" التوفيق بين مطالب الحياة "
" التوفيق بين مطالب الحياة "
في هذا العصر تنوعت المشارب، وتشعبت الطموحات، مآرب مختلفة وصوارف متعددة، يقف المرء أمام تلك الصوارف والموانع والمتطلبات حيران، فللبيت رعاية وواجبات، وللزوجة عناية ومطالب، وللوالدين إكرام وحقوق، وللأصدقاء ود ووفاء، وللأرحام صلة وإحسان، وللجار تعاهد وزيارة، وللفقراء بذل وحنو، ولطلب الرزق زمن لازم، ولحضور دروس العلماء شغف وطموح، ولحفظ المتون أمنية وأمل، أمام كل ذلك يقف طالب العلم الهميم حيران ليجمع بين منثور ذلك الخير فكيف الجمع بينها؟
إن ذلك يتطلب دعاء ببركة الوقت، وتوفيقاً في تنظيم شئون الحياة، وفي الشريعة قاعدة في الجمع بين متطلبات الدنيا والدين، قال عليه الصلاة والسلام: «فإن لزوجك عليك حقا، ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً» (متفق عليه).
فأعط كل ذي حق حقه، واغتنم زمن عمرك وزهرة دهرك بطرق كل أبواب الخير، واجعل لكل أولئك زمناً تتقرب به إلى الله بإخلاص النية، واجعل بر والديك في غير معصية هو المقدم، فالبركة والخيرات في القرب منهم.
* برنامج يومي مقترح:
تصلي الفجر في المسجد مع جماعة المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله» (رواه مسلم).
ثم تمكث في المسجد، وبعد قراءة أوراد الصباح تحفظ من القرآن، وإذا كنت حافظاً له تراجع ما حفظته ثم تحفظ من المتون، وتراجع شيئاً منها، كل ذلك وأنت في المسجد، حتى تطلع الشمس قيد رمح ثم تصلي ركعتي الضحى، ثم تذهب إلى دارك ثم تذهب إلى المدرسة أو الوظيفة، وبعد عودتك من المدرسة أو العمل تأخذ قسطاً من الراحة إلى صلاة العصر، وبعد صلاة العصر يقرأ الطالب واجبات المدرسة.
وبعد صلاة المغرب تمكث في المسجد إلى صلاة العشاء، وتصنع بعد المغرب مثل ما صنعت بعد الفجر من حفظ القرآن والمتون ومراجعتها، وبعد صلاة العشاء تنام مبكراً، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها يقول أبو برزة رضى الله عنه: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها " (متفق عليه).
فتقرأ أوراد النوم، ثم تنام على طهارة على جنبك الأيمن، وقبل صلاة الفجر بساعة تستيقظ من نومك وتذكر الله عند استيقاظك، لتنحل عنك عقدة من عقد الشيطان.
قال علي الصلاة والسلام: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله».
مختارات