" الصــبر "
" الصــبر "
علمني الإسلام أن أكون صبورًا إذا ابتليت، كما أكون شكورًا إذا عوفيت، فإن الصبر ضياء في الطريق، والشكر مكرمة تدل على معدنٍ طيب ووفاء في الإنسان.
وليتذكر المرء ذلك النبي الصبور، الذي ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون !
وإن المرء يسأل الله العافية، ولا يسأله الصبر، فإن الصبر لا يأتي إلا بعد البلاء، ولكنه إذا ابتلى دعا الله أن يثبته ويقويه، فإن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «ومن يتصبر يصبره الله» أي: من يتكلف الصبر على ضيقِ العيش ومكاره الدنيا، فإن الله سيؤيده، قال بعدها صلى الله عليه وسلم: «وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر»[في حديث متفق عليه] ثم إنه يسأل الله الفرج والعافية.
والصبر يدل على عزيمة، وكلما عظم البلاء عظم عند الله الجزاء، وإذا صبر الإنسان فلم يجزع بما يخرجه من الحد، ولم يتضجر أو يسخط ويتأفف، جازاه الله بأجرٍ كبيرٍ لا يخطر على البال، حيث يقول سبحانه وتعالى: " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " [الزمر: 10].
مختارات