اسم الله المتين 1
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
من أسماء الله الحسنى : (المتين) :
أيها الأخوة الأكارم ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم " المتين " .
ورود اسم المتين في القرآن الكريم والسنة الشريفة :
الله جلّ جلاله سمى ذاته العلية بالـ" المتين " وقد ورد هذا الاسم في آية واحدة في القرآن الكريم ، ورد معرفاً بأل في قوله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " [الذاريات:58] .
وقد ورد هذا الاسم أيضاً في السنة من حديث عبد الله بن مسعود حينما قال : " أقْرَأَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إنِّي أنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " [أخرجه أبو داود والترمذي] .تعريف المتين في اللغة :
أيها الأخوة " المتين " في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل ، للموصوف بالمتانة و " المتين " هو الشيء الثابت في قوته ، أحياناً يوجد قوة طارئة تزول ، أما القوة الثابتة الأبدية تعني المتانة ، الشيء الثابت في قوته ، الشديد في عزمه وتماسكه ، والواسع في كماله وعظمته ، ومتن ، يمتن ، متانة ، أي قوي مع صلابة واشتداد .
ويلحق بمعنى " المتين " معنى الثبات ، والامتداد ، ويكون " المتين " بمعنى الواسع .
الآن المتن من كل شيء ما صلب ظهره ، والجمع مُتون ، تقول متن الحديث وأصل المادة في اللغة يدل على صلابة الشيء مع امتداد وطول ، والمتن المنطقة الصلبة من الأرض ، والمرتفعة ، أرض متينة أي صلبة ومرتفعة .
و " المتين " الشيء الممتد الطويل مع الإحكام ، ومع القوة ، و " المتين " على وزن فعيل .
الله عز وجل لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماوات :
أيها الأخوة ، الآن إذا قلنا الله جلّ جلاله هو " المتين " هو كامل القوة ، هناك إنسان قوي لكن قوته ليست كاملة ، أما جلّ جلاله : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " [الأعراف:180] الكامل القوة ، الذي بلغت قدرته أقصى الغايات ، ولا يعجزه شيء لا في الأرض ولا في السماوات ، قوة ثابتة ، قوة مستمرة ، قوة ممتدة ، في أي مكان ، في أي زمان ، في أي عصر .
والله هو " المتين " البالغ الشدة ، فالله شديد القوة والقدرة ، والله متم قدرته ، وبالغ أمره .أيها الأخوة ، أنت حينما تكون مع " المتين " تشعر بالقوة ، تشعر أن أحداً لن ينال منك ، تشعر أنك في حفظ الله ، تشعر أنك في رعاية الله ، تشعر أنك في عين الله .
من كان مع المتين رفع الله له ذكره وشعر أنه في رعاية الله عز وجل :
بالمناسبة أيها الأخوة ، في قوله تعالى : " فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا " [الطور:48] يجب أن نعلم علم اليقين أن أية آية وجهت للنبي عليه الصلاة والسلام لكل مؤمن منها نصيب ، بقدر إيمانه ، واستقامته ، وإخلاصه ، فإذا خاطب الله النبي عليه الصلاة والسلام ، وقال له : " فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا " أي برعايتنا ، بحفظنا ، بتأييدنا ، بتوفيقنا ، فيا أيها المؤمن لك من هذه الآية نصيب ، حتى إذا قال الله عز وجل : " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " [الشرح:4] .
وأنت أيها المؤمن حينما تخطب ود الله عز وجل يرفع الله لك ذكرك ، أية آية تقرؤها في القرآن الكريم وهي موجهة إلى النبي عليه أتم الصلاة والتسليم لك منها نصيب ، بقدر إيمانك ، وبقدر استقامتك ، وبقدر إخلاصك .شروح اسم المتين :
الله هو " المتين " الكامل القوة ، الذي بلغت قدرته أقصى الغايات ، ولا يعجزه شيء لا في الأرض ، ولا في السماوات .
والله هو " المتين " البالغ الشدة ، والله شديد القوة ، والقدرة ، والله متم قدرته وبالغ أمره .
والله هو " المتين " المتناهي في المتانة ، يؤثر في الأشياء ، ولا تؤثر به .
