" متى تتكلَّم ؟! "
" متى تتكلَّم؟! "
بيَّن الإمام النووي رحمه الله حدود الكلام والصمت فقال: اعلم أنه ينبغي لكلِّ مكلَّفٍ أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام، إلاَّ كلامًا ظهرت فيه المصلحة، فالسُنة الإمساك عنه، لأنه قد يجرُّ الكلام المباح إلى حرامٍ أو مكروه.
ورتب الماوردي للكلام شروطًا أربعة إذا استوفاها الإنسان تكلم وإلا فلا؛ وهي:
الشرط الأول: أن يكون الكلام لداعٍ يدعو إليه، إما في اجتلاب نفع أو دفع ضرر.
الشرط الثاني: أن يأتي به في موضعه، ويتوخَّى به إصابة فرصته.
الشرط الثالث: أن يُقتصَر منه على قدر حاجته.
الشرط الرابع: أن يَختار اللفظ الذي يتكلَّم به.
ولما تكلم الإمام ابن القيم رحمه الله عن خطر اللسان قال:
وأمَّااللفظات فحفظها بألاَّ يُخرج لفظة ضائعة، بل لا يتكلم إلاَّ فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه، فإذا أراد أن يتكلّم بالكلمة نظر هل فيها ربح وفائدة أم لا؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها، وإن كان فيها ربح نظر: هل تفوته بها كلمة هي أربح منها فلا يُضيعها بهذه؟ وإذا أردتَ أن تستدلَّ على ما في القلوب فاستدلّ عليه بحركة اللسان، فإنه يُطلعك على ما في القلب، شاء صاحبه أم أبى.. قال يحيى بن معاذ: القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها.
فاتق الله أخي المسلم في نفسك، واحفظ لسانك من الباطل بجميع أنواعه، واعلم أنك مسوؤل أمام الله تعالى عما يصدر عنك من أقوال: " يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [النور: 24].
مختارات