صفة لونه (صلى الله عليه وسلم)
عن ربيعة بن عبد الرحمن قال: (سمعت أنس بن مالك يصف النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بأبيض أمهق ولا آدم، ليس بجعد قطط ولا سبط رجل، أُنزل عليه وهو ابن أربعين، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه، وبالمدينة عشر سنين، وقُبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء)، قال ربيعة (أحد رواة الحديث): فرأيت شعراً من شعره، فإذا هو أحمر، فسألت، فقيل: أحمر من الطيب. - البخاري – كتاب المناقب – باب صفة النبي – (6/652) برقم (3547).
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق وليس بالآدم، وليس بالجعد القطط، ولا بالسّبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء). -البخاري – كتاب المناقب – باب صفة النبي – (6/652) برقم (3548).
وكان (صلى الله عليه وسلم) أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، دلَّ على ذلك ما رواه أنس - رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أزهر اللون- أبيض مستدير-، كأنَّ عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة - نوع نفيس من الحرير- ولا حريرة ألين من كف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)صحيح مسلم-كتاب الفضائل-باب طيب رائحة النبي ولين مسه والتبرك بمسحه (4/1815) برقم (2330).
وعن أبي الطفيل: قال: (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما على وجه الأرض رجل رآه غيري، قال فقلت له: فكيف رأيته قال: كان أبيض مليحاً مقصداً. وفي رواية (كان أبيض مليح الوجه) رواه مسلم-كتاب الفضائل-باب كان النبي أبيض مليح الوجه – (4/1820) برقم (2340).
وعن أبي الطفيل قال: (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان أبيض مليحاً، إذا مشى كأنما يهوي في صبوب).(1) صحيح سنن أبي داود-كتاب الأدب-باب هدي الرجل (3/921) رقم (4071).
وعن سليم بن جبير مولى أبي هريرة، أنه سمع أبا هريرة-رضي الله عنه- يقول: (ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان كأن الشمس تجري في جبهته، وما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأن الأرض تُطْوى له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث). رواه الإمام أحمد-(2/461).
صفــة وجهــه:
كان - عليه الصلاة والسلام - أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة، وهو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان (صلى الله عليه وسلم) إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنَّ وجهه قطعةُ قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خَلقاً).
فعن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن غزوة تبوك قال: (فلما سلّمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه) البخاري –كتاب المناقب – باب صفة النبي – (6/653) برقم (3556).
وكان وجهه (صلى الله عليه وسلم) مستديراً كالقمر والشمس، فقد سُئل البراء أكان وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل السيف؟ قال: (لا بل مثل القمر) البخاري –كتاب المناقب – باب صفة النبي – (6/ 653) برقم (3552).
وفي مسلم (كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً)، مسلم- كتاب الفضائل-باب شيبه – (4/1823) برقم (2344).
وعن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضخم الرأس عظيم العينين أهدب(2) الأشفار، مشرب العينين بحمرة، كث اللحية، أزهر اللون شثن(3) الكفين والقدمين، إذا مشى كأنما يمشي في صُعُد(4)وإذا التفت التفت جميعاً. مسند أحمد (1/89).
وعن علي قال: (كان رسول الله ليس بالقصير ولا بالطويل، ضخم الرأس واللحية شثن الكفين والقدمين والكراديس مشربا وجهه حمرة، طويل المسربة، إذا مشى تكفَّأ كأنما يقلع من صخر، لم أرى قبله ولا بعده مثله).رواه الإمام أحمد –(1/156).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبيض، كأنما صيغ من فضةٍ، رجل الشعر).رواه الترمذي وصححه الألباني في " مختصر الشمائل " ص (27).
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال: (عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى -عليه السلام- ضرب من الرجال، كأنه من رجال شَنوءة (بفتح الشين قبيلة من اليمن ورجال هذه القبلية متوسطون بين الخفة والسمن) ورأيت عيسى ابن مريم -عليه السلام- فإذا أقرب من رأيت منه شبهاً عروة بن مسعود، ورأيت إبراهيم (عليه السلام) فإذا أقرب من رأيت به شبهاً صاحبكم، (يعني نفسه)، ورأيت جبريل -عليه السلام- فإذا أقرب من رأيت به شبهاً دحية). الترمذي في المناقب برقم (3651). وصححه الألباني في " مختصر الشمائل " ص(28).
