" الحميد "
" الحميد "
المحمودُ المستحقُّ الحمدَ بفعاله عند خَلْقه بما أَوْلاهم من نعمة وفضل، له جميع المحامد بأَسْرها؛ فهو الحميدُ في ذاته وصفاته وأفعاله، والحمدُ أَعَمُّ من الشُّكْر؛ لأنَّك تَحْمدُ الإنسانَ على صفاته الذَّاتيَّة وعلى عطائه، ولا تَشْكره على صفاته.
والحمد نوعان:
1- حمدٌ على إحسانه - تعالى.
2- حمدٌ على ما له من الأسماء الحسنى والصِّفات العلى؛ فله المحامدُ الكاملةُ.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
- اللهُ وحدَه الذي يُحْمَدُ في السَّرَّاء والضَّرَّاء، والشِّدَّة والرَّخاء، له الحمد كلُّه وعلى كلِّ حال؛ لأنَّه حكيمٌ لا يجري في أفعاله الخطأُ.
- كمالُ حَمْده يوجب أن لا يُنسب إليه شَرٌّ ولا سُوءٌ ولا نَقْصٌ؛ لا في أسمائه ولا في أفعاله ولا في صفاته.
- كُلُّ ما يُحمدُ به الخلق فهو من الخالق؛ فيرجع إليه لأنَّه الواهبُ للصِّفات المحمودة؛ فهو الأَحَقُّ بالحمد في الأولى والآخرة.
- كان اختتامُ الصَّلاة على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بهذين الاسمين من أسماء الرَّبِّ - سبحانه وتعالى ؛ وهما (الحميد والمجيد)؛ فالحمدُ والمجدُ إليهما يرجع الكمالُ كُلُّه؛ فإنَّ الحمدَ يَسْتَلْزمُ الثَّناءَ والمحبَّةَ للمحمود؛ فَمَنْ أَحْبَبْتَه ولم تُثْن عليه لم تكن حامدًا له، وكذا من أَثْنَيْتَ عليه لغرض ما ولم تُحبَّه لم تكن حامدًا له حتى تكون مُثْنيًا عليه مُحبًّا له.
- وجاء اسمي (الحميد والمجيد) عقب الصَّلاة على النَّبيِّ وآله مطابقٌ لقُوله تعالى: " رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " [هود: 73] فيكون هذا الدُّعاءُ مُتَضَمِّنًا لطَلَب الحَمْد والمجد للرَّسول صلى الله عليه وسلم، وختم الدُّعاءَ بالثَّناء على الله بالحمد والمجد.
- جاء الحمدُ في أَوَّل كتاب الله: " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [الفاتحة: 2].
- وردت صيَغُ الحمد في أَغْلَب الأَذْكار؛ فهي من أَحَبِّ الكلام لله، تملأ ما بين السَّماوات والأرض، عَطسَ رَجُلان عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فشمَّت أحدُهما ولم يُشَمِّت الآخر، فقيل له فقال: «هَذَا حمِدَ الله وَهذَا لمْ يَحْمَد الله» (البخاري (6221))يشمِّت: يدعو بالخير والبركة، وهو قول " يرحمك الله ".
- الحمد يَجْلبُ رضى الله؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَن الْعَبْد أَنْ يَأْكُلَ الأكلةَ فَيَحمدهُ عليْهَا أَوْ يَشربَ الشربة فيحمدهُ عليها» (مسلم (7108)).
وللحمد ثقَلٌ وسَعَة قال عنهما صلى الله عليه وسلم: «الطّهُورُ شَطْرُ الإيمان وَالْحَمْدُ لله تَملأُ الميزَانَ، وَسُبحانَ الله وَالْحَمْدُ لله تَمْلآن أو تملآ مَا بينَ السَّماوات وَالأرض» (مسلم (556)).
كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يُحبُّ قال: «الْحمدُ لله الذي بِنعمَته تَتمُّ الصّالحَاتُ» وإذا رأى ما يَكْرَه قال: «الحمدُ لله عَلى كُلَّ حال» (ابن ماجه (3935) حسنه الألباني).
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنعمَ اللهُ على عَبد نعمة فَقالَ الْحمدُ لله، إلا كان الذي أعطاهُ أفضلَ مما أخَذَ» (ابن ماجه (3937)، حسنه الألباني) أي كان إلهامُ الله له بالحمد والشُّكر أفضل ممَّا أَخَذَ من النِّعْمة.
مختارات