" العثرة العشرون "
" العثرة العشرون "
تظن غالب النساء اليوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقتصر على الرجال فقط.. بل ومقتصر على هيئة رسمية لها وحدها صلاحية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وتناسين أن الله أمر كل مسلم ومسلمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي هو شعيرة عظيمة تدرأ بها المفاسد.. وينبه الغافل ويعلم الجاهل.. وتحيا بها الأمة من سباتها..
أختي المسلمة:
عد العلماء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الركن السادس من أركان الإسلام..
وهو واجب على كل مستطيع.. كل بحسب حاله وأقل حالاته الإنكار بالقلب.. وذلك أضعف الإيمان.
ومن تأمل في مجتمعنا المسلم ولله الحمد وجد أننا لم نصل إلى أضعف الإيمان في الإنكار بل إن الإنكار باللسان متيسر.. ولكن بالحسنى والكلمة الطيبة..
فالآمر ناصح.. والناصح محب ومشفق.. عليه أن يختار أطايب الكلام وأرفقه..
ولو قدم ثناء محقًا للمأمور بأن فيه كذا وكذا من الصفات الحميدة..
ثم أردف: وهنا خصلة من محبتي لك أحببت أن أنبهك إليها.. لكان ذلك خير وأقرب للقبول..
أختي المسلمة:
مجتمع النساء.. مجتمع عام تكثر فيه اللقاءات والمناسبات.. وتكثر فيه الهفوات والزلات..
حتى أنك تلحظين ذلك من نساء كبيرات ظاهرهن الخير.. ولكن ينقصهن العلم الشرعي في بعض الأمور.. فهذا واجبك..
تقدمي.. ولا تترددي.
في حفلات الزواج وفي المدارس وفي الزيارات العائلية..
حتى في الأسواق.. لك أن تأمري حتى الرجال.. إذا لم يكن هناك غيرك.. مع شروط الحشمة والحجاب..
أختي المسلمة:
هنا زوجك وأبناؤك.. لا بد أن تقيمي الشعيرة السادسة في بيتك ومن أولى بالنصح والإرشاد من أحبابك وأقربائك.
أختي الناصحة:
لا تترددي.. ولكن الرفق واللين عليك به.. فهي أختك وأمك.. وهي ابنة الإسلام.. لا تكوني أداة تنفير بغلاظة النصح والإنكار.. بل كوني المتحببة الناصحة المشفقة.. وكوني من أهل هذه الآية: " الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ".
ما بعد العثرة:
قال الحسن لمطرف الحرشي: عظ أصحابك، قال: إني أخاف أن أقول ما لا أفعل، فقال الحسن: وأينا يفعل ما يقول؟ لود الشيطان أنه ظفر بهذه منكم، فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر.
مختارات