" علو همة السلف فى العبادة "
" علو همة السلف فى العبادة "
اجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته اجتهادًا شديدًا فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟! فقال: إنَّ الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقلُّ من ذلك، قال: فلم يزل على ذلك حتى مات.
وكان أبو مسلم الخولاني قد علَّق سوطًا في مسجد بيته يخوف به نفسه، وكان يقول لنفسه: قومي فوالله لأزحفنَّ بك زحفًا حتى يكون الكلل منك لا مني، فإذا دخلت الفترة تناول سوطه وضرب به ساقه، ويقول: أنت أولى بالضرب من دابتي.
وكان يقول: «أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا؟! كلا والله، لنزاحمهم عليه زحامًا حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً».
وعن حماد بن سلمة قال: «ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يُطاع الله عزَّ وجل فيها إلاَّ وجدناه مطيعًا، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليًا، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إمَّا متوضئًا، أو عائدًا، أو مشيعًا لجنازة، أو قاعدًا في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل».
مختارات