" اللُّــؤْم "
" اللُّــؤْم "
ذَمُّ اللُّؤْم والنَّهي عنه:
#### أولًا: في القرآن الكريم:
- قال الله تعالى: " عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ " [القلم: 13].
قال الماورديُّ: (وفيه تسعة أوجه.. الوجه الثَّامن: هو الفاحش اللَّئيم، قاله معمر) [تفسير الماوردى].
#### ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة:
- عن أبي بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (... رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنَّه عَجِل لرأى العجب... فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئامًا) [حديث طويل رواه مسلم].
قال القرطبيُّ: (والمراد به هنا: أنَّهما سألا الضِّيافة، بدليل قوله تعالى: " فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا " [الكهف: 77]؛ فاستحقَّ أهل القرية أن يُذَمُّوا، ويُنْسَبوا إلى اللُّؤْم كما وصفهم بذلك نبيُّنا صلى الله عليه وسلم) [المفهم].
#### أقوال السَّلف والعلماء في اللُّؤْم:
- كان زيد بن أسلم يقول: (يا ابن آدم ! أمرك ربُّك أن تكون كريمًا وتدخل الجنَّة، ونهاك أن تكون لئيمًا وتدخل النَّار) [رواه أبو بكر الدينورى فى المجالسة وجواهر العلم].
- وقال الشَّعبي: (النَّاس مِن نبات الأرض، فمَن دخل الجنَّة فهو كريم، ومَن دخل النَّار فهو لئيم) [مجموع فتاوى ابن تيمية].
- وقال الشَّافعي: (طُبِع ابن آدم على اللُّؤْم، فمِن شأنه أن يتقرَّب ممَّن يتباعد منه، ويتباعد ممَّن يتقرَّب منه) [الزهد الكبير،للبيهقى].
- وقال - أيضًا -: (أصل كلِّ عداوة: اصطناع المعروف إلى اللِّئام) [إحياء علوم الدين،للغزالى].
- وقال الأصمعيُّ: (قال بزرجمهر الحكيم: احذروا صولة اللَّئيم إذا شبع، وصولة الكريم إذا جاع) [رواه أبو بكر الدينورى فى المجالسة وجواهر العلم].
- وقال ابن القيِّم: (مَن لم يعرف الطَّريق إلى ربِّه ولم يتعرَّفها، فهذا هو اللَّئيم الذي قال الله تعالى فيه: " وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ " [الحج: 18]) [طريق الهجرتين].
- وقال ابن أبي سبرة: (قيل لحُبَّى المدنية: ما الجُرْح الذي لا يَنْدَمِل؟ قالت: حاجة الكريم إلى اللَّئيم ثمَّ يردُّه) [رواه أبو بكر الدينورى فى المجالسة وجواهر العلم].
- وقال بعض الحكماء: (لا تضع معروفك عند فاحش ولا أحمق ولا لئيم؛ فإنَّ الفاحش يرى ذلك ضعفًا، والأحمق لا يعرف قَدْر ما أتيت إليه، واللَّئيم سبخة لا ينبت ولا يثمر، ولكن إذا أصبت المؤمن؛ فازرعه معروفك تحصد به شكرًا) [رواه أبو بكر الدينورى فى المجالسة وجواهر العلم].
#### من آثار اللُّؤْم:
1- لئام النَّاس أبطؤهم مودَّة، وأسرعهم عداوة، مثل الكُوب مِن الفَخَّار: يُسْرِع الانكسار، ويُبْطِئ الانجبار [روضة العقلاء،لابن حبان].
2- اللَّئيم لا يقضي الحاجة ديانةً ولا مروءةً، وإنَّما يقضيها - إذا قضاها - طلبًا للذِّكر والمحْمَدَة في النَّاس [روضة العقلاء،لابن حبان].
3- اللِّئام أصبر النَّاس في طاعة أهوائهم وشهواتهم، وأقلُّ النَّاس صبرًا في طاعة ربِّهم.
4- اتِّباع الهفوات والإعراض عن الحسنات:
قال الغزَّالي: (والطَّبع اللَّئيم يميل إلى اتِّباع الهفوات والإعراض عن الحسنات، بل إلى تقدير الهفوة فيما لا هفوة فيه بالتَّنزيل على مقتضى الشَّهوة ليتعلَّل به، وهو مِن دقائق مكايد الشَّيطان) [إحياء علوم الدين،للغزالى].
5- اللُّؤْم يؤدِّي إلى الفُحْش والسَّبِّ وبذاءة اللِّسان:
قال الغزَّالي: (الفُحْش والسَّبُّ وبذاءة اللِّسان: وهو مذموم ومنهي عنه، ومصدره الخُبْث واللُّؤْم) [إحياء علوم الدين،للغزالى].
6- اللَّئيم رقيق المروءة:
قال عمر بن الخطَّاب - رضوان الله عليه -: (ما وجدت لئيمًا قطُّ إلَّا وجدته رقيق المروءة) [رواه أبو بكر الدينورى فى المجالسة وجواهر العلم].
7- اللَّئيم يقسو إذا أُلْطِف:
قال علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه -: (الكريم يلين إذا استُعْطِف، واللَّئيم يقسو إذا أُلْطِف) [رواه أبو بكر الدينورى فى المجالسة وجواهر العلم].
#### من صور اللُّؤْم:
1- ظُلْم القَرَابة:
قال القاضي المهدي: (لئيم مَن يظلم قرابته: إذا كان الظُّلم كلَّه سيِّئ، فإنَّ مِن أسوأ الظُّلم: ظُلْم القَرَابَة؛ فهو يدلُّ على الخساسة والنَّذالة والدَّناءة) [صيد الأفكار].
2- السَّبُّ وبذاءة اللِّسان:
قال الغزَّالي: (الفُحْش والسَّبُّ وبذاءة اللِّسان: مذموم ومنهي عنه، ومصدره الخُبْث واللُّؤْم) [إحياء علوم الدين،للغزالى].
3- البخل:
قال ابن قتيبة الدِّينوري: (اللَّئيم: الذي جمع الشُّحَّ، ومَهَانة النَّفس ودناءة الآباء، يقال: كلُّ لئيم بخيل، وليس كلُّ بخيل لئيمًا) [أدب الكاتب].
4- إفشاء السِّرِّ:
قال الغزَّالي: (إفشاء السِّرِّ خيانة؛ وهو حرامٌ إذا كان فيه إضْرَارٌ، ولُؤْمٌ إن لم يكن فيه إضْرَارٌ) [إحياء علوم الدين،للغزالى].
#### من أسباب الوقوع في اللُّؤْم:
1- معاشرة اللِّئام:
عن إبراهيم بن شِكلة قال: (إنَّ لكلِّ شيء حياة وموتًا، وإنَّ ممَّا يحيي الكرم مواصلة الكرماء، وإنَّ ممَّا يحيى اللُّؤْم معاشرة اللِّئام) [صيد الأفكار،للقاضى حسين المهدى].
2- الحسد، والبخل، والكذب، والغيبة.
3- ضعف الحياء:
قال أبو حاتم: (ابن آدم مطبوعٌ على الكرم واللُّؤْم معًا في المعاملة بينه وبين الله، والعِشْرة بينه وبين المخلوقين، وإذا قَوِيَ حياؤه قَوِيَ كرمه وضَعُف لُؤْمُه، وإذا ضَعُف حياؤه قَوِيَ لُؤْمُه وضَعُف كرمه) [روضة العقلاء،لابن حبان].
مختارات