" من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام : فتنة النساء "
" من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام: فتنة النساء "
إن فتنة النساء أشد من فتنة الحرب والفقر وفتنة المال وفتنة الأولاد، ومن باقي الفتن، لأن أثرها أشد خطراً، ونتائجها أعظم، قال صلى الله عليه وسلم: «ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء» [ متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» [رواه مسلم].
وذكر الله عز وجل شهوات الدنيا، فبدأ بالنساء؛ لأن الفتنة بهن أشد، قال تعالى: " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ " [آل عمران: 14].
فالمرأة فتنة بتبرُّجها، وإبداء زينتها، وكثرة خروجها من بيتها لغير ضرورة، وهي فتنة أيضاً لأنهها قد تحمل زوجها على المعصية.
وهي علاقة شيطانية؛ حيث يفتن الشيطان الرجلَ بالمرأة ويفتن المرأة بالرجل، فتتكون العلاقاتُ المحرمة، وتقع المعاصي والآثام، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان» [رواه الترمذي].
ولا ريب أن المرأة إذا انحرفت عن الصراط السوي وفقدت الرعاية والقوامة، وجرت وراء الشهوات، وانغمست في عالم الموضات، صارت معولَ هدم وفساد وانحلال.
لقد أدرك عدو البشر إبليس أثر هذه الفتنة في إهلاك البشر وإفساد المجتمعات، فعمل على إثارتها، وإشاعة الفواحش في المجتمعات الإنسانية، وهذا ما حذرنا منه ربنا فقال سبحانه: " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [البقرة: 268].
وفي نداء للبشر جميعاً يحذرهم من الوقوع في فتنة الشيطان:
" يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ " [الأعراف:27].
فعري المرأة وتكشفها هو عمل من أعمال الفتنة الشيطانية التي من خلاله يغوي الإنسان ويوقعه في الجرائم والآثام.
ولقد نجح عدو الله في تطبيق هذا المخطط؛ نزع اللباس لتحطيم الدين والحياء وإشاعة الفحشاء؛ فالعري الموجود على صفحات المجلات والشاشات، وما يمارس علنًا في دول أوربا وبعض الدول العربية، نتج عنه جرائم خطيرة وضياع تام في صحراء الضلال.
وكم من ضحية ذهبت، وكم من أمراض حدثت كلها بسبب هذا العري الذي يفتن إبليس به بني آدم: " يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ " [الأعراف:27].
ومن وسائل الشيطان في تزيين الرجل للمرأة، والمرأة للرجل، ليفتنهم ويضلهم، ما يلي:
خروج المرأة من بيتها لغير ضرورة: إلى الأسواق والأماكن العامة، وإلى أماكن الرجال أيضاً بدون حاجة ماسة لذلك، وهذا مخالفة لقول الله تعالى: " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى.... " الآية [الأحزاب: 33].
فالمرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ليفتن الناس بها، قال صلى الله عليه وسلم: «المرْأةُ عورَةٌ، فإذا خَرَجَتْ اسْتشْرَفَها الشيطانُ» [صحيح الجامع] قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن المرأة لتَخرج من بيتها وما بها من بأس فيستشرفها الشيطان فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبْتِه» [رواه الترمذي].
ومعنى استشرفها: قال المباركفوري: أي زيَّنها في نظر الرجال، وقيل: نظر إليها ليغويها ويغوي بها؛ ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة.
قال صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة تقبلُ في صورةِ شيطانٍ وتدبرُ في صوُرة شيطانٍ، فإذا أبصرَ أحدكمُ امرأةً فليأتِ أهلهُ فإنَّ ذلكَ يردُّ ما في نفسه» [رواه مسلم وأحمد].
قال مجاهد: «إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزينها لمن ينظر، وإذا أدبرت جلس على عَجُزها فزينها لمن ينظر» (الجامع لأحكام القرآن ).
ومن أساليب الشيطان في إغواء المرأة عند خروجها من بيتها:
*تخرج من بيتها بملابس مغرية: ألبسة جميلة؛ إما قصيرة وإما طويلة ليس فوقها إلا عباءة قصيرة أو طويلة يفتحها الهواء أحياناً وترفعها عمداً أحياناً.
*تخرج بخمار تستر به وجهها، ولكنه رقيقٌ يصف لون جلد وجهها، وأحياناً تشده على وجهها شداً قوياً بحيث تبرز مرتفعات وجهها كأنفها ووجنتيها.
*تخرج لابسة من حلي الذهب ما لبست، ثم تكشف عن ذراعيها حتى يبدو الحلي، كأنما تقول للناس: شاهدوا ما علي، فتنة كبرى ومحنة عظمى.
*تخرج متطيبة بطيب قوي الرائحة: يفتن كل من في قلبه مرض من الرجال، وقد قال: «إن المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي...» كذا كذا. يعني زانية [رواه الترمذي].
*تخرج من بيتها تمشي في السوق مشياً قوياً كما يمشي أقوى الرجال، وتمشي مع صاحبتها وهي تمازحها وتضاحكها بصوت مسموع، وتدافعها بتدافع منظور.
إلى غير ذلك من أسباب الفتنة والخطر العظيم، وقد ورد الوعيد الشديد لمن تظهر مفاتنها للناس، قال صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا » [رواه مسلم].
مختارات