الرد المختصر على من قال بكراهية صيام الست من شوال
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
تكلم بعض العلماء في هذا الحديث؛ لأنه من رواية سعد بن سعيد الأنصاري وقد ضعفه الإمام أحمد، والنسائي
لكن …
1-توبع، فدل على أنه لم يخطئ في هذا الحديث وكذا روى مسلم حديثه هذا.
2- تابعه صفوان بن سليم وهو ثقة أخرج له الجماعة
3-ثم سعد بن سعيد، قد وثقه جماعة
4-الجرح المذكور فيه ليس بغليظ العبارة؛ كقولهن: متروك، وكذاب، أو نحوهما. بل الظاهر أن من تكلم فيه فهو لسوء حفظه، كما صرح به الحافظ الترمذي، وكما نبه عليه ابن حبان.
والقول باستحباب صيامها، هو قول الجمهور من أهل العلم، ومنهم: الأئمة الثلاثة أبو حنيفة، والشافعي، وأحمد
وذهب الإمام مالك إلى كراهة صيامها
لأنه لم ير أحداً من أهل العلم والفقه يصومها، ولئلا يلحق برمضان ما ليس منه.
وقد اعتذر ابن عبد البر وهو محقق مذهبه وشارح موطئه عن الإمام مالك
1- بأنه لم يبلغه حديث أبي أيوب مع أنه حديث مدني
2- وأنه إنما كره صيامها خشية أن يضاف إلى رمضان ما ليس منه، أما من صامها لطلب الفضل فإن مالكاً لا يكره ذلك إن شاء الله.
3- ولا ريب أن ما خشيه الإمام مالك لا يقع؛ فإن الإضافة إلى رمضان إنما تكون لو أنه لم يفصل بينها وبين رمضان بشيء، أما إذا كان الفصل يقع بيوم الفطر؛ فإنه لا يتوهم ذلك.
مختارات