شحن القوة الإيمانية
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا.
أما بعد
أحبتي في الله...
اليوم سنشحن بالذكر لأنه مورد الطاقة الإيمانية، وتعالوا لهذه الكلمات الماتعة للعلامة ابن القيم فإنها تفي بالغرض تمامًا.
يقول ابن القيم: " إنَّ الذكر يعطي الذاكر قوة حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامه وكتابه أمرا عجيبا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وعليا رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذوا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين، ويحمدا ثلاثا وثلاثين، ويكبرا أربعا وثلاثين، لما سألته الخادم، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن، والسعي والخدمة فعلمها ذلك وقال: إنه خير لكما من خادم، فقيل: أن من داوم على ذلك وجد قوة في يومه مغنيه عن خادم "
فهذه واحدة: (1) تقو بأذكار النوم من الآن لاسيما هذا الذكر الموصى به من قبل سيد البرية صلى الله عليه وسلم.
قال ابن القيم: " وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يذكر أثرا في هذا الباب ويقول: إنَّ الملائكة لما أمروا بحمل العرش قالوا: يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله فلما قالوا حملوه "
وهذه الثانية: (2) الهج كثيرا ب (لا حول ولا قوة إلا بالله ) حتى تتقوى على أعمال الإيمان.
يقول ابن القيم: " وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معالجة الأشغال الصعبة، وتحمل المشاق، والدخول على الملوك ومن يخاف، وركوب الأهوال، ولها أيضا تأثير في دفع الفقر "
قال: " وكان حبيب بن سلمة يستحب إذا لقي عدوا أو ناهض حصنا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وإنه ناهض يوما حصنا للروم فانهزم فقالها المسلمون وكبروا فانهدم الحصن " [الفوائد: ص106]
فالشحن اليوم بهذين الذكرين بجانب الأعمال الإيمانية الثابتة ( الصيام، القيام، القرآن، الصدقة، الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتهليل).
ولله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العرش العظيم.
مختارات