ولعلك تعرف شيئًا من حلم
وكثير من الناس بدلًا من أن يتعاملوا مع حلم الله على أنه فرصة؛ تجدهم على النقيض يغترون به ويظنون أنهم قد مرُّوا فلا مانع من مزيد غيٍ وامتداد في ظلم النفس والغير، وما ذلك إلا من قلة معرفتهم بالله جلَّ وعلا وبمعاني حِلمه ومقاصد إمهاله وحكمة إملائه..
تعامل مع كل دقيقة بل كل لحظة يمهلك فيها على ما كان منك على أنها فرصة جديدة.. أعطاك الحليم جلَّ وعلا إِيَّاها لا لتغتر بها ولكن.. لتغتنمها..
وتعود..
ولعلك تعرف شيئًا من حِلمه إذا تأمَّلت نداءه للمؤمنين وما سَمَّاه سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما استبطاءً لهم..
إذا تأمَّلت قوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد من الآية:16].
معاتبة ربانية عجيبة..
ملك الملوك الذي يقول للشيء كن فيكون يقول: {أَلَمْ يَأْنِ}..
العزيز الجبار القهار يسأل عباده قائلًا: {أَلَمْ يَأْنِ}..
كان من الممكن أن يصدر الأمر بالعقوبة والمسألة تنتهي..
كان من الممكن أن يعجل الله عقاب كل ذنب حال مقارفته..
كان من الممكن ألا يمهلك حتى تتبع النظرة بأخرى وأن يعاجلك قبل أن تلتقط نفسك أثناء معصيتك..
لكنه لم يفعل..
وقالها..
قال: {أَلَمْ يَأْنِ}..
لأنه الحليم جلَّ شأنه وتبارك اسمه..
مختارات