" وجوب حفظ اللسان "
" وجوب حفظ اللسان "
قال الله تعالى: " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " [ق: 18].
قال الحافظ ابن كثير: أي ما يتكلم ابن آدم بكلمة إلاَّ ولها من يرقبها، معـدٌّ لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ " [الانفطار 10-12].
وقال تعالى: " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " [ق: 18].
فينبغي على العاقل أن يتعاهد لسانه بالتنقية والتطهير، ولا يتكلم إلاَّ بما ظهرت مصلحته ولاحت للعيان فائدته، وهذا ليس بالأمر الهين، بل إنه يحتاج إلى مجاهدة شاقة للنفس، حتى تتعوَّد الخير ويكون سجيَّةً لها، وتنفر من الشرِّ ويكون بغيضًا لها.
قال محمد بن واسع لمالك بن دينار: يا أبا يحيى، حفظ اللسان أشدُّ على الناس من حفظ الدينار.
وخاطب ابن عباس رضي الله عنه لسانه قائلاً: يا لسان، قل خيرًا تغنم، أو اسكت عن شرٍّ تسلم.
وقال بعض البلغاء: كلام المرء بيان فضله وترجمان عقله، فاقصره على الجميل واقتصر منه على القليل.
مختارات