" المـولى "
" المـولى "
المولى المأمول في النصر والمعونة، الناصر.
والمولى هو: الناصر والتابع والشريك والحليف، وولي فلان أمر فلان، فهو وليه ومولاه.
اقترن اسم (الولي والمولى) بـ (النصير) حيث الله وحده المأمول في النصر والمعونة؛ فولاية الله محققةٌ للنَّصر والفوز.
الفرق بين الولي والمولى:
اسم (الولي) خاصٌّ بالمؤمنين؛ أما اسم (المولى) فقد اختلف فيه؛ قيل أنه خاصٌّ بالمؤمنين عطفًا على قوله تعالى: " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ " [محمد: 11] أما من قال أنه عامٌّ لجميع الخلق المؤمن والكافر فاستدل بقوله تعال ى: " ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ " [الأنعام: 62] وهذان القولان لا خلاف بينهما؛ إذ معنى كونه مولى الكافرين أي مالكهم والمتصرف فيهم بما شاء، ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين: أي ولاية محبَّة وتوفيق.
أثر الإيمان بالاسم:
- الله مولى عباده، وهو نعم المولى لمن تولَّاه ونعم النصير لمن استنصره؛ " بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ " [آل عمران: 150].
- جاء في الحديث أن أبا سفيان قال في يوم أحد حين هُزم المسلمون: «أفي القوم مُحَمَّدٌ؟» فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تُجيبُوهُ» لكنه عندما قال: «لَنا الْعُزَّى وَلاَ عُزَّى لكُم» قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أجيبُوهُ» قَالوا: «ما نَقُولُ؟» قال: «قُولوا اللهُ مَوْلانَا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ» (البخاري) فأمرهم بجوابه عند افتخاره بآلهته وبشركه؛ تعظيمًا للتوحيد وإعلامًا بعزة من عبده المسلمون، وأنه لا يُغلَب، ونحن حزبُه وجُنده.
- وفي خواتيم البقرة التي مَن قرأها كفتاه جاء طلب النصر باسم المولى؛ " أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " [البقرة: 286].
- أرشد الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جواب المنافقين في عداوتهم له: " قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " [التوبة: 51]: هُوَ مَولانا: أي سيدنا وملجؤنا.
مختارات