" إخلاف الوعد "
" إخلاف الوعد "
الوفاء بالوعد من نعوت ذوي المروءات، والخلف فيه قدح في كمال الرجولة، وعصيان لرب العالمين، وأمارة على احتقار الآخرين، ولم يتصف بتلك الصفة إلا أراذل الخلق.
يقول عليه الصلاة والسلام: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان» (متفق عليه) زاد مسلم «وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم» ومن أخلف وعده فقد عصى الله قال عز وجل: " وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا " [الإسراء: 34] فيجب عليك الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد.
ومن وعد علق وعده بمشيئة الله وهو ناو عدم الوفاء به كان ذلك من إخلاف الوعد.
قال ابن رجب (جامع العلوم والحكم): " أن يعد ومن نيته أن لا يفي بوعده، وهذا أشر الخلف، ولو قال أفعل كذا إن شاء الله تعالى، ومن نيته أن لا يفعل كان كذباً وخلفاً، قاله الأوزاعي ".
* أمل والديك:
أمل والديك أن تكون ممن سيرتهم فاضلة، وأخلاقهم سامية مع صحة الاستقامة، والبعد عن محقرات الأعمال ورذائل المهالك، وأن لا تقع فريسة للانحراف، أو أسيراً للملذات والشهوات، أو مطية للجهل والهوى، فلا تضيع أملك وأملهم فيك أمام لحظة من شهوة، أو ساعة من غفلة، وعليك بانتقاء الأصحاب والمؤانسة، فالنفس إن تركت وهواها ضلت وأضلت، إن هذبت اكتسبت حسن الاستقامة، ولطف الشمائل، وجميل الأخلاق، ومن لم يضبط نفسه عن الإهمال في الملاذ والركون إلى المشتبهات، فقد دخل في الغفلة، وخرم مروءته، وأضاع نفسه، وسقط من الناس دره وقتل أمل غيره من والديه وأقاربه.
مختارات