" الصلاة "
" الصلاة "
علمني الإسلام أن أصلي لربي وأعبده كما أمرني، فإنه سبحانه لم يخلقني عبثًا، ولم يخلقني لآكل وأشرب وأنام فقط، فهذه حياة الحيوانات، ولا يريد مني أن أطعمه وأسقيه، لقد خلقني لأمرٍ جلل، وهو طاعته وعبادته، ولم يتركني عبثًا أتيه في الحياة بين الأفكار والنظريات، بل بعث رسلًا، وأنزل وحيًا، وبين لي كيف أعيش، وكيف أعبد، وكيف أتعامل، وسخر لي ما في السماوات وما في الأرض.
وأول وأهم أمرٍ في العبادة هو الصلاة، ويسبقها الوضوء، فأتطهر بالماء وأغسل الأعضاء المطلوبة به كما بينه المصطفى صلى الله عليه وسلم، استعدادًا لهذا الأمر الكريم.
وفي الوضوء حط للخطايا والذنوب، ففي صحيح مسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه حتى تخرج من تحت أظفاره» وإذا سمعت الأذان للصلاة قلت كما يقول المؤذن، فإذا قال: «حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح» قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله. وسألت الله في آخره أن يؤتي نبينا الوسيلة والفضيلة، كما في الدعاء المعروف، ودعوت الله بين الأذان والإقامة، فإن الدعاء لا يرد بينهما.
والصلاة مع أنها عبادة لله سبحانه وتعالى، إلا أن فائدتها الروحية والاجتماعية تعود بالنفع على المسلم ومجتمعه، فهي تنهي عن الفحشاء والمنكر كما ورد في القرآن الكريم، فالمؤمن المطيع لربه، الحريص على عبادته، المخلص له فيها، لا يفعل الأمور القبيحة، ويبتعد عن المعاصي والمنكرات، وعن الظلم والفساد.
إضافةً إلى أن صلاة الجماعة فيها اجتماع بين الجيران وأهل الحي، وتنظيم لوقت المسلم، وتكفير لخطاياه.
ففي صحيح مسلم أيضًا: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن، ما لم تغش الكبائر» أي ما لم تؤت.
وحتى الخطوات التي يخطوها المسلم أثناء ذهابه إلى المسجد له فيها أجر، فإنه صلى الله عليه وسلم يقول: «من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته، إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة» [رواه مسلم].
ويشهد لمرتادي المساجد بانتظامٍ بالإيمان.
وصلاة الجماعة أفضل من صلاة الواحد بسبعٍ وعشرين درجة، كما في الحديث المتفق عليه.
وهي أصعب ما تكون على المنافقين، الذين يتظاهرون بالإسلام، وخاصة صلاة الفجر والعشاء.
وفي حديث جليلٍ فيه تشجيع للمسلم وتذكير له بفضل صلاة الجماعة، يقول صلى الله عليه وسلم: «من صلى العشاء في جماعةٍ فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعةٍ فكأنما صلى الليل كله» [رواه مسلم].
يعني أن مجموع صلاتي العشاء والصبح جماعة كقيام الليل كله !
وقد أمرنا بالمحافظة على الصلوات المكتوبات، ونهينا نهيًا أكيدًا ووعدنا وعدًا شديدًا في تركهن.
ففي حديث صحيح رواه مسلم: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة».
وفي حديث صحيح رواه الترمذي وغيره: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر....».
وفي الصف الأول من الجماعة فضل كبير، مع إتمام الصفوف الأول، وتسويتها والتراص فيها.
وللصلاة سنن رواتب، يؤدي بعضها قبل الصلاة، وبعضها بعدها، الأفضل أن تصلي في البيت، حيث ورد في الحديث المتفق عليه: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا».
وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاة الوتر، فهي سنة مؤكدة.
وكذلك صلاة الضحى.
" تنبيهات في الصلاة "
وفي الصلاة يحرم رفع المأمور رأسه من الركوع أو السجود قبل الإمام، وكذا الركوع والسجود قبله.
ولا يضع المصلي يده على خاصرته.
وتكره الصلاة بحضرة الطعام ونفسه تتوق إليه، وكذا وهو متضايق من البول والغائط.
ولا يرفع بصره إلى السماء في الصلاة.
ولا يتلفت فيها بغير عذر، فإنه «اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» كما رواه البخاري.
ولا يصلي باتجاه قبر.
ويحرم المرور بين يدي المصلي.
مختارات