" معالم على طريق التوفيق : التاسع عشر : كن مفتاحًا للخير "
" معالم على طريق التوفيق: التاسع عشر: كن مفتاحًا للخير "
ومن معالم التوفيق من وفقهم الله وأعاناهم إلى المشاركة والعمل في ميادين الدعوة إلى الله، أو جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، أو التعريف بالسنة النبوية أو مؤسسات البر والإحسان، وما أكثرها في هذه البلاد الطيبة !
يُعلِّمون ويرتبون وينظمون، ويضعون الخطط والبرامج والدورات المختلفة، بل ويبذلون الجهد هنا وهناك، فكم من خيرٍ فتحه الله على أيديهم !
تأمل معي – وفقك الله – إلى هذا الموفق الذي أصبح مفتاحًا للخير:
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه» [السلسلة الصحيحة].
يقول محمد السندي (رحمه الله) شارح سنن ابن ماجه: أي أن الله أجرى على أيديهم فتح أبواب الخير كالعلم والصلاح على الناس، حتى كأنه ملَّكهم مفاتيح الخير ووضعها في أيديهم ولذلك قال: جعل الله مفاتيح الخير على يديه.
كم من مشاريع كبرى نُفِّذت وانطلقت واستفاد منها العباد والبلاد، كانت بدايتها فكرة، حملها رجال على عواتقهم حتى أصبحت في واقعنا حقيقة، فهنيئا لهم الأجر والثواب والتوفيق.
عن أبي مسعود الأنصاري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله». [مسلم].
" قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا " [الإسراء: 84].
كل إنسان يعمل على حسب جوهر نفسه، فإن كانت نفسه شريفة طاهرة، صدرت عنه أفعال جميلة وأخلاق زكية طاهرة، وإن كانت كدرة خبيثة صدرت عنه أفعال خبيثة. ا.هـ. تفسير الخازن.
أيها السائر على طريق التوفيق:
إن من أعظم التوفيق بعد طاعة الله عز وجل، التوفيق لقضاء حوائج الناس، والسعي في مصالحهم، وبذل المعروف لهم من الكلمة الطيبة والنصيحة والمال والبر والإحسان، وخير الناس أنفعهم للناس كما قال الصادق المصدوق.
" لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا " [النساء: 114].
فيا له من أجر عظيم من رب كريم، لمن صلحت نيته، وصدقت سريرته، فطوبى للموفقين.
إضاءة على الطريق:
الدال على الخير كفاعله.
فماذا تريد بعد ذلك؟
مختارات