تابع " من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام : فتنة النساء "
تابع " من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام: فتنة النساء "
من أساليب الشيطان في إغواء المرأة عند خروجها من بيتها:
الاختلاط:
وهو اجتماع الرجل بالمرأة التي ليست بمحرم له في بيوت الأقارب والأصدقاء؛ حيث تجالس الفتاة أو المرأة المتزوجة الرجال الأجانب بحجة الصداقة لزوجها أو للعائلة أو القرابة، وتتزين لذلك بكامل زينتها، وقد تحدث الخلوة أحياناً تحت تلك الثقة وسقوط الكلفة، كما أن الملامسة والمصافحة من مباحات تلك الصداقات، وكم من خطيئة ارتُكبت، وأعراض هتُكت، وأسر تهدمت، من جراَّء هذا الاختلاط، قال صلى الله عليه وسلم: «إياكَم والدخول على النساء» فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت» [متفق عليه].
الاختلاط في أماكن العمل وفي أماكن التعليم والدراسة والأسواق سبب من أسباب الوقوع في علاقات آثمة وارتكاب الفواحش، وهذه إحدى القصص المؤلمة، يقول صاحب المأساة:
(بعد عامين من زواجي ألحَّت عليَّ زوجتي بأن تعمل من أجل أن نحيا حياة أفضل، رفضت في بادئ الأمر، وعَمِلَت مربية في أحد معاهد دمشق براتب بسيط جداً، وبعد عام ركب الغرور رأسها طالبة أن تعمل في الوزارات أو مؤسسات الدولة، قنعت بذلك لثقتي بأخلاقها وشدة حرصها على سمعتها وكرامتها ولأنها أم لطفل صغير، ولم تمض بضعة أشهر على عملها في مؤسسة ما حتى حدثت المأساة الخطيرة التي لم تكن في حسابي، ماذا حدث؟ حدث أن طارت الزوجة مع زميل لها في العمل عندما زين لها فكرة الهرب، وسلب رشدها بمعسول الكلام فكان ما أراد، لقد فرت الزوجة من دارها لتتمتع مع شاب وضيع وسوس لها، فأرادت أن تمرح بالشهوة الرخيصة إلى جانب شيطانها) (العفة، يحيي العقيلي).
ويدعي كثير من الناس في هذه الأيام بأن الاختلاط في مقاعد الدراسة هو (الاختلاط البرئ)، وأنه اختلاط مثمر، وهذه الشعارات ما هي إلا ادعاءات باطلة من وجهين:
الوجه الأول: فيها مصادمة واضحة للفطرة التي خلق الله الخلق عليها؛ وهي فطرة التجاذب بين الجنسين وميل الرجل للمرأة، وميل المرأة للرجل؛ فكيف نأمن من الفتنة ووقوع الفاحشة، وخاصة لدى الشباب الذي يسير بعواطف جيَّاشة؟ وفي ظل هذه المجتمعات التي تدعو للفتنة وتهيج الغرائز؟!
والله تبارك وتعالى علل حرمة الاختلاط بين أطهر الرجال وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطهر النساء زوجاته صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين بقوله: " ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ".
وقد اعترفت إحدى طبيبات الغرب وتدعي (ماريون) فقالت: (وإني أعتقد أنه ليس في الإمكان قيام علاقة بريئة من الشهوة بين الرجل وامرأة ينفرد أحدهما بالآخر أوقاتاً طويلة، وكنت أسأل بعضهن ممن يتَّسمْن بالذكاء: كيف أمكن أن يحدث ذلك؟ أي الوقوع في الفاحشَة؛ فكانت الفتاة تجيبني قائلة: لم أستطع أن أضبط نفسي...!!) (المرأة ماذا بعد السقوط، بدرية العزاز).
الوجه الثاني: التجربة والواقع يصرخان بفشل هذه المقولة، ألا بكفينا ما وصلت إليه الحال في الغرب وفي الدول العربية التي يوجد فيها الاختلاط؟ وإليك أخي الكريم، أختي الكريمة بعض الحقائق:
نسبة الحبالى من تلميذات المدارس الثانوية الأمريكية بلغت في إحدى المدن 48%.
أظهرت دراسة وطنية أمريكية توضح أن الفتيات الأمريكية في التعليم المختلط أقل تحصيلاً من الفتى، وأظهرت الدراسة أيضاً انتشار جرائم الاعتداء الجنسي على الفتيات بشكل واسع من قبل الأساتذة والطلاب، وأن واحدة من كل أربع طالبات في سن الكلية تتعرض للاغتصاب (مجلة الأسرة).