صفة جبينه:
الجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين.وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم.
فعن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة-رضي الله عنه- يصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: (كان مفاض الجبين أهدب الأشفار) سنن البيهقي (1/214).
وكان - صلى الله عليه وسلم – (واسع الجبين) أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً) سنن البيهقي (1/214). وخلاصة السيرة ص 19-20.
وسئل أبو هريرة عن صفة النبي(صلى الله عليه وسلم) فقال: (كان أحسن الناس صفة وأجملها كان ربعة إلى الطول ما هو بعيد ما بين المنكبين أسيل الجبين) سنن البيهقي (1/275).
وقد كان جبينه عليه الصلاة والسلام يتفصد عرقاً عندما يتنزل عليه الوحي فقد قالت عائشة –رضي الله عنها:ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا " البخاري، الفتح، كتاب بدء الوحي، باب بدء الوحي، رقم(2).
وعند النسائي من حديث أبي سيعد الخدري-رضي الله عنه- أنه قال رأت عيناي رسول الله(صلى الله عليه وسلم)على جبينه وأنفه أثر الماء والطين من صبح ليلة إحدى وعشرين ".سنن النسائي، كتاب التطبيق، باب السجود على الجبين، رقم (1095)
صفة حاجبيه:
حاجباه قويان مقوَّسان، متّصلان اتصالاً خفيفاً، لا يُرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.
وفي خلاصة السيرة ص(19-20): " أزج الحواجب في غير قرن بينهما "
صفة عينيه:
كان -عليه الصلاة والسلام- مشرب العينين بحمرةمسند أحمد، (1/110). وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته (صلى الله عليه وسلم) التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة (أي رموش العينين)، ناصعتي البياض وكان -عليه الصلاة والسلام- أشكل العينين، قال القسطلاني في المواهب: الشُكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود.
وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته – صلى الله عليه وسلم-، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه. راجع:شرح المواهب
وعن جابر بن سمرة قال: (...وكنت إذا نظرت إليه قُلت أكحل العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي-كتاب المناقب عن رسول الله –باب صفة النبي (5/562) برقم (3645).
ووصفه الصحابي الجليل جابر بن سمرة -رضي الله عنه- فقال: (كان رسول (صلى الله عليه وسلم) ضَلِيعَ - واسع - الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ - حمرة في بياض العينين - مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْن- قليل لحم العقب-) رواه مسلم-كتاب الفضائل-باب صفة فم النبي وعينيه وعقبيه (4/1820) برقم (2339).
وفي حديث أم مبعد وهي تصفه لزوجها،: " وفي عيينه دعج " (5)
وقال على بن أبي طالب وهو يصفه (صلى الله عليه وسلم): " أدعج العينين " راجع: ابن هشام (1/401-402).
صفة أنفه:
يحسبه من لم يتأمله أشم ولم يكن أشم وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته (الأرنبة: هي ما لان من الأنف).
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-قال: (اعتكفنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العشر الأواسط، فلما كان صبيحة عشرين، نقلنا متاعنا، فأتانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه، فإني رأيت هذه الليلة، ورأيتني أسجد في ماء وطين). فلما رجع إلى معتكفه وهاجت السماءفمطرنا، فوالذي بعثه بالحق، لقد هاجت السماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد عريشاً، فلقد رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين. صحيح البخاري-كتاب الاعتكاف-باب من خرج من اعتكافه عند الصبح (4/332) برقم (2040).
صفة خـدّيه:
كان (صلى الله عليه وسلم) صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يُسَلِّمُ عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده) أخرجه ابن ماجه-كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها-باب التسليم، وصححه الألباني صحيح ابن ماجه (755).
1 - الصبوب: قال في النهاية 2/ 269: يروى بالفتح والضم. فالفتح اسم لما يصب على الإنسان من ماء وغيره كالطهور، وبالضم: جمع صبب والصيب:الموضع المنحدر.
2 - الأهدب: الكثير الهدب، وهو شعر أشفار العين.
3 - الشثن: الغليظ.
4 - الصعد. المواضع المرتفعة.
5 - راجع: زاد المعاد:2/54.
مختارات