والله هو " المتين " هو القوي في ذاته ، الشديد الواسع ، الكبير المحيط ، فلا تنقطع قوته ولا تتأثر قدرته .
والله هو " المتين " هو القوي الشديد ، المتناهي في القوة والقدرة ، الذي لا تتناقص قدرته .
أنت لاحظ إنسان بالستين غير الأربعين ، بالأربعين غير بالثلاثين ، كلما تقدمت به السن تناقصت قدرته .
أيها الأخوة ، والله هو " المتين " الذي لا يلحقه في أفعاله مشقة ، أنت قوي لكن هناك حدود لقوتك ، بعد جري 30 كم تصاب بالإعياء ، إذا قلنا الله " المتين " يعني قدرته بالغة الشدة ، لا نهاية لها .
والله هو " المتين " الذي لا يلحقه في أفعاله مشقة ، ولا كلفة ، ولا تعب .
والله هو " المتين " أي بالغ القدرة وتامها ، وهو شديد القوة " المتين " .
هذه الشروح لاسم " المتين " إذاً شرحنا اسم الله الذي سمى ذاته العلية " إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " ردّ الله سبحانه وتعالى على كيد الظالم بتدبير حكيم يحمي به المؤمنين : أيها الأخوة ، الآن في موضوع جديد متعلق بالـ" المتين " حينما قال الله عز وجل : " إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " [الأعراف:183] .
أولاً ما كل اسم فاعل يمكن أن يكون اسماً لله عز وجل إذا اشتق من فعله " إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً " [الطارق:15-16] .
لا يجوز أن تقول إن الله كائد ، قال علماء البلاغة : هذا يسمى المشاكلة يعني أعداء الله عز وجل قد يكونون أقوياء ، ويخططون ويمكرون ويكيدون والله سبحانه وتعالى يرد على كيدهم الظالم بتدبير حكيم يحمي به المؤمنين ، هذا التدبير الحكيم الذي يحمي به المؤمنين يسمى كيداً" إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا" [الطارق:15-16] سماه الله كيداً تسمية مشاكلة .
بعض علماء البلاغة يأتي بشاهد على المشاكلة سألوه : أنطبخ لك طعاماً ؟ قال اطبخوا لي جبة وقميصاً ، فجعل الجبة والقميص تُطبخان كما يطبخ الطعام من باب المشاكلة .
الله عز وجل يدافع عن المؤمنين فمن كان مع الله كان الله معه :
قضية المشاكلة " إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً " يتآمرون ، يخططون ، يوقعون الشر بالناس ، لكن الله سبحانه وتعالى ولي المؤمنين .
" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ " [البقرة:257] فإذا تابع أعداء الله كيداً ظالماً لئيماً ، فالله عز وجل يدبر تدبيراً حكيماً عادلاً رحيماً يحمي به المؤمنين ، من باب المشاكلة سمى الله جل جلاله تدبيره الحكيم الذي يحمي به المؤمنين سماه كيداً من باب المشاكلة فهذا معنى قوله تعالى:"إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا(15) أَكِيدُ كَيْدًا " يستنبط من هذا الآية الكريمة التي تؤكد أن الله يدافع عن الذين آمنوا والآية واضحة ، وقطعية الدلالة : " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا " [الحج:38] فإذا كنت مع الله كان الله معك .
كن مع الله ترى الله معك واتـرك الكل وحاذر طمعك
و إذا أعطـاك من يمنعــه ثم من يعطـي إذا ما منعك
* * *
الله عز وجل مع المؤمنين بالتأييد والتوفيق والنصر : أيها الأخوة الكرام ، قال العلماء : الله مع كل مخلوق ، سمى العلماء هذه المعية : معية عامة .
" وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ " [الحديد:4] معكم بعلمه ، لكن هناك معية خاصة ، إذا قال الله عز وجل : " وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ " [الأنفال:19] .
" أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " [البقرة:194] .
" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " [البقرة:153] .
قال : هذه معية خاصة ، ما تعني المعية الخاصة ؟ المعية الخاصة تعني الحب ، والتأييد ، والتوفيق ، والنصر ، لهذا أنا أقول دائماً : إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك ، ويا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ ." ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء " [مختصر تفسير ابن كثير] .
