شيخوخة اللذة...
اللذة محورية في قصة الابتلاء
وعندها تمتحن عبوديات المؤمنين وصدق محبتهم لربهم
وإيثارهم لربهم عليها.
حينما يكبر الإنسان تذوي فيه مطالب الجسد ويفقد حلاوتها شيئا فشيئا حتى يصبح وجودها كالعدم حيث يمكن أن يتخلى عنها أو هي في الحقيقة (كما قال الأعشى) من تخلت عنه.
مقامات العبودية العالية تظهر في القدرة على الاستعلاء على اللذة في وقت اضطرامها وشدة اعتناق الجسد لها
في الصحيحين
جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ ﷺ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنى، ولا تُمْهِلُ حتّى إذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلانٍ كَذا، ولِفُلانٍ كَذا وقدْ كانَ لِفُلانٍ.
تؤجل توباتنا من كثير من الذنوب ليس لأننا غير مقتنعين بحكمها الشرعي لكننا ننتظر برود الحاجة إليها
حين يدخل أحدهم السجن لأي أمر يطلق لحيته ليس بأنه سمع بأحاديث جديدة هناك
لكن لأن لذة التزين والتجمل بردت
وهو متعبد لربه بإعفائها في سجنه مأجور بإذن الله
لكنه فوت فرصة أفضل لإقامة شاهد العبودية والحب لربه في الامتحانات الصعبة حين كان يستقبل الضيوف ويحضر المناسبات ويتجمل لأغراض كثيرة.
اشتعال اللذائذ وحضورها في حياتنا فرص لا تدوم
الشباب، حب المال، حب النساء، دافع الانتقام حب الشهرة
عند هذه المنعطفات سبق السابقون
فكرة تأجيل التوبة (مع خطورة المخاطرة بمفاجأة الأجل ومع أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)
لكن التأجيل يشبه تأخير بيع السلع في وقت رواجها وشدة الطلب عليها
حين تصبح مسنا تستيقظ قبل صلاة الفجر ربما بوقت طويل
وتبحث عن النوم فلا تجده تنهض تتوضأ وتذهب للمسجد
هذا عمل صالح
لكن هناك شاب يغط في نوم عميق والنوم في ألذ صوره يصارع لذة فاتنة وضاغطة.....
إنها الفرصة السانحة
واللذة في أغلى أثمانها
لقد باعها لله ونهض....ربح البيع.
كل اللذائذ فرص
أسعارها بقدر تعلقك بها
حين تفتر هذه العلاقة تنخفض أسعارها
العفو في الغضب أغلى
غض البصر في الشباب أثمن
ترك الإسبال وأنت في الوظيفة
التسويف هنا قرار باختيار الخسارة
ليس هناك أمل أن ترتفع الأسعار من جديد
فالعمر يمضي واللذائذ تذبل ومعها تبدو شواهد الحب لله أضعف من قبل...
اللذة نعمة للمؤمنين
فيها يتجرون ويبيعون أنفسهم لربهم
وَسَارِعُوۤا۟ إِلَىٰ مَغۡفِرَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِینَ﴾
قال الطبري
سارعوا: بادروا
غضك بصرك اليوم أغلا من الغد...
أدرك السوق.....
مختارات