غصةٌ قصيرة!
جلس بين يدي مطرقًا، فتحسست وجهه بعيني أنزع عنه غمامة الهم، ففطن إلى أصابع نظرتي، وقال لي:
لا تبالِ..صرتُ يا صاحبي كالخزف الذي وضعوا فيه زهرةً لا تكف عن نثر عطرها وأضوائها العِذاب على كل ذرات الوجود حولها، ثم بدا لهم أن ينزعوها منه؛ لتوضع في بلورة تتلألؤ فيها الأضواء، وتُرِك وحيدًا..
لا يشعرون يا حبيبي بألم الخَزَف، لقد اعتادوا صمته وسكونه المكتوم..لا ينتبهون إلى جرحه حتى يُكسرَ، فيزيلوه؛ ليحل محله طبق البلاستيك الأنيق..يبدو أننا في زمن البلاستيك المصنوع حتى في الذوق والمشاعر!
سامحك الله! جرحني كلامك..هكذا قلت له، فتبسم، وقال: عفوًا حبيبي.. سأصنع لك بعد ذلك كلامًا من البلاستيك لا يجرح ولا يؤذي..!
قمت إليه فاحتضنته..كأني خشيت أن يقع قلبه..هذا الكلام لا يخرج إلا من قلب مكسور..
مختارات
احتفظ بمحتوى الكلم الطيب في جوالك واستمتع بقراءته في أي وقت دون اتصال بالانترنت (تنزيل التطبيق)