الله جلّ جلاله سمى تدبيره الحكيم الذي يحمي به المؤمنين كيداً من باب المشاكلة :
الحقيقة أحياناً الإنسان تأتيه بعض الشدائد ، وقد قال بعض العلماء :
كن عن همومك معرضا وكِل الأمور إلى القضــا
وأبشــر بخيـــر عاجــل تنسى به ما قـد مضــى
فلــرب أمر مسـخط لك فـــي عواقبــه رضـــى
* * *
ولـربما ضاق المضيق ولربما اتسع الفضـــا
الله يفـــعل ما يشـــاء فــلا تكــن معترضـــــا
الله عودك الجميل فقس علــى مــا قــد مضـــى
* * *
أنطبخ لك طعاماً ؟ قال : اطبخوا لي جبة وقميصاً ، الجبة والقميص لا تطبخان لكن تخاطان فسمى هذا الإنسان خياطة الجب والقميص طبخاً ، مشاكلة لكلمة نطبخ لك طعاماً ؟ قال : اطبخوا لي جبة وقميصاً .
الإنسان مهما كان قوياً لن يستطيع أن يتفلت من قبضة الله تعالى :
أيها الأخوة ، لكن ما معنى " المتين " " إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " المعنى أن الإنسان في قبضة الله ، ولم يستطع أحد أن يتفلت من قبضة الله .
" وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ " [الأنفال:59] إنسان مهما كان قوياً ، مهما توهم أنه قوي ، لا يستطيع أن يتفلت من قبضة الله .
أيها الأخوة الكرام ، كما تعلمون بالفيزياء الشيء الذي يقاوم قوى الشد يوصف بالمتانة والشيء الذي يقاوم قوى الضغط يوصف بالقساوة ، أقسى عنصر في الأرض الألماس ، يأتي بعده بناء الأسنان ، فمقاومة قوى الضغط توصف بالقساوة لكن مقاومة قوى الشد توصف بالمتانة،أمتن عنصر في الأرض الفولاذ المضفور، التل فريك،والمصاعد ، والجسور المعلقة تصنع من الفولاذ المضفور،لكن كلمة " إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " يعني أنت مربوط بحبل من الفولاذ المضفور ،مهما كنت قوياً لا تستطيع أن تتفلت من قبضة الله من هنا كان عليه الصلاة والسلام يدعو ويقول:" اللَّهمَّ إِني أعوذ بك من زوال نِعْمَتِكَ وتَحَوُّلِ عافِيَتك وفُجاءةِ نِقمَتك وجميع سخطِك" [مسلم] .الإنسان يكون بأوج نشاطه ، وقوته ، خثرة في الدماغ أصبح طريح الفراش ، قد يضيق شريانه التاجي ، يدخل في متاهة كبيرة ، قد تنمو خلاياه نمواً عشوائياً ، ورم خبيث ، قد يتعطل كبده ، تشمع بالكبد ، قد تتعطل كليتاه ، فشل كلوي ، فأنت في قبضة الله ، لا تقل أنا في أية لحظة تصبح حياة الإنسان جحيماً لا يطاق .
التعامل مع الله عز وجل له قواعد من طبقها كسب رضاه :
لكن أيها الأخوة ، هناك نقطة دقيقة جداً وهي : أن التعامل مع الله تعامل مقنن بقوانين ، أحياناً تتعامل مع إنسان رئيس بدائرتك ، مدير عام ، يقول لك مزاجي ، سويعاتي ، لا تعرف متى يرضى ، ولا متى يغضب ، يغضب بلا سبب أحياناً ، ويرضى بلا سبب فالتعامل معه صعب جداً ، أما في مدير عام آخر عنده قواعد ، الدوام عنده شرط ، والإنجاز شرط ، حسن العلاقة مع الآخرين شرط ، فأعطاك قواعد ، إذا طبقتها تكسب رضاه هذا شيء مريح جداً .
فالله عز وجل ، هناك أشياء واضحة جداً ، الله يحب الصادقين ، يحب التوابين ، يحب المتطهرين ، يحب المحسنين ، هناك قواعد ثابتة بالتعامل مع الله عز وجل .
