" آثار الحرام على الاقتصاد الإسلامي والتطور الحضاري "
" آثار الحرام على الاقتصاد الإسلامي والتطور الحضاري "
أما آثار الحرام وأضراره ونتائجه فيما يتعلق بالاقتصاد الإسلامي والتطور الحضاري فهي خطيرة جدًّا، وذلك لأن أي مال يدخله السحت يتعرض للزوال والدمار، وهذا أمر مشاهد.
فإذا كان منع الزكاة سببًا للقحط والجوع، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين» (رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات والحاكم والبيهقي في حديث، إلا أنهما قالا: «ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر» وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، أفاده المنذري، الترغيب والترهيب) أي المجاعة والقحط.
فوجود المال الحرام مختلطًا بالمال الحلال يؤثر عليه ويكون سببًا في هلاكه، ناهيك عن الحرام الخالص.
والاقتصاد الإسلامي يعتمد أساسًا على الكسب الحلال المشروع كي يثمر ويفيد.
وفي أكل الحرام دمار وخراب على الاقتصاد الإسلامي، لأنه كسب حرام، يعوق النمو الاقتصادي، والتقدم الحضاري، ويُعطل حركة الإنتاج والاستثمار، ويعرض أموال المسلمين للضياع، ويضعف شوكتهم، بسبب عدم مشروعية مصدر المال، أو اختلاطه بالحرام، وإن نما الاقتصاد وزاد، وهو من مصدر حرام، فهو ابتلاء من الله تعالى، ومحنة وشقاء، حيث يملي سبحانه للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
قال تعالى: " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ " [الأنعام: 44].
فلا بد لبناء الصرح الاقتصادي من استقلال إسلامي، وبعد عن الحرام، حتى تقوى شوكة المسلمين، ويمكن لهم في الأرض، وينصرون على عدوهم.
مختارات