أظهرت دراسات أجرتها الوكالة التربوية الوطنية (أن الفتيات الأمريكيات في الفصول المختلطة أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب والتفكير في الانتحار، بل ربما الإقدام عليه) (مجلة الأسرة).
تقول المربية الاجتماعية مرغويت سميث: في التعليم المختلط لا تفكر الطالبة إلا بعواطفها والوسائل التي تتجاوب مع هذه العاطفة؛ إن أكثر من ستين بالمائة من الطالبات سقطن في الامتحانات، وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في الجنس أكثر من دروسهن، وحتى مستقبلهن، وأن 10% ما زِلْن محافظات) (العفة، يحيي العقيلي).
وبعد تلك الحقائق، لماذا يصر دعاة الاختلاط على أن نأخذ من الغرب أسوأ ما فيه، ويستميتون في الدفاع عن سلوكيات مجَّها الغرب نفسه، بعد أن دفع ثمنها غالياً...؟ (مجلة الأسرة).
والاختلاط في أماكن الترفية (الحدائق والملاهي، والشواطئ ) والأسواق تُحدث ظاهرةً خطيرة، وهي ظاهرة التعرف السريع والإعجاب من النظرة الأولى، وتبادل أرقام الهواتف وهكذا تبدأ شياطين الإنس والجن بنسج الشباك حول الفتاة المسكينة التي تقدم خطوة وتؤخر خطوة في تجربتها الأولى، ولكن أوهام الشياطين، والكلمات المعسولة، ومع صحبة فاسدة تشجعها، فتبدأ بالتجربة الأولى؛ كلام في الهاتف، ثم موعد خارج المنزل في مكان عام، ثم اللقاء في مكان خاص، فالمصيبة الكبرى والوبال عليها بعد ذلك (العفة، يحيي العقلي).
من نتائج الاختلاط:
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: «ولا ريب أن تمكُّنَ النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة» (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية).
التبرج والسفور:
وهو قرين الاختلاط؛ بل إنه من العوامل المساعدة على ترويح الانحراف وزيادة حدوثه، لذا حرص عدو الله إبليس أن يغوي المرأة بنزع ملابسها، وكشف جسدها، ليفتن الناس بها؛ قال تعالى: " يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا... " [الأعراف: 27].
والتبرج هو مخالفة لما أمر الله به المرأة من الصون والستر والحجاب، قال تعالى: " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ "، وقال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " [الأحزاب: 59].
ومن مظاهر التبرج والسفور:
*اللباس الفاضح والعاري الذي يكشف عورات المرأة، ويجسدها كما ذكر الحديث: «ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة...» كذا وكذا [رواه مسلم].
*الشعور المستعارة والتسريحات والموديلات في وسائل الزينة والتبرج.
*العطور والروائح الفواحة التي تفتن الرجال، قال صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي...» كذا وكذا؛ يعني زانية [رواه الترمذي].
*ومن صور التبرج رفع الثوب عن الكعبين؛ بل وصل الحال إلى ما فوق الكعبين، ولبس الثياب ذات الكم القصيرة؛ مما يخرج الذراع والعضد أو الصدر والإبط.
*ومن صور التبرج ما تضعه بعض النساء من اللثام على جزء الوجه لتبقى العينان والأنف ظاهرتين، ومن ذلك اتخاذ النقاب الذي زين بالشك والتطريز، مما أصبح فتنة بذاته وتبرجاً.
لحدّ الركبتين تُشمّرِينا بربّك أيَّ نهرٍ تعبرينا
كأنّ الثوبَ ظلٌّ في صباحٍ يزيد تقلُّصاً حيناً فحينا
أضرار التبرج والسفور:
إن من أضرار التبرج تسابق النساء المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن؛ مما يتلف الأخلاق والأموال، ويجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها.
ومنها: فساد أخلاق الرجال، ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها.
ومنها: تحطم الروابط الأسرية، وانعدام الثقة بين أفرادها، وتفشي الطلاق.
ومنها: أنه يخلع حياء المرأة وسترها، ويؤدي بها إلى الرذيلة والفساد.
ومنها: انتشار الأمراض: قال صلى الله عليه وسلم: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا». رواه ابن ماجة.
لذا حرم الله على النساء تقصُّد إثارة الرجال عن طريق التبرج وإظهار الزينة، أو التكسر في المشية، أو الخضوع في القول، وأمر بالستر والاحتجاب، فإن ظهر من بعضهن نشوز وانحراف وتبرج ورغبة في الاختلاط بالرجال، وجب على ولي الأمر منعهن من ذلك بالوسائل المختلفة؛ كالحبس إن احتاج الأمر إليه، فإن اختلاطهن بالرجل أصل كل بلية، وسبب في استنزال عقوبات الله عز وجل (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية).
مختارات