" صفات الشيطان "
" صفات الشيطان "
1- الضعف: قال تعالى: " فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " فكيده ضعيف، كما أنَّ سلطانه ضعيف كما قال تعالى: " إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ " فلا يتجاوز كيده أن يكون تشكيكًا أو وسوسةً أو تخويفًا أو تَحسينًا لقبيحٍ أو تنقيحًا لِحَسنٍ أو دعوة إلى الغلوِّ أو التقصير أو تغريرًا بأمان كاذبة، وقد نور الله جلَّ وعلا المسلم بسُبل الوقاية من وساوسه وإضلاله، ودلَّه على طُرق دحره وقمعه، وأمدَّه من الآيات والعبر ما يُبدِّد به تغريره وتخويفه، قال تعالى: " إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين ".
وقال تعالى: " يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ".
وقال تعالى: " فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ "..وغيرها من الآيات التي تُبيِّن غاية تغريره وأنوع أساليبه في إضلال الإنسان.
وقد صحَّ أنَّ الشيطان قال لأبي هريرة رضي الله عنه: " من قرأ آية الكرسي قبل النوم لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح " وأقرَّ على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «صدقك وهو كذوب» (رواه البخاري).
ولقد تولَّى الله جلَّ وعلا حِفظ الإنسان من مسِّه وتأثيره الحسِّي.. قال تعالى: " لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ " ؛ فالله جلَّ وعلا قد أوكل ملائكةً حفظةً يكلئون الإنسان في ليله ونهاره، ويحفظونه من بطش الشيطان وكيده الحسِّي، ولو تُرك الإنسان مسلمًا كان أم كافرًا من غير كلاءة لبطش به الشيطان بطشًا كما هو الحال في بعض الحالات التي يَمسُّ فيه الإنسان بالصرع.
2- إضمار العداوة للإنسان:
قال تعالى: " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا " فقد أمر الله جلَّ وعلا بالاحتراس من هذا العدوِّ اللدود، وسلوك السبيل الذي يدحره ويفوت عليه كيده وحقده وظلمه، وهذا هو مقتضى اتِّخاذه عدوًّا.
3- جريانه في الإنسان مجرى الدم:
فقد صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم»(متفق عليه).
قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:
والواجب إجراء الحديث على ظاهره، وعدم تأويله مما يخالف الظاهر، لأنَّ الشياطين أجناس لا يعلم تفاصيل خلقتهم وكيفية تسلُّطهم على بني آدم إلاَّ الله سبحانه، فالمشروع لكلِّ مسلم الاستعاذة به سبحانه من شرِّهم والاستقامة على الحق، واستعمال ما شرعه الله من الطاعات والأذكار والتعوذات الشرعية، وهو سبحانه الواقي والمعيذ لمن استعاذ به ولجأ إليه، ولا رب سواه ولا إله غيره، ولا حول ولا قوة إلا بالله (برهان الشرع في إثبات المس والصرع علي حسن الحلبي ).
ومن هذه الصفات تبيَّن أنَّ الشيطان هو العدو الأول للإنسان، وأنه يُكيد له ألوانًا من المكائد لإغوائه وإخلاله، وأنه يجري منه مجرى الدم.
مختارات