" اللقاءات الإيمانية الأخوية "
" اللقاءات الإيمانية الأخوية "
المراد باللقاء الإيماني الأخوي:
هو لقاء رباني متميز فريد ذو هدف محدود، لقاء إيمان مشرق وأخوة صادقة، لقاء على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
لقـاء:
- موعظة وتذكير ودعوة.
- مناصحة ونفع وشفاعة.
- وتعاون على البر والتقوى.
- وسرور وألفة ومحبة.
- وتآلف للقلوب.
- وتفقد وحفظ الأوقات والأعمار في طاعة الرحمن.
- وتحبيب للعمل الصالح.
- ونية صادقة وثبات على الدين.
فضل اللقاءات الإيمانية:
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب الأذكار: «اعلم أنه كما يستحب الذكر، يستحب الجلوس في حلق أهله، وقد تضافرت الأدلة على ذلك» ثم ذكر رحمه الله الأحاديث الواردة في ذلك ومنها:
1- عن ابن عمر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: «حلق الذكر، فإن لله ملائكة سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم» [رواه البيهقي والترمذي].
2- وعن معاوية رضى الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال: «ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا، قال: «آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة» [رواه مسلم].
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده» [رواه مسلم].
4- وعن معاذ بن جبل رضى اله عنه - وفيه قصة – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في» [رواه مالك في الموطأ].
5- عن أنس رضى اله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة» [رواه أبو داود].
هذه الأحاديث الكريمة دلالة واضحة على فضل واستحباب الجلوس في حلق ومجالس الصالحين وأنها سبب لمحبة الله للعبد.
رابطة اللقاء الإيماني الأخوي:
لكل قوم رابطة، وذهب الباحثون والمفكرون يضعون للناس روابطهم كما يتوهمونها من أرض إلى تاريخ إلى لغة إلى مصالح إلى صور متعددة.
لكن المؤمنين لهم شأن آخر فقد صاغ الله سبحانه وتعالى رابطتهم ووثق لم عروتهم، هذه الرابطة هي رابطة الإيمان بكل آفاقه وإشراقه، الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والإيمان بما أنزل من عند الله تعالى، قال تعالى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " [الحجرات: 10].
هذه هي رابطة لقاء المؤمنين وعليها يقوم اللقاء فإذا اختلفت هذه الرابطة اختل لقاء المؤمنين بسائر خصائصه ومميزاته.
خصائص اللقاء الإيماني:
هذا اللقاء يحمل خصائص ثابتة لأنها ليست من وضع البشر وإنما هي قواعد ربانية نزل بها الوحي الأمين على الأنبياء والمرسلين.
فمن أهم خصائص وسمات هذا اللقاء الرباني ما يلي:
1- الإيمان بالله تعالى: يتميز لقاء المؤمنين بأنه على إيمان مشرق. ومحور هذا الإيمان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
2- لقاء علم وعمل: إن أول ثمار الإيمان العلم والعمل فالإيمان يدفع إلى العمل الجاد المتواصل.
3- لقاء عزيمة ونية: إذ بدون النية الصادقة يتفلت اللقاء وتنهار العزيمة.
4- لقاء نهج وتخطيط وغاية وهدف: إنه ليس لقاء تائهًا دفعته الشهوة والمصلحة بل هو لقاء رباني لتحقيق أهداف ربانية.
5- لقاء يجمع بين الأخوة الإسلامية والرابطة الإيمانية: فهذه الأخوة تقوى وتشتد من خلال هذه اللقاءات التربوية.
6- لقاء تفقد الأخ لأخيه: فالأخ المؤمن يعيش مع أخيه كالجسد الواحد إذا اشتكى هذا العضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
مختارات