أواب حفيظ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أحبتي في الله...
قال تعالى: " وَأزلِفَتِ الجَنَّة لِلمتَّقِينَ غَيرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا توعَدونَ لِكلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَن خَشِيَ الرَّحمَنَ بِالغَيبِ وَجَاءَ بِقَلبٍ منِيبٍ ادخلوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوم الخلودِ لَهم مَا يَشَاءونَ فِيهَا وَلَدَينَا مَزِيدٌ "
عن يونس بن خباب قال: قال لي مجاهد وكان لي أخًا: ألا أنبئك بالأواب الحفيظ؟؟ قلت: بلى. قال: هو الرجل يذكر ذنبه إذا خلا فيستغفر لذنبه.
فدعونا اليوم: نراجع الحسابات، ونعاهد الرب الغفار الغفور بالإقلاع عن هذه المعاصي التي تقطعنا عنه، ونندم على ما فات، ونعزم على إبدال الصفحات السود بصفحات تبيض لها الوجوه
.
فعليك بتجديد التوبة ليل نهار من الآن فصاعدا واجعلها شعار يومك، ليصفو لك الحال مع الله.
قال طلق بن حبيب: إن حقوق الله اثقل من ان يقوم بها العباد، وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن اصبحوا توابين وأمسوا توابين.
قال أحمد بن عاصم: هذه غنيمة باردة، أصلح ما بقي من عمرك، يغفر لك ما مضى.
قال تعالى: " إِن يَنتَهوا يغفَر لَهم مَا قَد سَلَفَ " [الأنفال: 38]
فاخش الله في غيبك، وراقب قلبك في الخلوات، وادخل على رمضان بقلب منيب، قلب رجل قد أثقلته ذنوبه، فاحتقر نفسه، ويرجو أن يتوب الله عليه، يود أن يلقى الله لا له ولا عليه.
واجباتنا العملية:
(1) عليك بالممحاة: شكى ابو يحيى إلى مجاهد كثرة ذنوبه فقال: أين أنت من الممحاة: يعني الاستغفار.
(2) كن أعبد الناس: قيل لسعيد بن جبير: من أعبد الناس؟ قال: رجل اجترح من الذنوب، فكلما ذكر ذنوبه احتقر عمله.
تذكر قائمة الذنوب التي عاهدت ربك على الإقلاع عنها ماذا صنعت فيها إلى الآن؟
(3) ما أخبار القيام؟؟
بلغني عن بعض الإخوة والأخوات أنهم صاروا يقومون الليل كل ليلة بألف آية؟ فهل من مشمر؟؟ هل من مسابق؟ هل من قائل والله لن يسبقني إلى الله أحد؟
فاللهم وعزتك لا أعلم لمحبتك فرحا دون لقائك، والاشتفاء من النظر إلى جلال وجهك في دار كرامتك.
فيا من أحل الصادقين دار الكرامة، وأورث الباطلين منازل الندامة، اجعلني وإخواني وأخواتي من أفضل أوليائك زلفا، وأعظمهم منزلة وقربة، تفضلا منك علىَّ وعليهم يوم تجزي الصادقين بصدقهم جنات
قطوفها دانية.
والله من وراء القصد
مختارات