" الذين لا يدخلون في الولاية "
" الذين لا يدخلون في الولاية "
والذين لا يدخلون في ولاية الله سبحانه ثلاثة أصناف:
1- الكفار والذين لا يعملون بطاعة الله: فرجال الدين من اليهود والنصارى والمتدينون منهم كفار، لا يدخلون في ولاية الله تعالى، والكفار لا يكونون أولياء لله تعالى بحال، ويخطئ الذين يحسنون الظن بهؤلاء ويعظمونهم، فهم خارج الولاية،وليسوا بمؤمنين،ولا متقين.
2- الذين لا يعملون بطاعة الله: يزعم بعض الضالين أنهم بلغوا مرتبة في الدين، تسقط عنهم التكاليف، فتراهم لا يصلون، ولا يصومون، وقد يرتكبون الحرام، وتراهم يزعمون أنهم أولياء لله، وكذبوا، فالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كانوا سادة الأولياء، ولم يدعوا فرضاً، وكانوا يديمون فعل الطاعات وترك المحرمات، وكم أضل الضالون بدعواهم الولاية عباد الله.
3- المجانين والمضيِّعون لعقولهم: يعتقد بعض العوام الذين لا علم عندهم أن بعض المجانين أولياء لله تعالى، ومن المعلوم أن الذين يفقدون عقولهم، لا يبايعهم الناس، ولا يناكحونهم، ولا يبيعونهم، ولا يشترون منهم، ولا يقبل الناس شهادتهم، ولا يكلون إليهم أعمالهم من التجارة والصناعة والزراعة، وأقوالهم لغو، فإذا كانوا كذلك، فلا يصح منهم الإيمان والتقوى، ولذا فإن الناس يفقدون عقولهم عندما يجعلونهم في مرتبة الأولياء، الذين يقدسونهم، ويعظمونهم [راجع: الفرقان، لشيخ الإسلام ابن تيمية].
" أكرم العباد عند الله أتقاهم "
يتصارع الناس فيما بينهم، ويتنازعون، ويدَّعي كل فريق أنه الأفضل والأكرم، فقد ادعى هذه الدعوى كلٌّ من اليهود والنصارى ومشركي العرب " وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ " [البقرة: 113] والذين لا يعلمون هم مشركو العرب.
وادَّعى كلٌّ من اليهود والنصارى أنهم أهل الجنة دون غيرهم " وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ " [البقرة: 111].
وأعلمنا ربنا أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع دينهم " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " [البقرة: 120] وأخبرنا ربنا أنه خلق العباد من ذكر وأنثى، وجعل العباد شعوباً وقبائل ليتعافوا، لا ليتقاتلوا، ويتنازعوا، وصرِّح بأن الأكرم والأفضل هو الأتقى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمُ خَبِيرٌ " [الحجرات: 13].
وأخبرنا أبو هريرة أن رسولنا صلى الله عليه وسلم سئل عن أكرم الناس؟ قال: «أتقاهم» [البخاري] واتقى الناس كلهم أولهم وآخرهم هو رسولنا صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يقول فيما رواه عنه أنس بن مالك: «والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له» [البخاري ومسلم] ويأتي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم في التقوى بقية أولي العزم من الرسل، وهم: إبراهيم ونوح وموسى وعيسى، ثم يأتي بعدهم بقية الرسل والأنبياء، ثم الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون، على تفاوت في كل طائفة منهم.
ولما كانت التقوى درجاتٍ عاليات، يتفاوت فيها العباد تفاوتاً كبيراً، فقد أعلمنا ربنا في سورة الفرقان أن عباد الرحمن الذين أخبر عنهم في آخر السورة يدعون ربَّهم أن يجعلهم للمتقين إماماً " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " [الفرقان: 74].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى عنه عبد الله بن مسعود يدعو ويقول: «اللهم إني أسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى» [مسلم].
مختارات