ذكر سيفه - صلى الله عليه وسلم-
المبحث الرابع: ذكر سيفه - صلى الله عليه وسلم-:
كان له تسعة سيوف، منها: ذو الفقار، والقلعى، والبتار، والحتف، والمخدم، والرسوب، والقضيب، وهو أول سيف تقلد به -عليه الصلاة والسلام-.
وكان له سيف آخر تركه له والده. راجع: غاية السؤل في سيرة الرسول (58).
وقال في سبل الهدى والرشاد وله من السيوف إحدى عشر سيفاً:
الأول: المأثور – وهو أول سيف ملكه، ورثه من أبيه، وقدم به المدينة، وهو الذي يقال: إنه من عمل الجنّ.
وروى ابن سعد عن عبد المجيد بن سهْل قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة في الهجرة بسيف كان لأبي (قُثَم) مأثور يعني أباه.
الثاني: ذو الفقار، كان وسطها مثل الفقرات غنمه يوم بدر، وكانت للقاضي ابن حُنبَّه السهمي- وكان لا يكاد يفارقه في حروبه، وكان قائمته، وقبضته، وذؤابته، وبكراتُه، ونُصله، من فضة.
الثالث والرابع والخامس: أصابهم من سلاح بني قينقاع.
روى ابن سعد عن مروان بن أبي سعيد بن المعلّى قال: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: قلعَّية: وسيف يدعى البتار، والبتار القاطع، وسيف يدعى الحتف، روى ابن سعد عن مجاهد وزياد بن أبي مَرْيم قالا: كان سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحتف له قَرْن.
السادس والسابع: أصابهم من صنم لطيء.
روى ابن سعد عن مروان بن أبي سعيد المعلى قال: كان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيف يدعى المخِدم، وسيف يدعى رسوباً أصابهما من الفلس(صنم لطيء).
الثامن: العضب: أرسل إليه به سعد بن عبادة - رضي الله عنه - عند توجهه إلى بدر.
التاسع: القضيب: أصابه من سلاح بني قينقاع.
العاشر: الصَّمصامة: كانت لعمرو بن مَعْدي كرب الزبيدي، فوهبها خالد بن سعد بن العاص بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي استعمله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مشهورة عند العرب.
الحادي عشر: اللُحيف وقد نظم بعض ذلك الحافظ أبو الفتح من قصيدة في ديوانه فقال:
راجع/ سبل الهدى والرشاد (7/363-364).
وعن ابن عباس - رضي الله عنه -: ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -تنفل سيفه ذا الفقار يوم بدرٍ، وهو الذي رأى فيه الرُّؤيا يوم أحدٍ) سنن الترمذي –(4/ 110) رقم(1561) كتاب السير عن رسول الله – باب في النفل.
وعن أنس - رضى الله عنه – قال: (كانت قبعة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فضةً). الجامع الصحيح للترمذي (4/ 173) كتاب الجهاد – باب ما جاء في السيوف.
وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-: أن سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان حنفياً (نسبة إلى بني حنيفة قبيلة مسيلمة وكانوا معروفين بصناعة السيوف).رواه الترمذي (4/ 172) رقم (1691) – كتاب الجهاد – باب ما جاء في السيوف وحليتها).
قوسه ونبله - صلى الله عليه وسلم -:
عن ابن عباس- رضي الله عنه-قال: (كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يخطبهم يوم الجمعة في السفر، متوكئاً على قوس قائماً). صحيح سنن أبي داود(1/ 204) رقم (971)- كتاب الصلاة-باب الرجل يخطب على قوس.
قال أبو هريرة-رضي الله عنه-: (أقبل رَسولُ الله-صلى الله عليه وسلم-إلى الحجر فاستلمه ثم طافَ بالبيت. قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت، وفي يد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قوسُ، وهو آخذٌ بسية القوس، فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه، ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل}.سورة الإسراء، من الآية 81. صحيح مسلم (3/ 1405) رقم (1780)- كتاب الجهاد- باب فتح مكة).
وعن سعيد بن المسيب قال: سمعت سعد بن أبي وقاص - رضى الله عنه - قال: نثل لي النبي - صلى الله عليه وسلم - كنانته يوم أحد، فقال: (ارم فِداك أبي وأمي)البخاري- الفتح (7/ 415) رقم (4055) – كتاب المغازي- باب إذا همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما.
قال ابن أبي سبرة عن مروان بن أبي سعيد قال: (كانت للنبي-صلى الله عليه وسلم-قوس تُدعَى الكتوم من نبع كُسرت يوم أُحُد، أخذها قتادة بن النعمان).تركة النبي-صلى الله عليه وسلم- ص(103).
قال صاحب عيون الأثر: وكان له من القسيّ خمس: 1. الروحاء. 2. الصفراء: من نبع، 3-البيضاء من شوحط، أصابهما من بني قينقاع. 4-الزوراء. 5-الكتوم؛ لانخفاض صوتهما إذا رمى عنها.
وكانت له جعبة: وهي الكنانة، يجمع فيها نبله، ومنطلقه: من أديم مبشور، ثلاث حِلَقها وأبزيمها وطرفها فضة. راجع: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير (2/416).
قال صاحب سبل الهدى والرشاد قسيه ست ذكر منها ما ذكره صاحب عيون الأثر الخمسة والسادس هو/ السَّداس: ذكرها جماعة وأسقطها غيرهم من السيوف.
وروى ابن ماجه عن علي-رضي الله تعالى عنه-قال: (كان بيد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قوس عربية، فرأى رجلاً بيده قوس فارسيه، فقال: (ما هذه القناة؟ عليكم بهذه وأشباهها، ورماح القنا فإنما يؤيد الله بكم الدين، ويمكن لكم في البلاد). سنن ابن ماجه، وضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه (229) رقم(562- 286) كتاب الجهاد – باب السلاح.
وروى ابن أبي شيبة عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (كنا مع رسول الله في غزوة فأصابتنا حاجة شديدة وأصبنا غنماً فانتهبنا قبل أن نقسم وإن قدُورنا لتغلي، فأتانا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يمشي على قوسه نحونا، فكفأها بقوسه، وقال: (ليست النهبة بأحل من الميتة). سنن أبي داود-كتاب الجهاد – باب النهي عن النهبى إذا كان في الطعام قلة في أرض.
مختارات