أنماط: (27) نمط الأولتراس
ومن الأنماط الحديثة نمط الأخ الأولتراس..
ولستُ أعني هنا الأولتراس الحقيقي أو أن يكون الأخ عضوًا في رابطة مشجعين لنادي كروي مُعيِّن؛ ولكن الأخ المقصود يفعل كل ما يفعل الأولتراس تجاه من يحب أو يتبع..!
وهذا النمط يكون عادةً شخصية انبهارية (مأفورة) فتجده إذا أعجب بشيء غالى فيه جدًا وانبهر به كأشد ما يكون الانبهار، واعتبره أهم ما في حياته! وإذا ما حدث خلاف أو مشكلة بين أحد من الناس وبين من ينبهر به -أو بهم- تجده يتحول إلى وحش مفترس ويحول ذلك الخلاف إلى عداوة تاريخية عظيمة رغم أن أصل الخلاف والمختلفين ربما لا يكون لهذه الدرجة بل ربما تظل أواصر الود بين رؤوس الخلاف أنفسهم..
لكن بالنسبة لأخينا ده ما فيش وسط..!
الحياة بالنسبة له مباراة ساخنة وعليه أن يبذل أقصى ما يستطيع في التشجيع حتى يبح صوته أو تكِل أنامله في الدفاع عمَّن ينبهر به بشكلٍ مُطلق - بالتوازي مع هجومه الكاسح على الأعداء من أبناء وأولتراس الفريق الآخر..
وكثير من الخلافات يزداد تعمقها وتعقيدها بسبب هذا النمط من الأولتراس المشجعين الذين لا يدخرون وسعًا ولا يألون جهدًا في تسخين المباراة، وربما ينضم إليهم نمطٌ آخر وهو نمط الأخ الثقة الذي يذهب إلى رؤوس الخلاف فيتطوَّع بالمزيد من التسخين وإشعال الموقف! وربما تأخذ أحد الرؤوس أو كلاهما العِزَّة بالإثم فيبغي على الآخر مما يؤدي إلى جلب مزيد من المشجعين ويتعالى صياح المُهلِّلين والمهاجمين لتضيع بين آهات التشجيع أصوات المصلحين والعاقلين..
هنا يسيطر هذا النمط الصاخب على المشهد ويصبح الإصلاح في غاية الصعوبة في خضم ضوضاء الهتاف والتشجيع والتشجيع المضاد.. والسبب تلك الثقافة وشيوع ذلك النمط في كل محك..
نمط الأولتراس الفكري أو الديني أو السياسي..
وهذا النمط ينبغي أن يفهم خصوصًا عن طريق من يُهلِّلون له أن الحياة ليست هكذا..
وأنه ينبغي أن تتحمَّس في كل محكاتها لهذه الدرجة.. ولا ينبغي أن يقبل أصحاب الرأي والمتبوعين أن يتحوَّل مُحِبوهم إلى مجرد متعصبين يشجعونهم على طول الخط وينهشون خصومهم ومخالفيهم بهذا الشكل..
ينبغي أن يفهم أن الحياة ليست مباراة كرة قدم!
مختارات