النسمة التاسعة - الزائر الأخير - (6)
2. القلب: ذكر الموت بالقلب يكون بأن يتأمل الإنسان حاله بعد موته وإلام المصير؟!.
الأعين التي التذت بالحرام سالت على وجنات، والأقدام التي سعت في الباطل دفنتها الرمال، والأيدي التي بطشت وسرقت قطعت من مفاصلها، والوجوه الناضرة والشعور الساحرة والقوام الأهيف كل هذه غزاها الدود وعلاها.
يمتلئ القلب بهذه المعاني فيقصر أمله ويستشعر قرب الرحيل ولا يعود يحدث نفسه إلا بزاده وما يجب عليه فعله.
يا أخي.. أفق من رقادك، وأحضر قلبك معك من بيتك، واعلم أنه لا نوم أثقل من الغفلة، ولا أرق أملك منالشهوة، ولا مصيبة كموت القلب، ولا نذير أبلغ من الشيب.
يا أخي.. مم خلق قلبك؟! من صخرة أم فولاذ؟! أتدعي العجز عن الطاعة وفي المعاصي أستاذ؟!.
أنفع يوم: قالوا لعون بن عبد الله: ما أنفع أيام المؤمن له؟ قال: يوم يلقى ربه فيعلم أنه راض. قالوا: إنما أردنا من أيام الدنيا. قال: إن من أنفع أيامه له في الدنيا ما ظن أنه لا يدرك آخره.
وهكذا كان أبو زرعة الشامي، بل وأكثر من ذلك، قال يوما لصاحبه إبراهيم بن نشيط: لأقولن لك قولا ما قلته لأحد سواك ما خرجت من المسجد منذ عشرين سنة فحدثت نفسي أن أرجع إليه.
مختارات