" كثرة إيصاء الله هذه الأمة التقوى "
" كثرة إيصاء الله هذه الأمة التقوى "
من ينظر في كتاب الله تعالى يجد أن الله تعالى وصّى هذه الأمة بالتقوى كثيراً، فقد أمرنا الله بلفظ " اتَّقُوا اللَّهَ " أو " اتَّقُوا رَبَّكُمْ " أكثر من ستين مرة، وأمر بالتقوى بألفاظ أخرى مقاربة، قال تعالى: " وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [البقرة: 189] قال: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " [البقرة: 194] وقال: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [البقرة: 196] وقال: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " [البقرة: 203] وقال: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ " [البقرة: 223] وقال: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ط [البقرة: 231] وقال: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " [البقرة: 233] وقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا " [البقرة: 278] وقال: " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ " [البقرة: 281] وقال: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " [البقرة: 282].
هذا ما ورد في سورة البقرة وحدها من أمر الله لنا بالتقوى بلفظ " وَاتَّقُوا اللَّهَ " وكثرة الأمر من الله تعالى بالشيء الواحد يدلُّ على مدى عناية الله بهذا الأمر.
" توصية رسولنا صلى الله عليه وسلم بالتقوى "
وصّى رسولنا صلى الله عليه وسلم أفراداً من أصحابه بالتقوى، كما أوصى جميع أمته بها.
وقد ضمّن رسولنا صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة التي كانت يبدأ بها خطبة، ثلاث آيات تأمر بالتقوى، وسأذكر بعض النصوص التي وصّى بها رسولنا صلى الله عليه وسلم بالتقوى، ومنها خطبة الحاجة:
1- جمع الشيخ ناصر الدين الألباني مجموع ما كان يقوله رسولنا صلى الله عليه وسلم في خطبة الحاجة من كتب السنّة في رسالة صغيرة، طبعها المكتب الإسلامي، وعنوان لها بـ " خطبة الحاجة " ونص هذه الخطبة:
«إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شررو أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده وسوله.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ " [آل عمران: 102]، " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " [النساء: 1]، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " [الأحزاب 70- 71].
أما بعد: ثم يذكر حاجته».
وقد ساق الشيخ ناصر طرق هذه الخطبة في كتب السنّة.
2- عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلقٍ حسن» [الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين التقوى وحسن الخلق، لأن تقوى الله يصلح ما بين العبد وبين ربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه، فتقوى الله توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته " [الفوائد].
3- وعن أبي سعيد الخدري، قال: قلت: يا رسول الله، أوصني، فقال: «أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس كل شيء» [أورده الألباني في الصحيحة].
4- عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا يا رسول الله، قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبدٌ حبشي، فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ» [الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح].
5- وصّى الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه، فقال له: «عليك بتقوى الله تعالى، والتكبير على كل شرف» [حكم عليه الشيخ ناصر بالحسن، وعزاه إلى الترمذي عن أبي هريرة،صحيح الجامع الصغير].
6- عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجّة الوداع، فقال: «اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم» [الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح].
7- وعن النعمان بن بشير أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» [البخاري ومسلم].
8- وعن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فاتقوا الله في النساء» [مسلم].
مختارات