لمن الملك ؟
يقول الله تعالى:{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب}[آل عمران:26] إنها الحقيقة الكبرى التي تؤكد أن أحدا لا يملك شيئا على الحقيقة إلا الله وكل ملك دون ملك الله ناقص بل لا يسمى ملكا على الحقيقة بل هو يملكها تمليك العارية التي يستردها صاحبها متى يشاء، فمن ملكه الله شيئا وجب أن يتصرف فيه على مراد الله وإلا حق للمالك استرداد ملكه في الوقت الذي يريد ولهذا جرت سنة الله تعالى في الأرض على نزع ملكه ممن لم يحسن التصرف فيه {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}[القصص:58] ومن تأمل قوله تعالى:{وتنزع الملك ممن تشاء} بانت له لطيفة وهي تعبيره عن سلب ملكه منهم بالنزع إذ فيه إشارة إلى تمسكهم بالملك وحرصهم عليه ولذا تجدهم يتحصنون بكل شيء يتحصن به ويمتنعون بكل ما من شأنه أن يمنعهم من الله ويظنون:{أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ}[الحشر:2] ولكن من ذا يستطيع أن يقف في وجه القدرة الإلهية:{فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}[الحشر:2] إن الله هو المالك الحق لكل مملوك في الأرض وفي السماء، ولازالت الأحداث والوقائع تثبت لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أنه لأحد يملك شيئا على التحقيق إلا الله وما أحداث مصر وتونس منكم ببعيد!
لتجري سنة الله في خلقه وتتأكد الحقائق فلا يبقى إلا معاند أو جاحد، ويزداد اللذين آمنوا إيمانا:{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}[الإسراء:111]
مختارات