" معالم على طريق التوفيق : الثلاثون : وظيفة العمر "
" معالم على طريق التوفيق: الثلاثون: وظيفة العمر "
ومن معالم التوفيق الكبرى أن يوفق العبد لتوبة وأوبة صادقة في حياته الدنيا، يسير على طاعة الله، يتتبع مرضاة ربه، يندم على ما فات ويستدرك ما بقي من العمر؛ إنها التوبة.
التوبة وظيفة العمر.
التوبة نور يتلألأ في سماء وحياة المؤمن.
التوبة من أجل الطاعات وأعظمها.
التوبة تصحيح للمسارات الخاطئة التي يسير فيها البعض.
التوبة حياة مشرقة مليئة بالأعمال الصالحة.
التوبة توفيق من الله يمن بها على ما يشاء من عباده.
إنها التوبة فرح الرب العظيم بعودتك وتوبتك؛ لأن ربنا هو التواب الرحيم، فأين التائبون الموفقون؟!
تأمل هذا النداء الرباني الذي يفيض بالرحمة:
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر: 53].
بل ويزداد الغفور الرحيم كرمًا وثوابًا للتائبين الموفقين إذ يقول: " إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " [الفرقان: 70] قال ابن تيمية (رحمه الله): الاستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع، فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلبه؛ فعليه بالتوحيد والاستغفار إذا كان بصدق وإخلاص.
ويقول الحسن البصري (رحمه الله): أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقاتكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم؛ فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة.
بل تأمل إلى هذه الكلمة المؤثرة في القلوب الصادقة.
يقول الحسن البصري رحمه الله: التوبة النصوح: أن تبغض الذنب كما أحببته، وأن تستغفر الله كلما ذكرته.ا.هـ.
الموفق من إذا أُعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر.
فهذه هي عناوين السعادة كما قال محمد بن عبد الوهاب) رحمه الله).
سُئل أحد أهل العلم:
ماذا تنصحني لاستقبال مواسم الطاعات؟
فقال: خير ما تستقبل به مواسم الطاعات كثرة الاستغفار؛ لأن ذنوب العبد تحرمه التوفيق.
فمن هذه اللحظة ابدأ صفحة التوبة والندم والإقبال على الله العزيز الغفار.
أيها الموفق: تُب إلى الله، عُد إلى ربك، فما أجمل التوبة وما أعذبها إذا كانت بصدق وإخلاص وإخبات ومسارعة إلى الخيرات ! فلنمسي تائبين ولنصبح تائبين، وفقني الله وإياكم للتوبة النصوح " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [التحريم: 8].
إضاءة على الطريق:
في هذه الساعة المباركة
صحح طريق حياتك، وعُد إلى ربك
فأنت أعلم بحالك
وفقك الله للتوبة النصوح.
مختارات