحْمَرَّةً عَيْناهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إلى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إلى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إلى وجْهِهِ، ثُمَّ قالَ حَمْزَةُ: هلْ أَنْتُمْ إلّا عَبِيدٌ لأبِي؟ فَعَرَفَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ أنَّهُ قدْ ثَمِلَ، فَنَكَصَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ على عَقِبَيْهِ القَهْقَرى، وخَرَجْنا معهُ.
مختارات