" داعية بدون وسائل كاملة "
" داعية بدون وسائل كاملة "
بعض الإخوة ينتظر حتى تتم الأمور ويتوفر المكان والكتب والأشرطة أو حتى تتهيأ الأمور، وهكذا لا تنتهي القائمة المطلوبة، وقد لا يحصل المراد.
والنبي صلى الله عليه وسلم جعل حديثه حجة علينا: " بلغوا عني ولو آية " ولم يقل القرآن أو نصفه أو ربعه، بل قال: آية، وهذه الآية تتوفر لدى الكثير.
لنطل على داعية من أعظم الدعاة في التاريخ.. إنه في غياهب السجن، الأبواب دونه موصدة، والجدران سميكة، والمكان موحش مظلم، والحراس أعينهم لا تنام؛ ومع هذا كله، ومع عدم توفر الوسائل وقلة الإمكانات إلا أنه دعا وهو في السجن.. إنه يوسف عليه السلام: " يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ".
فأين حال يوسف عليه السلام من حالنا؟ لقد قامت علينا الحجة بتوفر الوسائل والأسباب المعينة على الدعوة إلى الله عز وجل، لكن يبقى العمل وتبقى الهمة.
أما ذلك الفقير المحروم والشخص الذي لا يقرأ ولا يكتب ويعيش في رمال الصحراء بعيدًا عن الناس.. فإن معه سلاحا نفاذا وسهاما لا تخطئ، يستطيع أن يخدم الإسلام وأهله والعلماء والدعاة وشباب ونساء المسلمين برفع يديه إلى السماء في كل وقت يتضرع إلى الله بإصلاح حال الأمة، ورفع كيد الأعداء وشر المفسدين وإن خلت يداه من أموال الدنيا، فإنها لن تخلو بإذن الله من دعوة صادقة لهذا الدين.
مختارات