إذاً " إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " أي إن تدبيري حكيم ، أحمي به المؤمنين ، من دون أن تشعر أن الله لا يتخلى عنك " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ " معية عامة ، أما " وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ " .
الكيد على إطلاقه هو التدبير في الخفاء بقصد الإساءة والابتلاء :
الآن الكيد ، دققوا فيما سأقول : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " الكيد على إطلاقه هو التدبير في الخفاء بقصد الإساءة والابتلاء ، أو المعاقبة والجزاء ، إذا قلنا كيد تدبير ليس في العلن ، ليس نهاراً جهاراً ، ليس على ملأ من الناس ، الكيد تدبير في غرفة في قبو ، في مكان مظلم ، بعيد عن الناس ، الكيد على إطلاقه هو التدبير في الخفاء ، بقصد الإساءة والابتلاء ، أو المعاقبة والجزاء ، وقد يكون عيباً مذموماً إذا كان بالسوء في الابتداء .
إنسان قوي ، يريد أن يأخذ ما ليس له ، وعمل خطة ، هذا كيد يوصف بالسوء أو يذم ، لأنه بدأ بالسوء ، وقد يكون محموداً ، مرغوباً إذا كان مقابلاً لكيد الكافرين والسفهاء إذا عُزي الكيد إلى الله فهو تدبير حكيم ، عادل ، حماية للمؤمنين ، أما إذا عُزي الكيد إلى البشر تكون جهة قوية ، تخترع مشكلة ، تخترع أزمة ، تخترع ببلد معين تطمع في ثرواته مشكلة طائفية ، تثيرها ، ثم تحتل هذا البلد ، هذا كيد الكافر كيد يوصف بالذم والانحراف .قال : فإذا كان الكيد عند إطلاقه كمالاً في موضع ، إذا قلنا كيداً ، كمال في موضع ، ونقص في موضع آخر ، فلا يصح إطلاقه بحق الله ، من دون تخصيص ، مادام في كيد مطلق ، يكون مدحاً تارةً ، وذماً تارةً أخرى ، لا يصح أن ينسب إلى الله ، إلا أن تخصصه .
تعهد الله عز وجل بهداية عباده :
أيها الأخوة : " وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " [الأعراف:183] الله عز وجل من سننه أنه يهدي عباده ، لأنه تعهد بهداية عباده ، وحيث ما جاءت كلمة على ، على إذا جاءت مع لفظ الجلالة تعني الإلزام الذاتي .
" وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ " [النحل:9] يعني على الله أن يبين سبيل القصد .
" إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى " [الليل:12] أي ألزم ذاته العلية بهدى خلقه ، حتى لو أن إنساناً فيه واحد بالمليار من الخير يسمعه الحق والدليل : " وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ " [الأنفال:23] فحيث ما جاءت كلمة على مع الذات الإلهية تعني أن الله ألزم نفسه بهداية الخلق .
الله عز وجل قوي وكامل :
إذاً حينما يقول : " إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " أي إن تدبيري حكيم ، وإن هذا الإنسان المتفلت البعيد عن منهج الله ، ولو بدا قوياً جداً ، ولو بدت قوته لا تخفى ، ما أهلك الله قوماً إلا ذكرهم أنه أهلك من هم أشد منهم قوة ، إلا عاداً حينما أهلكها قال : " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً " [فصلت:15] أي ما كان فوق عاد إلا الله ، الآن النبي عليه الصلاة والسلام حينما تنزل النوازل والنوازل من سنة الله في خلقه ، كان يقول : " لا إله إلا الله الرحمن الرحيم " الله قوي وكامل ، هناك إنسان قوي غير كامل ، وإنسان كامل غير قوي ، لكن " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " .
الله عز وجل قوي وكامل ، فكان عليه الصلاة والسلام إذا نزلت نازلة يقول : " لا إله إلا الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .قال : هذا دعاء ، الثناء دعاء ، سيدنا يونس لما وجد نفسه فجأة في بطن الحوت قال : " وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ " [الأنبياء:87-88] .
أيها الأخوة الكرام ، في درس قادم إن شاء الله نتابع شرح اسم الله المتين .
والحمد لله رب العالمين